14-نوفمبر-2019

مقر الاتحاد العام لكرة القدم السوداني بالخرطوم (الجزيرة نت)

معركة الانتخابات العامة لاتحاد كرة القدم السوداني عادت مرة أخرى في العام 2017 بعد دورة أخيرة للاتحاد الذي ترأسه معتصم جعفر وشهدت إرهاصات بأن إعادة انتخابه ومجموعته التي عمِلت معه لن تمر وأن المشهد الكُروي في السودان سيشهد ترسيمًا جديدًا للقائمة التي ستجلس لتحكم الرياضة الجماهيرية في السودان.

اتجهت مجموعة التطوير برئاسة معتصم جعفر ناحية رجل النظام النافِذ وقتها أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان والداعم لكل أنشطة الاتحاد العام

إن كل الأطراف التي كانت عينها على الجمعية العمومية لرئاسة اتحاد كرة القدم كانت تبحث عن طريق يوصلها إلى اللاعب الأساسي الذي ظل على الدوام يسجّل هدف الترجيح في الجمعية العمومية لانتخابات اتحاد كرة القدم السوداني فاتجهت مجموعة التطوير برئاسة معتصم جعفر ناحية رجل النظام النافِذ وقتها أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان والداعم لكل أنشطة الاتحاد العام، بينما اتجهت مجموعة الإصلاح والنهضة لاستدعاء رجل النظام ووزير الدفاع السابق فيه عبد الرحمن سر الختم ليترشح لمنصب الرئيس في الاتحاد العام.

اقرأ/ي أيضًا: دوري السيدات لكرة القدم.. انطلاقة واعدة رغم التحدّيات

المتابع لكل الجمعيات العمومية لاتحاد كرة القدم السوداني في الآونة الأخيرة سيكتشف أن هنالك مستجدات على مستوى التنافُس بين القوائم أساسه صراع النفوذ داخل الحزب الحاكم نفسة وقتها، والذي أوجد تياران أحدهما مدعوم من نافذين في الحزب الحاكم والآخر مدعوم من مؤسسات نافذه هي جهاز الأمن والمخابرات الوطني وأمانة الشباب والرياضة بالحزب الحاكم، والتي لم تُخف دعمها لقائمة الإصلاح والنهضة بقيادة الفريق عبد الرحمن سر الختم المرشح وقتها لمنصب الرئيس، والشيء الذي دفعها لفرض سياسة الأمر الواقع، فمكّنت الفريق الركن عبد الرحمن سر الختم  من مباني الاتحاد العام بقوة جهاز الأمن والمخابرات ومكنته من عقد جمعية عمومية أُبطلت مخرجاتها من "الفيفا" في ما بعد.

"فقه الضرورة" هو الذي حكم المسار الذي مضت عليه الجمعية العمومية للاتحاد العام والتي جاءت بكمال حامد شداد رئيسًا للدورة الحالية للاتحاد، وهو الذي ظل يرفع لافتة رفض التدخل السياسي للنظام الحاكم في إجراءات الجمعية العمومية، متهمًا إياه بإبعاده من التنافس على منصب الرئيس بقرار من أمانة الشباب والرياضة في المؤتمر الوطني، ليقبل بعدها وضع يده في اليد التي أبعدته سابقًا في سبيل أن يحل مكان الفريق الركن عبد الرحمن سر الختم الذي رفع راية الانسحاب من الانتخابات.

اقرأ/ي أيضًا: النائب العام: سنحقق تطلعات الشعب ونحاسب قتلة الشهداء "قريبًا"

وفقه الضرورة هو ذاته الذي دفع أمانة الشباب والرياضة بالمؤتمر الوطني لاستغلال سيرة كمال شداد ليكون بديلها في منصب الرئيس، على أن تُحكِم الخناق على بقية القائمة بمرشحيها الملتزمين حزبيًا.

فشل الاتحاد العام لكرة القدم السوداني لم يبدأ بسقوط المنتخب الوطني في الاستحقاق القاري للمحليين "الشان" أمام منتخب تنزانيا، وإنما بدأ مُبكرًا بعد القبول بقائمة تحكم الاتحاد، وبكيمياء غير منسجمة على الإطلاق بسبب أن رئيس الاتحاد كان يعتقد أنه قد نال مراده بانتهاء الجمعية العمومية وحصوله على منصب الرئيس، ليتفاجأ بأن دولة الحزب "العميقة" تحيط به من كل جانب.

تخسر كرة القدم السودانية وتودع منتخباتنا كل الاستحقاقات لأن المنظومة التي تحكم نشاط كرة القدم تقوم على أرضية هذا الصراع المكتوم تارة والمفضوح تارة أخرى، بين رئيس الاتحاد العام وبين شاغلي المناصب الأخرى والذين أتوا إليها بداعي القُربى من الحزب الحاكم سابقًا.

وتخسر كرة القدم السودانية لإصرار هذه المنظومة الغير منسجمة في ما بينها على إنتاج نظام جديد للمنافسة المحلية وإسناد أمر لجنة المنتخبات لعضو الاتحاد حسن برقو، وهو كل مؤهلاته للمنصب وخبراته هو أنه نافذ في الحزب الحاكم. فأضعف اللجنة فنيًا وأربك مشاركات الأندية السودانية في منافسات "الكاف".

وستخسر كرة القدم السودانية أكثر في قادم الأيام لضعف التمويل الذي ظل محتكرًا لشركة واحدة دون غيرها يتحكم فيها أمين دائرة الرياضة بالحزب الحاكم سابقًا

وتواصل كرة القدم في السودان الخسارة لأن إرادة الحزب الحاكم سابقًا هي التي فرضت ممثلًا للمرأة في مجلس إدارة الاتحاد العام بمعيار الولاء الحزبي، لتستبعد آخرين كل ذنبهم أنهم لم يدينوا للحزب الحاكم بالولاء ولا ينتمون لأمانة الشباب والرياضة بالحزب.

وستخسر كرة القدم السودانية أكثر في قادم المواعيد لضعف التمويل الذي ظل محتكرًا لشركة واحدة دون غيرها يتحكم فيها طارق حمزة أمين دائرة الرياضة بالحزب الحاكم سابقًا. والذي ظل يفرض رعاية شركة سوداني للمنافسة القومية الأولى للاتحاد العام وليتحكم فيها أيضًا وزير النظام السابق ومعتمده نصر الدين أحمد حميدتي بحكم منصبة في مجلس الاتحاد العام.

وستخسر كرة القدم السودانية لأنها مازالت محكومة بدكتاتورية الرجل الواحد "كمال شداد" وتجربته التي تجاوزها هو أولًا بالخضوع للتدخل السياسي في أهلية وديمقراطية نشاط كرة القدم.

 

اقرأ/ي أيضًا

نادي الحركة الوطنية وحُمى الانتخابات المبكرة

المدينة الرياضية.. صندوق الفساد الأسود!