13-نوفمبر-2019

مشجعان هلاليان (Getty)

أكثر من سبعة أشهر أمام الجمعية العمومية لنادي الهلال حتى تدخل في الاستحقاق الانتخابي بنهاية المُدة المقررة لمجلس الإدارة الحالي للنادي، والذي يترأسه أشرف سيد أحمد "الكاردينال"، إلا أن حراكًا ما  انتاب الوسط الهلالي بشكل لافت يُنبئ بأن الحُمى الانتخابية في نادي الحركة الوطنية كما تُسميه جماهيره قد دبّت مُبكرًا في أوساط الجمعية العمومية من خلال ظهور أجسام جديدة في المجتمع الهلالي، ومن خلال تبادُل القصف الإعلامي المُبكِر في الإعلام التقليدي ومنصات التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها منسوبو التنظيمات الهلالية.

لم يُعجب البعض داخل جماعة الكاردينال التوزيع الذي حدث لكيكة الفوز الانتخابي، أو لأن نصيبهم منها كان دون الطموح خرجوا مغاضبين لتنظيمهم

المصائب يجمعن المُصابين

هذا هو الوصف الدقيق الذي يُجمِل الحال الهلالي من خلال قراءة حركة المعارضة الهلالية التي ذهبت في اتساع لم يشهده المجتمع الهلالي منذ أمد بعيد، وذلك لعدة أسباب، إلا أن القاسم المشترك فيها هو ضرورة التغيير في الهلال بعد تجربة دورتين انتخابيتين أتتا بالكاردينال رئيسًا للهلال ولم ينجُ من الإقصاء فيها حتى أؤلئك الذي لعبوا دورًا هامًا في فوز تنظيم "عزة الهلال"  بالدورة الانتخابية الأولى.

اقرأ/ي أيضًا: النائب العام: سنحقق تطلعات الشعب ونحاسب قتلة الشهداء "قريبًا"

لم يُعجب البعض داخل جماعة الكاردينال التوزيع الذي حدث لكيكة الفوز الانتخابي، أو لأن نصيبهم منها كان دون الطموح خرجوا مغاضبين لتنظيمهم، الأم فكانت مصيبتهم هي جسر التواصُل مع المكونات المعارضة للكاردينال في تنظيم "الأصالة"، كما أن مصيبة المنتسبين لتنظيم "مستقبل الهلال" الذي حكم النادي قبل مجيء الكاردينال كانت أكبر، لاعتقادهم أن عضوية التنظيم التي دفعوا بها نكاية في تنظيم "الأصالة والصدارة" بقيادة السيد صلاح إدريس هي التي جاءت بالكاردينال رئيسًا للهلال.

ومصيبة تحمُل عبء العمل المُعارِض في الهلال كانت هي التي تُثقِل كاهل تنظيم الأصالة والصدارة الذي ظل منتظرًا في محطة التغيير بينما ظل البقية يتقلبون بين ضفتي الصراع الهلالي متى ما هبّت رياح المصالِح وتغيرت المواقف.

من أين تؤكل الكتف الانتخابية

وهذا كُل ما تعلّمة الكاردينال من دروس الانتظار الطويل حتى يصل المبلغ التي هو فيه الآن برئاسته أكبر ناد جماهيري في السودان بأقل مجهود وتكلفة. اتبع الرجل في الدورتين الانتخابيتين وصفة الحزب الحاكِم السحرية لبلوغ غاياته وحُلمه الذي طال انتظاره، ليشتري الرضى السُلطوي عبر صبيته في أمانة الشباب والرياضة والتي ظلت على الدوام هي الكتف الذي يؤكل به الذبيح الانتخابي في الهلال، فلم يخلو مجلسة الأول من أعضاء أصيلين في الحزب الحاكم وقتها وجاء نائب الرئيس والأمين العام من البيت الحزبي مباشرة في جولته الانتخابية الثانية.

اقرأ/ي أيضًا: دوري السيدات لكرة القدم.. انطلاقة واعدة رغم التحدّيات

"الكاردينال يعرف كيف يُدار هذا البلد" كانت هي العبارة التي استخدمها الكاردينال عند سؤاله عن كيف سيدير الهلال والتحالف المعارض له في الهلال يمضي في أتساع، لكنه كان مُحقًا في ما ذهب إليه من قول، بدليل ما جاءت به مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم ورئيسها الفاتح حسين من تعديلات للقانون وقرارات الطعون التي وجهتها التنظيمات المعارضة في أهلية ترشُح الكاردينال لرئاسة الهلال.

خمر معتقة في قناني جديدة

حقيقة لم يأتي الصراع الانتخابي بجديد في ساحة نادي الهلال بدليل تعدد اللافتات التنظيمية وثبات الاسماء التي ظلت مطروحة في الإعلام، وهذا ما أثبته الإعلان عن تنظيم جديد أُطلق عليه اسم "فجر الغد" قال رئيسة محمد عثمان الكوارتي في حفل التدشين أنه قد أخذ الإذن من رئيسه في  تنظيم مستقبل الهلال والرئيس السابق الأمين محمد أحمد البرير ليُبشر بتنظيمة الجديد، وعاودت أيضًا رجل الأعمال صابر شريف الخندقاوي أشواقه لرئاسة نادي الهلال فدخل في حرب تصريحات مُبكرة مع حليف الأمس الذي تجاوزت أحلامة مرحلة أن يكون مقاولًا لاستجلاب عضوية الجمعية العمومية في أي صراع انتخابي، فالمنصب بعد الذي حدث فيه وعليه صار مطمعًا للجميع وسهل المنال.

اقرأ/ي أيضًا: المدينة الرياضية.. صندوق الفساد الأسود!

تيار الثورة والتغيير على خط الانتخابات

بطبيعة الأحوال وكيمياء المجتمع الهلالي لم يكن "شعب" الهلال بعيدًا عن التغييرات التي فرضتها الثورة والرغبة الكبيرة في تعديل مكونات المعادلة التي فرضها النظام السابق بجعل الكاردينال رئيسًا للهلال برغم أنف النظام الأساسي للنادي، وكل مواد القانون تتعارض مع صحيفة ترشُح أشرف الكاردينال لرئاسة نادي الهلال.

جاء "تجمُع الهلاليين" مُخاطبًا الجماهير المؤمنة بأهلية وديموقراطية الحركة الرياضية والطيف التنظيمي العريض المؤمن بضرورة التغيير في الهلال بسبب الحالة العامة التي وصل إليها النادي في العهد المرتبط بالنظام السابق.

كثيرون هم الذين لم يُعجبهم تقليد وسام الرياضة من قبل الرئيس المخلوع لرئيس لمجلس إدارة نادي الهلال والإحتفال بذلك بينما كان الجمهور الهلالي الحق طرفًا أصيلًا في ثورة الشعب السوداني وقائدًا لأول مواكِب الرياضيين. وكثيرون من أهل الهلال الذين لن يُرضيهم أن تُحكم إنتخابات ناديهم بالعضوية المستجلبة فقرروا أن يكون سلاحهم هذه المرة هو العضوية "الراشدة" لهزيمة التدخل السلطوي في انتخابات نادي الحركة الوطنية.

هي معركة ستستحضر فيها جماهير النادي العريق الروح الوطنية الباسلة التي جربتها في إسقاط نظام الحكم السلطوي الجبار

معركة الاستحقاق الانتخابي القادم بنادي الهلال ستعيد بكل تأكيد للجماهير سطوتها في مواجهة رؤوس الأموال المشكوك في مصدرها وأصحابها من حديثي الثراء المرتبط بالدماء والحروب ومعاناة الشعوب ونزوح الأطفال والنساء، هي معركة ستستحضر فيها جماهير النادي العريق الروح الوطنية الباسلة التي جربتها في إسقاط نظام الحكم السلطوي الجبار، فلن يعجزها أن تسقط أذياله وتكنس قذاراتهم عن ناديها وعشقها المقدس، نادي الحركة الوطنية.

 

اقرأ/ي أيضًا

في الرياضة السودانية.. المال يهزم القانون

البوشي في مواجهة التشدّد والتكفير.. القصة الكاملة لعبد الحي يوسف!