04-أكتوبر-2020

زعيم حزب الأمة الصادق المهدي (Getty)

قال حزب الأمة القومي، عقب اجتماعه الدوري أمس السبت، إن قضية التطبيع التي طرحت الآن في الساحة السياسية، غير مقبولة، وذلك لجهة أنها تلخص الموقف بأنه مساومة بمقابل مادي، وشدد على أنه على الرغم من وضاعة هذه المساومة، إلا أنها لن تتحقق.

حزب الأمة القومي: يؤكد المكتب السياسي أن موقفه من التطبيع مبدئي

وأكد الحزب في بيانه الذي صدر في وقت متأخر من مساء أمس السبت، أن موقفه من التطبيع مبدئي وغير منطلق من الموقف العربي، وأوضح أنه يشابه الموقف من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث أكد أن الحزب عارض نظام الفصل العنصري إحقاقًا لمبدأ العدالة وليس لإفريقانية القضية، حسب ما ورد في البيان.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة التحقيق في مجزرة القيادة تستدعي لجنة الميدان بالحرية والتغيير

وعبر الحزب في بيانه عن تعجبه من ربط مسألة التطبيع بالإصلاح الاقتصادي، وقال: "التجارب الماثلة لدول التطبيع تبين عكس ما زُعم، ولم تجن إلا اليسير من الوعود والكثير من المشاكل. وما زال الكونجرس الأمريكي يرفض حماية البلاد من مطالباتِ ضحايا حوادث أيلول/سبتمبر، وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه سابقًا بعدم تحمل جرائم النظام المباد".

وزاد البيان بالقول، إنه من المعلوم أن مثل هذه المواقف تعرض البلاد لمخاطر تطرف الجماعات الإسلامية في شرق وغرب القارة. كما أشاد الحزب بموقف رئيس الوزراء في إسناده لمثل هذه القرارات للحكومة المنتخبة، في إشارمن الحزب لتصريحات رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إبان زيارة الأخير للبلاد؛ بأن الحكومة الانتقالية غير مخولة للبت في هذه المسألة.

ويأتي بيان الحزب عقب مقابلة تلفزيونية كان قد أجراها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، حيث صرح في المقابلة التي أجريت الجمعة الماضية الثاني من تشرين الأول/أكتوبر على قناة "سودانية-24"، إن السودان يحتاج للتطبيع مع دولة الاحتلال، مشيرًا للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: مصادر تكشف لـ"الترا سودان" أكبر عملية تمكين بوزارة المالية

وكان زعيم حزب الأمة القومي، الإمام الصادق المهدي، قد وصف في ندوة بعنوان: "مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني"، في 26 أيلول/سبتمبر المنصرم بجامعة الأحفاد للبنات، وصف إسرائيل بأنها "دولة شاذة"، وأرجع ذلك إلى أنها الدولة الوحيدة التي تقوم على اتحاد الملة والإثنية والكيان السياسي. وأشار في حديثه إلى أنها مؤسسة على غزو أراضي شعب آخر، ووصف التطبيع بأنه "اسم الدلع للاستسلام"، حسب تعبير الإمام.

 صرح رئيس الوزراء برفض السودان ربط رفع اسمه من القائمة الأمريكية بمسألة التطبيع

وأثارت تصريحات "حميدتي" قضية التطبيع مرة أخرى، وذلك بعد فشل المفاوضات التي تمت بين الجانب السوداني والأمريكي في أبوظبي تحت ضغط إماراتي ليركب السودان قاطرة التطبيع التي تقودها مع دولة الاحتلال. حيث وصف قياديون في الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، بأن ربط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالابتزاز غير المسبوق، وقال ناشطون إن القوى الإمبريالية تريد استغلال الموقف الضعيف للاقتصاد السوداني لتمرير مسألة التطبيع مع دولة الاحتلال، وهو ما أعلنت الحكومة الانتقالية رفضه، حيث صرح رئيس الوزراء برفض السودان ربط رفع اسمه من القائمة الأمريكية بمسألة التطبيع.

اقرأ/ي أيضًا

وقاحة مبدأ المساعدات مقابل التطبيع

ملف| حوارات السلام.. الاتفاقية على ألسنة صائغيها