30-أكتوبر-2022
من احتجاجات الخرطوم 30 أكتوبر

مليونية 30 أكتوبر في الخرطوم (الترا سودان)

لم تمض خمسة أيام على احتجاجات واسعة في العاصمة السودانية، حتى خرجت الحشود مرة أخرى اليوم الأحد في "مليونية 30 أكتوبر"، ضمن مليونيات ذكرى الانقلاب، حينما استولى قائد الجيش على السلطة في مثل هذه الفترة العام الماضي.

اللافت أن المتظاهرين قللوا تكتيكات مقاومة المدرعات التي تطلق الغاز

بدأت الاحتجاجات الشعبية اليوم الأحد في الخرطوم "تقاطع باشدار" في حي الديوم الشرقية، حيث تجمع الآلاف والتوجه عبر مسارات نحو القصر، لكن تغييرات مفاجئة للمسار نحو كبري الحرية جنوبًا جعلت القوات الأمنية تتمركز أسفل هذا الجسر القديم، وأطلقت الغاز المسيل بكثافة عالية حتى أجبرت المتظاهرين على العودة بذات المسارات إلى نقاط التجمع.

وأحرق المتظاهرون الإطارات القديمة على طول مسار الموكب الذي حمل الأعلام، وتوجه من "تقاطع باشدار" مستخدمًا الهتافات الرائجة ضد العسكريين، وهي هتافات تظهر البون الشاسع بين هذه المجموعات الشبابية الراديكالية وسياسيين يودون إبرام اتفاق مع الجنرالات برعاية دولية وإقليمية.

وما أثار غضب المتظاهرين اليوم بيان للشرطة الأسبوع الماضي، اتهمت فيه المحتجين بإيواء تشكيلات عسكرية، مطالبة قادة الحراك السلمي بإظهار موقفها من هذه المجموعات "التي تحمل الأعلام وترتكب أعمال العنف"، حد قول البيان.

وقال مجاهد الذي شارك في الاحتجاجات اليوم، والتي أطلقت عليها تنسيقيات لجان المقاومة "مليونية 30 أكتوبر"، قال إن: "رد فعلنا هو الغضب على هذه السلطة العسكرية، وإذا أردنا أن نطيح بها يجب أن نظهر غضبنا؛ لقد انتهى عهد المساومات بعد الانقلاب".

وتزايدت وتيرة الاحتجاجات في العاصمة الخرطوم مع حلول الذكرى الأولى للانقلاب العسكري، وهذه هي المرة الثانية خلال خمسة أيام يخرج الآلاف للتظاهر ضد العسكريين، مع وضع اشتراطات بالتنحي الكامل و"ليس اقتسام السلطة".

https://t.me/ultrasudan

على مدى عام كامل لم يهدأ المحتجون في شوارع العاصمة السودانية وبعض المدن، ويصمم هؤلاء الشبان والفتيات على وضع حد للانقلاب العسكري، عبر ضغط الجيش على الانحياز للمحتجين وعزل الجنرالات الحاليين.

وهذه المطالب وإن تحققت فإن هناك مخاوف من انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية، نتيجة تعدد الجماعات المسلحة ووجود أكثر من قوتين مسلحتين كبيرتين، لكن المتظاهرين يقولون إن "هذه المخاوف لم تجد طريقًا إلى قلوبهم على أن الثورة لا تعرف أنصاف الحلول".

قالت راوية وهي طالبة طب تشارك في التظاهرات، لـ"الترا سودان": "منذ الانقلاب جمدت السنة الدراسية وتفرغت للعمل على إسقاط الانقلاب العسكري؛ هذه الثورة ليست نزهة نتركها وقت ما نشاء لمن يشاء ذلك. يجب أن يتنحى العسكريون! لا مجال للاتفاق معهم هذا ليس خيارًا متاحًا حاليًا".

وإذا ما قرر قادة الحراك السلمي الدخول في اتفاق مع العسكريين، فإن ملف العدالة بحق ضحايا سقطوا خلال الثلاثة أعوام قد يحول دون ذلك، فالأسئلة التي تُطرح في النقاشات بين المتظاهرين هي عن مصير العدالة والقصاص للضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن قبل وبعد الانقلاب.

ويحاول المتظاهرون الوصول إلى القصر في "عملية رمزية" قد تجبر العسكريين على التنحي، لكن تزايد  الإجراءات الأمنية تحول دون ذلك منذ مطلع هذا العام.

عاد موكب الخرطوم بنفس المسارات متجاوزًا ملاحقات بالشاحنات التي تطلق الغاز المسيل للدموع 

وعاد موكب الخرطوم بنفس المسارات متجاوزًا ملاحقات بالشاحنات التي تطلق الغاز المسيل للدموع حتى حديقة القرشي، حيث تمركز المتظاهرون في تقاطع رئيسي للتصدي لعبوات الغاز. لكن اللافت أن المحتجين باتوا أكثر حرصًا على تفادي المركبات الأمنية وعدم التصدي لها، وربما لعبت دعوات للسلامة العامة في صفوف المتظاهرين دورًا في انحسار هذا التكتيك، والذي زاد من عدد المصابين في صفوف المحتجين الشهور الماضية.