26-أكتوبر-2022
الاحتجاجات في الخرطوم

خرج الآلاف في العاصمة والولايات في الذكرى الأولى للانقلاب (Getty)

منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2021، قام المجلس العسكري بتقويض الانتقال الديمقراطي عبر تنفيذه للانقلاب، ومنذ ذاك التاريخ توالت الانتهاكات المُمارسة من قِبل السُلطات تجاه المدنيين العُزل سواء في المظاهرات المناهضة للحكم العسكري وحتى بعيدًا عن التظاهرات، حيث استمرت السُلطات في ممارسة الاعتقال التعسفي من المنازل والميادين العامة، فضلًا عن اختطاف النُشطاء وأعضاء "لجان المقاومة".

وتتراوح "انتهاكات حقوق الإنسان" المُمارسة من قبل السُلطات بين استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا كـ"سلاح الخرطوش"، استخدام الرصاص الحي والمطاطي، الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع واستهداف المتظاهرين به، فضلًا عن قطع شبكات الاتصال والإنترنت لتقويض التجمعات السِلمية المطالبة بالحكم المدني.

تجولت عدسة "الترا سودان" في مواكب ذكرى مرور عام على الانقلاب

وكانت السُلطات "العسكرية" قد نفذت ما أسمتها بالـ"إجراءات" في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أقصت بموجبها المكون المدني من السُلطة، وقوضت عملية التحول الديمقراطي بالبلاد. وقد أدان هذه الإجراءات مجموعة من الدول، منها الاتحاد الأوروبي وأميركا ودول الترويكا، بجانب عدد من الدول الأخرى. وما يزال المكون العسكري متمسكًا بالسُلطة رغم الضغوط الدولية، والإخفاقات اقتصادية، وتردي الأوضاع الأمنية التي خلفها على البلاد.

تجولت عدسة "الترا سودان" في مواكب ذكرى مرور عام على الانقلاب، مُستطلعة عددًا من المُشاركين فيها.

نحتاج لنفس أطول

وقال أحد ثوار الصفوف الأمامية: "نحنا لينا سنة من انقلاب البرهان وزبانيته، قبل الانقلاب الثورة مستمرة بعد الانقلاب الثورة مستمرة"، ومضى في حديثه لـ"الترا سودان": "بعد إسقاط العسكر عندنا حق الشهداء وبناء دولة كاملة من الصفر؛ نحتاج لنفس أطول من الذي نبذله  في المظاهرات".

وأكد استمرار التظاهر حتى إسقاط الانقلاب في الأشهر القادمة وفقًا للجداول التي ستُعلن،  وقال "نتمنى الخروج اليوم بدون إصابات".

وأشار إلى وجود آراء سلبية وتساؤلات مثارة مؤخرًا حول سبب المشاركة في التظاهرات، لافتًا لخروجهم لأن مبادئهم تملي عليهم ذلك وهي لا تتجزأ، وأنهم لا يكترثون عمومًا بما يثار والثورة مستمرة، كما يقول.

جيل إنهاء الانقلابات 

أشارت إحدى المتظاهرات إلى أنها درجت على المشاركة في التظاهرات المناهضة للحكم العسكري، رغم تعرضها للعديد من حالات الاختناق بالغاز المُسيل للدموع.

وقالت لـ"الترا سودان": "نحن الجيل الذي سيكتب نهاية الانقلابات العسكرية"، مؤكدة استمرارهم في النضال لإسقاط الانقلاب.

سنواصل ونكمل النضال 

 في ذات السياق قال أحد المشاركين في التظاهرة لـ"الترا سودان": "مرت سنة كاملة على القمع والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أبناء شعبنا، مرت سنة على الاعتقال التعسفي، من التعذيب، تلفيق التهم والجرائم ولكن نحن مواصلين ومكملين".

لا بد أن تنتهي الديكتاتورية 

ومن جانبها ترى الفنانة دعاء طارق، أن الانقلاب معضلة صغيرة في الثورة لأن إسقاطه أمر حتمي، وقالت طارق لـ"الترا سودان": "وبعد سقوطه سنطالب بالدولة المدنية الكاملة التي نحلم بها".

ولفتت طارق لمشاركتها في التظاهرات منذ بدء اندلاعها في 2018، ومضت مؤكدة: "سنكون في الشارع رغم الاعتقالات والملاحقات التي تعرضنا لها الآن وإبان حكومة حمدوك. لا بد أن تزول هذه الدكتاتورية لبناء السودان الذي نحلم به، وسنستمر حتى نحقق الدولة المدنية الكاملة التي طالما حلمنا بها".