23-مارس-2024
استمرار الاشتباكات في مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة بين الجيش السوداني والدعم السريع

تشهد ولاية الجزيرة انتهاكات مروعة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمتها في كانون الأول/ديسمبر الماضي

أسفرت هجمات لقوات الدعم السريع على قرى متفرقة بولاية الجزيرة، عن مقتل مدنيين. وتقول لجان المقاومة إن هذه الهجمات تأتي بغرض النهب والسلب.

وتستمر لجان المقاومة في رصد انتهاكات قوات الدعم السريع بالقرى في الولاية التي سيطرت عليها هذه القوات في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث انسحبت قوات الجيش من الولاية تحت ملابسات غامضة.

هجمات لقوات الدعم السريع على قرى أم دليبة وود بهاي والشيخ بلال بولاية الجزيرة أسفرت عن قتلى ومصابين وسط المدنيين

وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا، اليوم السبت، إن "ميليشيا الدعم السريع" هاجمت عصر أمس الجمعة قرية "أم دليبة" في ريفي طابت "بغرض السرقة والنهب"، وأطلقت الرصاص الحي على المواطنين ما أدى إلى سقوط الشهيد مصدق بابكر وإصابة آخرين.

كما كشفت لجان المقاومة في الحصاحيصا عن هجوم لقوات الدعم السريع على قرية ود بهاي بريفي الحصاحيصا للمرة الثالثة، أمس الجمعة، وقامت بنهب "السيارات و الأموال وكل المقتنيات الثمينة"، بحسب تقرير اللجان. كما قامت القوة المهاجمة بإطلاق الرصاص الحي على مجموعة من شباب القرية العزل، مما أدى إلى استشهاد كل من رشدي أحمد علي مالك، ودفع الله بشير دفع الله جودة.

وأمس أيضًا تعرضت قرية الشيخ بلال بوحدة الربع الإدارية للهجوم للمرة الثانية من قبل قوات الدعم السريع، وخلف الهجوم استشهاد الشاب بخيت حامد الطيب إثر إصابته بالرصاص الحي.

يذكر أن قيادة القوات المسلحة كانت قد أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، فتح تحقيق في انسحاب القوات من ولاية الجزيرة، ولكن لم تنشر نتائج هذا التحقيق بعد. ويصرح قادة الجيش باتجاههم لاستعادة السيطرة على الولاية في الفترة القادمة عبر الهجوم من عدة محاور.

وتسببت هجمات الدعم السريع في نزوح مئات الآلاف من المواطنين من ولاية الجزيرة إلى الولايات المجاورة، بعضهم نزح مسبقًا إلى ولاية الجزيرة من العاصمة الخرطوم عقب اندلاع الحرب في نيسان/أبريل من العام الماضي.

وتحاول قوات الدعم السريع التمدد شرقًا باتجاه الفاو وولاية القضارف المتاخمة للجزيرة، والأسبوع الماضي حدثت مناوشات عنيفة في تخوم هذه المناطق، ولكن تمكنت القوات المسلحة من صد الهجوم.

ومنذ سيطرة الدعم السريع على الجزيرة، نقلت العديد من التقارير عن انتهاكات مروعة لهذه القوات في الولاية التي تعد سلة غذاء السودان وتحتوي أكبر المشاريع الزراعية. وتنسب قوات الدعم السريع الانتهاكات لمن تصفهم بـ"المتفلتين".

وزادت وتيرة الانتهاكات في ولاية الجزيرة مع انقطاع شبكات الاتصالات منذ حوالي ستة أسابيع، وتواترت التقارير عن هجمات للدعم السريع على المدنيين في القرى المتناثرة بجميع مناطق الولاية. وكانت قوات الدعم السريع قد قالت الشهر الماضي إنها تتعامل بـ"الجدية والحسم اللازمين" مع البلاغات والشكاوى بتعرض بعض القرى بمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة إلى انتهاكات بحق المدنيين. وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع في بيان حينها، إن قيادة القوات وجهت فور تلقيها تلك البلاغات، لجنة حسم التفلتات والظواهر السالبة وقيادة القوات بولاية الجزيرة، بـ"التحرك الفوري إلى تلك القرى والتعامل الحاسم مع المتفلتين واستخدام كافة الوسائل التي تضمن أمن وسلامة المواطنين والوقوف على الشكاوى ومعالجتها فورًا"، بحسب ما ورد في البيان.

على الرغم من مرور شهر على تعهدات قيادة قوات الدعم السريع وتفويض لجنة حسم التفلتات والظواهر السالبة، إلا أن الانتهاكات المروعة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة ما تزال مستمرة

وعلى الرغم من مرور شهر على تعهدات قيادة قوات الدعم السريع وتفويض لجنة حسم التفلتات والظواهر السالبة، إلا أن الانتهاكات المروعة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة ما تزال مستمرة. والأسبوع الماضي أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان قيام قوات الدعم السريع باغتصاب سيدتين ترافقان أحد المرضى، واغتصاب إحدى العاملات في التمريض بمستشفى الحصاحيصا بولاية الجزيرة.