26-أبريل-2022
تتواصل الاحتجاجات في العاصمة والولايات رغم العنف المفرط (Getty)

تتواصل الاحتجاجات في العاصمة والولايات رغم العنف المفرط (Getty)

وثّقت شبكة "بي بي سي" في تقرير جديد لها، استخدام العنف المفرط والرصاص الحي ضد المتظاهرين في السودان، في حملة القمع ضد الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري في البلاد.

وفقد العشرات أرواحهم بالرصاص الحي في المظاهرات الشعبية منذ إجراءات البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 التي استولى وفقًا لها على السلطة، وقالت الشبكة إنها وثقت بعض هذه الحوادث من خلال لقاءات مع مصابين وشهود عيان وأسر الشهداء، بالإضافة لمقاطع فيديو ومعلومات مفتوحة المصدر.

وكان النائب العام قد أعلن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث اللاحقة لإجراءات رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، وأعلن البرهان بدوره أيضًا عن تشكيل لجنة من الأجهزة النظامية والنيابة العامة للتحقيق في مجزرة 17 كانون الثاني/يناير في الخرطوم، بسقف زمني (72) ساعة، لكن لم تصدر أي نتائج لتلك اللجان.

استشهد حوالي (94) متظاهرًا في حملة قمع الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري في السودان وأصيب الآلاف

وقتل في قمع التظاهرات منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر، حوالي (94) شهيدًا وأصيب الآلاف بحسب إحصائيات لجان طبية معنية برصد الانتهاكات في الاحتجاجات.

وبحسب التقرير الجديد، وثقت بي بي سي استخدام القوات النظامية للعنف المميت ضد المتظاهرين، حيث ارتقى معظم الشهداء بالرصاص الحي، فيما لاحقت القوات النظامية المصابين للمستشفيات التي يتلقون فيها العلاج.

والتقت الشبكة بأسرة الشهيد أحمد الأمين كنونة، وعرضت مقطعًا للحظات الأولى عقب تعرضه للإصابة في الاحتجاجات، وقالت أسرته في التقرير، إن الأطباء أخبروهم أن رأسه انفجر بعد تعرضه لطلقة من سلاح ثقيل "دوشكا" في التظاهرات، وكشفت أمه في مقابلة مسجلة، أنها لم تستطع التعرف عليه لتشوه ملامحه عقب الإصابة، حيث دلتهم ملابسه عليه في آخر الأمر.

وأعلنت "بي بي سي" عن حصولها على تقارير جنائية رسمية تثبت أن متظاهرين قد لقوا مصرعهم بالرصاص الحي، فيما لم تحصل أسرة الشهيد كنونة على تقرير مماثل، وكشفت كاميرات المتظاهرين استخدام القوات المشاركة في قمع الاحتجاجات، للذخيرة الحية.

وأشار قانونيون استطلعتهم الشبكة، لمخالفة القوات المشاركة للقوانين المحلية والدولية، باستخدام العنف المفرط والرصاص الحي ضد المتظاهرين.

https://t.me/ultrasudan

وكان مكتب الأطباء الموحد قد حذر من استخدام الطلق الناري المتناثر "الخرطوش" في فض التظاهرات، وأظهرت مقاطع الفيديو استخدامه من قبل القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل البعض وإصابة آخرين إصابات خطيرة.

وأصيب أكثر من ربع الجرحى بعبوات الغاز المسيل للدموع الموجهة للجسد بشكل مباشر، وكشف الصحفي بوكالة السودان للأنباء عبدالله بابكر، عن قرب فقدانه لذراعه عقب إصابته بعبوة من مسافة قريبة، حيث أوقفه جندي وأطلقها عليه من مسافة ثلاثة أمتار لتصيب يده اليسرى، على حد قوله.

وأوضحت الطبيبة "أسماء" التي استطلعها التقرير، تفاصيل اقتحام القوات النظامية لمستشفى الخرطوم التعليمي، حيث تم إطلاق الغاز المسيل للدماع داخل حرمها أثناء تواجد المرضى والكوادر الطبية وإغلاق الباب عليهم، وتعرض بعضهم لحالات اختناق وسط "ضحك" منسوبي القوة المعتدية، على حد قولها.

اقتحمت القوات النظامية نحو 30 مستشفى في حملة قمع الاحتجاجات

ووفقًا للجنة أطباء السودان المركزية، اقتحمت القوات المشاركة في قمع الاحتجاجات، نحو ثلاثين مستشفى منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وكانت منظمات عالمية ومحلية قد أدانت هذه الاقتحامات.

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي الهادي إدريس لـ"بي بي سي"، إن هذه الانتهاكات مخالفة للقوانين الدولية والمحلية، وأدان استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين وحوادث القتل قائلًا "الدم السوداني غالي".

وتشارك قوات فض الشغب بكثافة في قمع الاحتجاجات، إلى جانب قوات الاحتياطي المركزي التي صدرت عقوبات أمريكية بحقها نتيجة لاستخدامها العنف المفرط، وتستعين الشرطة أحيانًا بالقوات المسلحة، فيما اتهم متظاهرون لـ"بي بي سي"، قوات الدعم السريع العسكرية بالمشاركة في حملة القمع.