بحسب تقرير صادر عن اللجنة الصحية لطوارئ الحميات بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الشمالية، فإن حالات الإصابة بالحميات بمحليتي مروي والدبة قد وصلت إلى (2012) حالة إصابة، إلى جانب (56) حالة وفاة. وشهدت مدينة الجنينة إصابة (132) شخصًا بحمى الشيكونغونيا، فيما بلغ التردد اليومي على المستشفى العمومي (900) حالة يوميًا.
حمى الوادي المتصدع.. تعتيم رسمي
أفاد رئيس تنسيقية مروي المتحدة، عثمان البركل، بأن السبب وراء انتشار الحميات في محلية مروي ووفاة (56) شخصًا، يعود لتراكم المياه الراكدة منذ زمن الخريف دون تصريف، أو إصحاح للبيئة، مشيرًا إلى تردي النظام الصحي العاجز عن توفير أبسط مقومات علاج حمى الوداي المتصدع.
رئيس تنسيقية مروي: الدولة لم تعترف رسميًا بالوباء لخوف الحكومة من تأثير صدى المرض على صادر الماشية
الغريب في القضية أن الدولة لم تعترف رسميًا بالوباء، يقول عثمان. ويرجع أسباب التكتم الرسمي لخوف الحكومة من تأثير صدى المرض على صادر الماشية، وبالتالي وقف الدول المجاورة التعامل في هذا المجال لفترة زمنية طويلة.
اقرأ/ي أيضًا: مركز الخرطوم للثدي: سيدة من بين كل ثمان تصاب بسرطان الثدي في السودان
وتابع عثمان قائلًا: "إن الدولة ظلت تستضعف وتهمش أهالي الولاية الشمالية". وكشف لـ"الترا سودان" عن وجود حالات نفوق وإجهاض بين الحيوانات يقدر عددها بالمئات، وعن تقرير غير رسمي سيصدر مساء اليوم، لحصر حجم الأضرار التي لحقت بالماشية في مناطق مروي المختلفة.
اقرأ/ي أيضًا: تقرير أممي يرصد آثار كارثة السيول والفيضانات
وأبدى البركل استياءه من التعامل الحكومي الرسمي مع الوباء، ورفض الحكومة الاعتراف به، الشيء الذي منع تدخل المنظمات الدولية لتقديم الإغاثة المباشرة للمنكوبين، ليضييف بأن مطالبهم تتمثل بضرورة الاعتراف الرسمي بوباء حمى الوادي المتصدع، وإغلاق حدود الولاية الشمالية لمنع انتشار المرض إلى ولايات أخرى، وإعلان المنطقة "منطقة كوارث وأوبئة"، إضافةً للسماح بدخول منظمات الإغاثة الإنسانية. يقول البركل "لا يكتب اسم الوباء في شهادة الوفاة، ويكتفي الأطباء بإرجاع أسباب الوفاة الرسمية للملاريا أو أية أمراض أخرى، على الرغم من اعتراف وزير الصحة الاتحادي ضمنيًا بوجود وباء، خلال زيارة استغرقت أربع ساعات للولاية، لكن، تفاجأنا بقوله أنه لا يملك حق التصريح الرسمي في هذه الكارثة".
الحمى النزفية المنتشرة بين أهالي المنطقة لا يوجد علاج محدد لها
ويستطرد في وصف الواقع الصحي الذي تعيشه مروي وهي تصارع آثار الفيضان، قائلًا إن الحمى النزفية المنتشرة بين أهالي المنطقة، لا يوجد علاج محدد لها، وصدق الوزير الاتحادي المكلف بعدد خمسة أجهزة لفحص الصفائح الدموية للولاية، لم يصل منها شيء. مضيفًا أن أبناء المنطقة يعملون على ترحيل صفائح الدم يوميًا من الخرطوم إلى الولاية بالجهد الشعبي، وبذات الجهد، قاموا بعمليات رش للباعوض وتوفير عدد من الاحتياجات الضرورية، في ظل غياب تام للحكومة.
الشيكونغونيا.. تغزو مدينة الجنينة
يقول المدير الطبي لمستشفى الجنينة، بحر زكريا، إن المشفى بدء منذ شهرٍ مضى في استقبال حالات تعاني الحمى الشديدة، وتشبه أعراضها الملاريا لكن، بعد فحص العينات لم يظهر شيء من الأمراض المتوقعة، إلى أن أشارت كل الاحتمالات إلى حمى الشيكونغونيا، والتي لا علاج لها سوى مخفض الحرارة وبعض السوائل الوريدية.
اقرأ/ي أيضًا: مركز الخرطوم للاطلاع.. إغلاق يتزامن مع تمدد عمراني يهدد معالم المدينة
وعزا أسباب ظهور الوباء لأمطار الخريف الغزيرة وعدم الرش بالمبيدات لمحاربة الناقل وتوفير ناموسيات للمواطنين.
المدير الطبي لمستشفى الجنينة: عدد المرضى تضاعف (10) مرات عن الوضع الطبيعي مع وجود قصور في توفير الأدوية
وعن الوضع الصحي الحالي في مستشفى الجنينة، يفيد المدير الطبي لـ"الترا سودان"، بأن عدد المرضى تضاعف (10) مرات عن الوضع الطبيعي مع وجود قصور في توفير الأدوية، بالرغم من إعلان الولاية لحالة الطوارئ الصحية، يتابع حديثه عن المشاكل التي تواجه المشفى بأن فحص الحمى لا يتوفر إلا في ولاية الخرطوم، ونظرًا لعدم وجود أمكنة كافية فإن (10) %، من الحالات يتم تنويمها فيما (90) % يتلقون العلاج منزليًا.
مئات المصابين في اليوم الواحد
فيما يرى منسق العلاج والعزل لجائحة "كوفيد-19"، صلاح درمة، ارتفاع ملحوظ في عدد الحميات الأخرى بجانب الشيكونغونيا، ويقول أن التردد اليومي على مستشفى الجنينة ارتفع إلى (800-900) مريض في اليوم الواحد، وكان معدل التردد في الماضي لا يتجاوز (300) مريض يوميًا، وبلغ اكتمال عدد المرضى المنومين داخل المشفى (100) %، ويشمل هذا العدد جميع المرافق الصحية داخل المشفى.
اقرأ/ي أيضًا: قصص مؤلمة في فضاء السجن الموحش ترويها مجموعة "فيد للفنون"
من جانبها، تقول مسؤولة الوبائيات بمدينة الجنينة، إن عدد الحالات المصابة بحمى الشيكونغونيا بلغ (132) حالة منتشرة في مدينتي الجنينة وكريدينيغ.
مسؤولة الوبائيات بالجنينة: الوزارة الولائية اتخذت عدة إجراءات منها الشروع في إعلان حالة الطوارئ
وأوضحت مسؤولة الوبائيات، أن الوزارة الولائية اتخذت عدة إجراءات منها الشروع في إعلان حالة الطوارئ، وتنشيط فريق الاستجابة السريعة لتلقي البلاغات من المنازل، وتفعيل فرق البحث النشط للكشف عن الحالات التي لم تصل للمشفى إضافة إلى توزيع المخزون الاستراتيجي للمراكز الصحية وتدريب الأطباء في مراكز العزل على الحميات المنتشرة، وكشفت عن زيارة مرتقبة غدًا لوزير الصحة الاتحادي المكلف للوقوف على الأوضاع وتقديم المساعدات.
اقرأ/ي أيضًا
التأمين الصحي بنهر النيل يوجه 87% من ميزانيته للخدمات الطبية والعلاجية
انتشار وباء الحمى بغرب دارفور ومواطنون يشتكون من سوء الأوضاع الصحية