21-أبريل-2024
أطفال يأكلون من إناء

أطفال السودان

حينما هاجمت قوة من الدعم السريع قرية "الكشمر"، الواقعة غربي الحصاحيصا ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة وسط البلاد، استغرقت "سمر" ساعات طويلة حتى تتمكن من تهدئة رعب أطفالها الثلاثة، عقب مغادرة الجنود المدججون بالسلاح.

تصويب البنادق على وجوه النساء أمام الأطفال 

تسيطر الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة، بما في ذلك أكبر مدينتين وهما ودمدني والحصاحيصا منذ نهاية ديسمبر 2023، وتقول لجان مقاومة ود مدني إن عناصر الدعم السريع قتلت أكثر من (800) مواطن في الولاية، إلى جانب ارتكاب انتهاكات جنسية وجسدية قد ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وفقًا لخبراء في القانون الدولي.

وكان الجيش انسحب من مدينة الحصاحيصا بالتزامن مع سيطرة الدعم السريع على مدينة ودمدني عاصمة الولاية، وقالت القوات المسلحة في ذلك الوقت إنها ستحقق في الانسحاب المفاجئ، ولم تفرج حتى الآن عن نتائج هذه التحقيقات.

وقالت سمر لـ"الترا سودان" إن قوة من الدعم السريع اقتحمت منزلها التي تقيم فيه مع أقربائها، عقب نزوحها من الخرطوم منذ قرابة العام بسبب الحرب، وطلبت القوة المقتحمة الهواتف والمقتنيات، وهي تقوم بتصويب البنادق على وجوه النساء وتردد عبارات نابية.

وتقول هذه السيدة وهي طبيبة، إن هذه اللحظات جعلت أطفالي يشعرون برعب شديد، وبعد أن غادروا استغرقت ساعات حتى أتمكن من تهدئة صغيرتي ذات الثلاثة أعوام، كانت ضربات قلبها غير طبيعية وكأنك تسمع "أصوات الخوف" تصدر منها.

وتابعت: "الاتصالات متوقفة نصعد إلى سطح المنزل لالتقاط الإشارة، في بعض الأحيان نحصل على اتصال، وكثيرًا ما نفشل في الحصول على مجرد محادثة تلفونية ناهيك عن شبكة الانترنت".

وقالت سمر إن القرية أصبحت شبه خالية من المواطنين، الجميع غادروا عبر حافلات إلى المدن المجاورة مثل سنار والقضارف، وبلغت قيمة تذكرة السفر (100) ألف جنيه، ترك المواطنون منازلهم، حملوا ما استطاعوا حمله وتركوا ممتلكاتهم وهم يعملون أنهم حينما يعودون يومًا لن يعثروا عليها، لكن النجاة بالنفس كانت أولوية بالنسبة لهم، تضيف هذه السيدة.

وتقول سمر إن الأطفال عندما يسمعون أصوات الرصاص أو المعلومات المتعلقة بمقتل أحد السكان في الحي، على يد عناصر الدعم السريع يعودون إلى المنزل وأحيانا يحاولون الاختباء دون جدوى.

نزع جندي من الدعم السريع طفلة بين يدي أمها وخيرها بين تسليمها ذهبها أو عدم رؤية طفلتها مرة أخرى

وتضيف: "كنت شاهدة عيان على نزع جندي من الدعم السريع طفلة بين يدي أمها وخيرها بين تسليمها ذهبها أو عدم رؤية طفلتها مرة أخرى، توسلت هذه السيدة بشدة واستعادت بنتها الصغيرة، وقد كان الجندي يضحك وهو يفعل هذا الشئ".

وتردف سمر قائلة: "قالت الأم للجنود لو كنت أملك ذهبًا لما بقيت هنا منتظرة هذا المصير القاتم، في تلك اللحظة انهمرت الدموع من أعيننا شعرنا بالعجز الكامل".

ويعتزم الجيش شن هجمات برية على ولاية الجزيرة، لاستعادتها من الدعم السريع وبدأ منذ مطلع نيسان/أبريل الجاري في تجهيز القوات العسكرية بمنطق سنار جنوبي الولاية ومنطقة الفاو.

والخميس تمكنت قوة من الجيش من إحراز تقدم في منطقة الكيلو (40) بولاية الجزيرة حسب ما ذكرت وسائل الإعلام.