قابلت قوات الأمن تظاهرات في قلب "السوق العربي" وسط الخرطوم اليوم بالغاز المسيل للدموع، خاصةً في المنطقة بين محطة "جاكسون" للحافلات وتقاطع شارعي السيد عبدالرحمن والحرية، حيث تمركزت القوات الأمنية.
يقول متظاهرون في "مليونية 17 يناير" إن "مواكب جاكسون" تضع المواطنين في قلب الحراك السلمي ضد الانقلاب
واستبقت الأجهزة الأمنية التظاهرات التي انطلقت من محطة "جاكسون" للحافلات غرب السوق العربي بإغلاق بعض الشوارع ونشر قوات الأمن مع حركة مكثفة للمركبات الأمنية.
وكانت تنسيقيات لجان المقاومة في ولاية الخرطوم قد حددت محطة "جاكسون" للحافلات نقطة تجمع لمواكب "مليونية 17 يناير" للمرة الثانية خلال هذا الشهر في مسعى لنقل الاحتجاجات إلى مناطق مؤثرة، وأطلقت عليها هذه المرة اسم "ضاقت خلاص".
وارتفعت وتيرة الاحتجاجات في "مليونية 17 يناير" لأنها الذكرى الأولى لمقتل سبعة محتجين برصاص القوات الأمنية في العام الماضي في اليوم نفسه، كما قتل الأمن متظاهريْن قبل سقوط النظام في 17 كانون الثاني/يناير 2019 بحي بري شرقي العاصمة.
ويقول المتظاهرون إن الاحتجاجات التي كانت تتحرك من جنوب الخرطوم إلى محطة "شروني" أصبحت معزولة عن دائرة المواطنين في الأسواق الرئيسية، ثم أن القوات الأمنية طورت تكتيكاتها في مواجهة هذه الخطط.
ومع رفع التحوط الأمني وسط الخرطوم، تمكن مئات المتظاهرين من التجمع في شارع فرعي قرب محطة "جاكسون" للحافلات، بينما اضطرت المحال التجارية إلى الإغلاق جراء كثافة الغاز المسيل للدموع.
ويقول قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن الاتفاق الإطاري الذي وقعه مع قوى مدنية يعد فرصة لإنقاذ الوضع في السودان، لكن لجان المقاومة ترفض هذا الاتفاق وتدعو إلى تنحي العسكريين عن السلطة وتحقيق العدالة.
ويصمم المتظاهرون على إحياء مواكب "السوق العربي" ويعتقدون أنها وجهت ضربات موجعة لنظام المخلوع عمر البشير وقد تجدي نفعًا لحراكهم ضد الانقلاب العسكري أيضًا.
وقال مازن (22 عامًا) وهو أحد المشاركين في تظاهرات السوق العربي اليوم لـ"الترا سودان": "اليوم شارك المئات، وغدًا سيزيد إلى الآلاف بفعل الأزمة اليومية التي يواجهها السودانيون". "كل شيء يبدأ صغيرًا ثم يكبر" – يؤكد مازن.
وتتعامل القوات الأمنية بحساسية عالية مع تظاهرات "السوق العربي" بسبب قربها من القصر الجمهوري، فوصول المحتجين إلى القصر يُعد "انتصارًا معنويًا" للحراك السلمي المتواصل منذ عام وشهرين.
وخلال عام وشهرين منذ الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 وصل المتظاهرون في مرات قليلة إلى القصر الجمهوري، أبرزها في 19 كانون الأول/ديسمبر 2021 بعد أقل من شهرين على استيلاء الجيش على السلطة.
وواجه مئات المتظاهرين في "السوق العربي" الغاز المسيل للدموع، وصمموا على المقاومة لأطول مدة، استغرقت أكثر من ساعتين قبل أن ترتفع وتيرة الملاحقات الأمنية ويلجأ المحتجون إلى موكب مماثل في محطة "شروني" وصل من ناحية الجنوب .
وفي محطة "شروني" لاحقت مركبات أمنية المتظاهرين وهي تطلق الغاز المسيل للدموع، فلجأ المحتجون إلى المنازل القريبة من المحطة قبل أن يتراجع الموكب إلى حديقة "القرشي".