21-مارس-2022

تستمر الاحتجاجات في العاصمة والولايات رفضًا للحكم العسكري في السودان (Getty)

على غير العادة ارتكزت القوات الأمنية قبالة شارع كاترينا بحي الخرطوم 2 متقدمة عن محطة شروني للحافلات جنوبًا قبل وصول موكب الخرطوم من تقاطع باشدار اليوم الاثنين، وبعد خمسة أشهر من التظاهر ضد العسكريين تحولت محطة قطارات عريقة إلى مركز احتجاجات وسط العاصمة كونها تقع جوار شارع رئيسي يستخدمه المتظاهرون للوصول إلى القصر الرئاسي.

وأدت التغييرات المفاجئة اليوم إلى بقاء موكب الخرطوم في شارع كاترينا محاطًا بالقوات الأمنية من اتجاه الغرب، لكن هذا الإجراء لم يستمر طويلًا وسرعان ما أحرز المحتجون في الخطوط الأمامية تقدمًا في غضون دقائق وعادوا بالموكب إلى موقعه المعتاد قرب محطة شروني في شارع القصر.

رغم تعدد الإصابات التي طالت عشرات المتظاهرين في "مليونية استرداد كرامة المعلمين" إلا أن المتظاهرين اقتربوا من القصر الرئاسي

ورغم تعدد الإصابات بالرصاص المطاطي وعبوات الغاز التي طالت عشرات المتظاهرين في موكب الخرطوم اليوم الذي أطلقوا عليه "مليونية استرداد كرامة المعلمين"، إلا أن المتظاهرين تقدموا إلى شارع السيد عبدالرحمن مقتربين من القصر الجمهوري.

وجاء موكب اليوم ضمن جداول الحراك السلمي الصادرة عن تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، والتي قررت التوجه الى القصر الجمهوري للشهر الخامس على التوالي لمناهضة الحكم العسكري في السودان.

وتبادل المتظاهرون والقوات الامنية التقدم والتراجع في شارع القصر، تارة بتقدم الموكب المركزي وتارة بعودته إلى الوراء متأثرًا بالقنابل الصوتية وعبوات الغاز، حيث يشكو المحتجون من أن تأثيره أصبح كبيرًا في عملية التنفس والعينين.

وقاوم المتظاهرون ترسانة أمنية قرب محطة شروني لساعتين قبل أن يتقدموا إلى شارع السيد عبدالرحمن وهو تقاطع رئيسي وسط الخرطوم.

 ويقول المحتجون إن التعزيزات الأمنية زادت منذ وصول المحتجين إلى القصر نهاية شباط/فبراير الماضي.

ويعتقد المتظاهرون أن الاحتجاجات تكرر ذات السيناريو الذي واجهه نظام المخلوع، ويحاولون الترويج لموكب السادس من نيسان/أبريل المقبل لإجبار العسكريين على التنحي عن السلطة وعودة المسار الدستوري.

وفي المواقع التي ارتكزت فيها القوات الأمنية قرب محطة شروني تعددت ألوان الأرض جراء استخدام غاز مسيل ملون، ويفضل المتظاهرون وضع متاريس في الطرقات التي يتركونها خلفهم تجنبًا لمداهمات أمنية.

ومع استمرار الاحتجاجات حتى حلول المساء، فإن المخاوف تتزايد من وقوع انتهاكات عنيفة. وينشر منظمو الحراك السلمي دعوات للانسحاب في تمام الساعة الخامسة عصرًا.

ونتيجة لتحول محطة شروني التي تعتبر مركزًا رئيسيًا للسكك الحديدية ومنازل العمال والموظفين المسقوفة بـ"القرميد"، أصبحت عبوات الغاز التي تسقط عليها أو على مقربة منها تلحق أضرارًا بهذه المنازل التاريخية.

اقرأ/ي أيضًا: الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي السودانية

والاحتجاجات التي تدخل في شهرها الخامس و مركزها الرئيسي قرب محطة قطارات في شروني عانت من سوء الإدارة والتفكك في عهد الرئيس المخلوع والتلفيات جراء الإجراءات الأمنية طالت حتى الأشجار التي تحيط بالحي العريق.

تحاول القوات الأمنية الإبقاء على وسط الخرطوم معزولًا عن محيط الاحتجاجات

وتحاول القوات الأمنية الإبقاء على وسط الخرطوم وهي منطقة السوق العربي أكبر مركز تجاري في العاصمة معزولًا عن محيط الاحتجاجات بنشر المدرعات التي تطلق الغاز في محطة شروني، وفي أحايين كثيرة يتمكن المحتجون من كسر الطوق الأمني والوصول إلى منطقة المركز التجاري في قلب السوق العربي.

ولم تسلم منطقة تضم مستشفيات رئيسية في العاصمة من تأثير الإجراءات الأمنية، والأسبوع الماضي قال أطباء إن قوات عسكرية اقتحمت معمل ستاك المركزي للدم الواقع في قلب مركز الاحتجاجات.

وتناشد لجنة أمن ولاية الخرطوم المتظاهرين بالابتعاد عن مناطق المستشفيات، لكن الطريق إلى القصر الجمهوري يمر عبر تلك المنطقة. ويقول المحتجون إن التظاهر حق مكفول أمام مقر المجلس الرئاسي الذي يهمين عليه العسكريون.

اقرأ/ي أيضًا

مجهولون يقتحمون ندوة للحزب الشيوعي ويطلقون الغاز المسيل للدموع

ارتفاعات مستمرة للوقود.. واقتصاديون ينصحون بالعودة إلى الدعم