15-أكتوبر-2019

جانب من الحضور في مباحثات السلام في جوبا (EyeRadio)

تدخل مباحثات السلام السودانية يومها الثاني في ظل تجاذب واضح حول قضايا رئيسية، كالوساطة والمنبر وأولوية القضايا في طاولة المباحثات والرعاة الإقليميين والدوليين ومقر التفاوض، دون أن تعترف الأطراف المطالبة بنقل منبر ومقر التفاوض من جوبا صراحة بذلك خارج غرف التفاوض.

وحدد فريق الوساطة لعملية السلام السودانية يوم غدٍ الأربعاء بدء جولة المفاوضات في جوبا، بين الحكومة والحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، حول جدول الأعمال للقضايا التي ستناقش في هذه الجولة، وسيتم تحديد المسار الآخر للمفاوضات مع الجبهة الثورية خلال الساعات القادمة، في وقت كشفت الجبهة الثورية عن مشاورات تجريها مع الوساطة التي تقودها دولة جنوب السودان وأن هناك عددًا من المقترحات مقدمة في الشأن.

محمد الفكي سليمان: وفدنا جاهز وإذا كانت هناك مقترحات أو تبديل في جدول الأعمال سنعلم به غدًا ولكن فريقنا في شأن الترتيبات الأمنية موجود في جوبا

وقال عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان لـ"الترا سودان" أن فريق الوساطة أبلغ وفده أن جولة المفاوضات مع الحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، ستبدأ غدًا وهو أول لقاء بينهما على طاولة المحادثات منذ الأمس، وأوضح أن الوسيط كان قد طرح من قبل أن تبدأ الجولة بموضوع الترتيبات الأمنية، وأضاف " وفدنا جاهز حيث يمثله خمسة من أعضاء المجلس السيادي واثنان من مجلس الوزراء، وعدد من قيادات القوات المسلحة وجهاز المخابرات، لأننا أبلغنا بأن الجولة ستبدأ بالترتيبات الأمنية، وإذا كانت هناك مقترحات أو تبديل في جدول الأعمال سنعلم به غدًا ولكن فريقنا في شأن الترتيبات الأمنية موجود في جوبا".

اقرأ/ي أيضًا: مشاهدات اليوم الأول من جوبا.. انطلاق مباحثات السلام بمشاركة إقليمية واسعة

وقال سليمان أن هذه الجولة لم يتم تحديد سقف زمني لها لأن الوسطاء وأطراف التفاوض لم تتفق على أجندة المحادثات، وأضاف "إذا ابتدرنا الجولة بالترتيبات الأمنية اليوم سيتم تحديد السقف الزمني باتفاق كافة الأطراف"، مؤكدًا التزام وفده بمقر المفاوضات في جوبا كما نص عليه "إعلان المبادئ" الموقع في أيلول/سبتمبر الماضي، نافيًا وجود أي حديث مع وفده حول مقر المحادثات في جوبا التي قال إنها تحظى بدعم أفريقي كبير، وظهر ذلك بحضور الرئيس الأوغندي يوري موسفيني ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، تابع "حتى الآن بالنسبة لنا جوبا هي مقر المفاوضات ونحن ملتزمون ذلك، وإذا كان هناك رأي آخر فإنه لم يعرض علينا" ، معتبرًا أن الأجواء بين أطراف التفاوض إيجابية ومعقولة، وقال "ليس هناك توجس كما تناولت وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الرغم من أننا نقيم في فندقين مختلفين، ولكننا نجلس مع بعضنا ونتناول الطعام مع بعضنا حتى قبل بدء الجولة الرسمية".

هناك مقترح بتوزيع الجولات بين عواصم الإقليم في جنوب السودان وتشاد ومصر واوغندا والسعودية والامارات العربية وإثيوبيا

من جانبه أكد المتحدث باسم الجبهة الثورية محمد زكريا لـ"الترا سودان" أن الجولة بين وفده والحكومة السودانية لم تبدأ، وأن هناك مشاورات يجريها قادة الجبهة حول مقر المفاوضات، وقال أن إعلان المبادئ الذي وقع الشهر الماضي لم يحدد مقر المحادثات، وأن هناك مقترح بتوزيع الجولات بين عواصم الإقليم في جنوب السودان وتشاد ومصر وأوغندا والسعودية والامارات العربية وإثيوبيا، واضاف "بمعنى أن تستضيف كل عاصمة من العواصم التفاوض حول ملف معين وأن تستضيف أخرى التوقيع النهائي مثلًا"، لكنه عاد وقال "هذا المقترح لم تتم المصادقة عليه والمناقشات ما زالت جارية مع التأكيد أن جوبا حريصة على استضافة كل الجولات وحتى التوقيع النهائي"، مشيرًا إلى مقترح آخر بأن تشترك هذه الدول في التفاوض بالأشراف على ملف من كل موضوع والإبقاء على جوبا مقراً للتفاوض، واوضح أن هناك تداخل مع بعض هذه العواصم منها التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين مثل تشاد وأخرى لها علاقات مع الحركات.

اقرأ/ي أيضًا: كير: تحقيق السلام في السودان سيعود على جنوب السودان بالاستقرار

وقال زكريا أن من بين الموضوعات الثانية التي يجري التشاور حولها، ما هو متعلق بإجراءات بناء الثقة قبل بدء المفاوضات، بشأن إطلاق سراح أسرى الحرب الذين ما زالت أعداد منهم في السجون إلى جانب عدد من المحكومين، وأضاف "لكن هذه الإجراءات لن تجعلنا نتراجع عن الإيفاء بالتزامنا تجاه العملية السلمية والمحادثات التي ستبدأ اليوم، وزاد، "أن الجبهة الثورية حريصة على الإيفاء بالتاريخ المضروب في الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل"، مشدداً على ضرورة وجود تفويض أممي وإقليمي لجنوب السودان في العملية السلمية ومنها مقر المفاوضات، وقال "هناك التزامات لفترة ما بعد السلام من إطلاق مشاريع تنموية ولابد من تمثيل هذه الدول لتمويلها" ، مؤكدًا عدم وجود تعارض بين مساري التفاوض بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية والمسار الآخر الذي تشمل الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وفق نصوص إعلان المبادئ بتعدد المسارات واتفاقية سلام واحدة.

إذًا تظل الأيام القبلة حبلى بالجديد وحاسمة في تحديد مسار التفاوض ووجهته وتحديد أجندته، إلى جانب أنها ستحدد ما إذا ستظل جوبا هي المقر للمفاوضات، أم أن ملف مفاوضات السلام السودانية سيتفرق دمه على دول الإقليم، بقية سعي كل دوله لتحقيق مكاسب وحصد حلفاء محتملين، سيكونون في حال تحقق السلام في السودان ضمن التشكيل الحكومي للفترة الانتقالية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

محادثات السلام في يومها الثاني.. نقاش للقضايا الخلافية من جذورها

مفاوضات جوبا.. نظرة عن قرب