26-أبريل-2024
تربط حميدتي علاقات جيدة بدولة الإمارات

تربط قائد الدعم السريع علاقة قوية بالقيادة الإماراتية (أرشيفية)

لم يعد سرًا أن الإمارات هي الداعم الأكبر لقوات الدعم السريع، فقد تحدثت تقارير صحفية وحتى أممية عن طائرات إماراتية تحمل شحنات أسلحة وذخائر إلى مطار أم جرس شرقي تشاد، والذي أنشئ خصيصًا لهذا الغرض. وتعبر الأسلحة والذخائر التي تحملها الطائرات الإماراتية عبر الحدود إلى إقليم دارفور الذي يمر بظروف تشبه إلى حد كبير أحداث 2003 والسنوات اللاحقة، وإبادة جماعية جديدة في غرب دارفور قادتها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها، ضد المجتمعات الأفريقية في الجنينة وما حولها، لا سيما شعب المساليت.

تقول تقارير إن الإمارات تزود الدعم السريع بالأسلحة تحت غطاء الإغاثة، مشعلة حرب السودان التي أكملت عامها الأول

وتقول تقارير إن الإمارات تزود الدعم السريع بالأسلحة تحت غطاء الإغاثة، مشعلة حرب السودان التي أكملت عامها الأول، دون أي آمال في التهدئة تلوح في الآفاق. وكانت "وول ستريت جورنال" قد كشفت في آب/أغسطس الماضي إرسال الإمارات أسلحة للسودان بدلًا عن المساعدات الإنسانية، وذلك عبر طائرات تشير سجلاتها الرسمية إلى أن الإمارات أرسلتها وهي تحمل مساعدات للاجئين الذين فروا من الصراع في السودان، ولكن بدلًا من المساعدات الإنسانية، قال مسؤولون أوغنديون للصحيفة الأميركية، إنهم اكتشفوا عشرات الصناديق في شحنة الطائرة تحتوي على أسلحة متنوعة وذخائر.

وبالأمس قالت حسابات تعمل على تتبع الطائرات في المصادر المفتوحة، إن طائرة عسكرية إماراتية قادمة من رأس الخيمة توقفت في العاصمة الكينية نيروبي، وذلك قبل التوجه نحو مطار أم جرس بالقرب من الحدود التشادية السودانية. ولفتت منشورات للدور الإماراتي في حرب السودان، لا سيما "الطائرات المشؤومة" التي تحمل السلاح والمعدات إلى أم جرس ومن هناك إلى قوات الدعم السريع التي تسيطر على أربع عواصم في إقليم دارفور من أصل خمس، وتعد للاستيلاء على مدينة الفاشر، آخر المناطق التي يتحكم فيها الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من الهجمات على الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور ومقر حكومة الإقليم التي يرأسها قائد حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، وسط مخاوف من حرب شاملة في الإقليم على غرار الحرب الأهلية التي استغرقت جل العقد الأول من الألفية.

وقالت "نيويورك تايمز" الأميركية في أيلول سبتمبر الماضي، إن الإمارات تتحدث عن السلام في السودان لكنها في الواقع "تقدم الأسلحة والتشوين لقوات الدعم السريع عبر قاعدة طيران في تشاد المحاذية للسودان غربي البلاد".

وفي أواخر آذار/مارس المنصرم، قدم السودان شكوى رسمية ضد الإمارات لدى مجلس الأمن الدولي، متهمًا إياها بالعدوان والتدخل في شؤون البلاد.

وقال تقرير لمراقبين أمميين في كانون الثاني/يناير الماضي، إن الإمارات قدمت دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع "عدة مرات في الأسبوع" عبر أم جرس في شمال تشاد. كما اتهم عضو السيادي مساعد قائد الجيش ياسر العطا الإمارات صراحة بتقديم مساعدات عسكرية لقوات الدعم السريع عبر الحدود الغربية مع تشاد.

وأرسلت دولة الإمارات للمراقبين الأممين قائلة إنها أرسلت (122) رحلة جوية أوصلت مساعدات إنسانية إلى أم جرس لمساعدة السودانيين الذين فروا من الحرب.

وبحسب تقارير لمرصد الصراع السوداني الذي أنشئ على خلفية منبر جدة للتفاوض بين طرفي الصراع في السودان، فإن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها تورطوا في "عمليات تدمير شامل ومنهجي" للمجتمعات المحلية في دارفور،  كما قاموا بالتهجير القسري لما لا يقل عن (668) ألف مدني، إلى جانب تخريب البنية التحتية المدنية الضرورية للبقاء على قيد الحياة في تلك المناطق.

وأكملت الحرب السودانية عامها الأول مسفرة عشرات الآلاف من القتلى المدنيين، وتشريد ما يزيد عن ثمانية ملايين سوداني، وسط اتهامات لطرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب، فيما انتشرت أمراض سوء التغذية جراء انعدام الأمن الغذائي في ظل أكبر أزمة نزوح داخلي وأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.