27-يناير-2023
احتجاجات سودانية رافضة لحكم العسكر

جانب من اعتصام القيادة العامة للجيش في الخرطوم (Getty)

شككت المستشارة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتورة أماني الطويل في إمكانية استقرار الفترة الانتقالية في السودان.

وأشارت الصحفية والباحثة المصرية والخبيرة في الشؤون السودانية أماني الطويل إلى أهمية "الاتفاق الإطاري" الموقع عليه في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي في السودان. وقالت إن هناك تحديات تواجهه مع أنّ هناك تعويلًا داخليًا وخارجيًا على الاتفاق - على حد قولها.

قالت الباحثة المصرية إن هناك دروسًا مستفادة لكل الأطراف تبلورت عبر "عمليات معقدة من التضاغط السياسي" بين الأطراف في السودان

وقالت الباحثة المصرية في مقال لها في العدد الثالث من دورية "آفاق مستقبلية" التي عن تصدر مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري بعنوان: "مستقبل الأزمة السودانية: هل من فرص للتوافق؟" - قالت إن ثمة دروسًا مستفادةً لكل الأطراف الداخلية والخارجية تبلورت عبر "عمليات معقدة من التضاغط السياسي" بين الأطراف العسكرية والمدنية في السودان - على حد تعبيرها.

ولفتت مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أماني الطويل إلى الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في السودان منذ كانون الأول/ديسمبر 2018 وحتى الآن.

وبحسب الطويل، فقد أسهمت هذه "التفاعلات الطويلة" -على حد تعبيرها- في التوصل في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2022 إلى اتفاق إطاري مؤسس على مشروع دستور انتقالي قالت إنه "ربما يوفر توافقًا سياسيًا يسفر عن تكوين حكومة تنفيذية مدنية سودانية غابت عن المشهد لفترة تزيد على عام".

https://t.me/ultrasudan

وتسعى القاهرة إلى عقد ورشة تضم الأطراف السودانية في مطلع شباط/فبراير المقبل وسط مقاطعة من قوى الاتفاق الإطاري.

وفيما عدّت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ورشة القاهرة "منبرًا لقوى الثورة المضادة" التي قال التحالف إنها تأمل في تقويض الجهود الشعبية السودانية لاستعادة المسار المدني الديمقراطي - ترحّب قوى سياسية على رأسها تحالف "الكتلة الديمقراطية" برئاسة جعفر الميرغني ومبادرة "نداء أهل السودان" وتحالف "التراضي الوطني" - ترحب بالمبادرة المصرية لاستضافة الفرقاء السودانيين في القاهرة.

وبالتزامن هبطت طائرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في الخرطوم على رأس وفد رفيع في زيارة استغرقت يومًا واحدًا، التقى خلالها بأطراف الأزمة السياسية في السودان من قوى مدنية وحركات مسلحة وممثلين للجان المقاومة التي تقود الحراك الشعبي منذ الانقلاب إلى جانب المكون العسكري والآلية الثلاثية. وأكد آبي إن الهدف من زيارته هو إظهار التضامن والوقوف مع السودان ومؤازرته للوصول إلى "توافق سوداني-سوداني" - وفقًا لبيانٍ ختاميٍّ مشتركٍ بينه وبين البرهان.

وأوضحت الطويل في مقالها أن هناك دروسًا مستفادة من التجربة السودانية، مبيّنةً أن أولها قدرة القوى المدنية على الصمود -"على انقسامها"- أمام "محاولات نفيها" نهائيًا من المشهد الذي وصفته بـ"الشائك".

وذكرت مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن القوى المدنية في السودان استطاعت تعويق تشكيل حكومة "تقع تحت هيمنة المكون العسكري وحده" - على حد تعبيرها.

وفيما يخص الدور الخارجي والضغوط الدولية والإقليمية، قالت الطويل إن هذه الضغوط نجحت حتى الآن في أمرين، الأول -بحسب الطويل- هو حرمان المكون العسكري من أن يكون "لاعبًا قائدًا في المعادلة السودانية"، والثاني هو تذليل "العقبات الفنية" أمام الاتفاق - وفقًا لمقال الطويل.

الطويل: الضغوط الدولية نجحت في حرمان المكون العسكري من أن يكون "لاعبًا قائدًا" في المعادلة السودانية

وأشارت الباحثة المصرية إلى أن مشروع الدستور الانتقالي المُقر عليه من القوى السياسية السودانية في أيلول/سبتمبر 2022 استغرق ثلاثة أشهر تقريبًا ليتحول إلى اتفاق بينها وبين المكون العسكري في كانون الأول/ديسمبر الماضي.