على الرغم من أن التوقيع على البروتوكولات والاتفاقيات الفرعية في سلام السودان بمدينة جوبا حاضرة جنوب السودان قبل أيام كان قد سحب من بريق وزخم التوقيع النهائي على الاتفاقية يوم أمس الإثنين، إلا أن السودانيين لم يفوتوا الفرصة للتعليق على الاتفاقية والتعبير عن فرحتهم باللحظة التي تم وصفها بالتاريخية، فانهالت التغريدات والمنشورات على وسم "سلام السودان" و"السلام سمح" على مواقع التواصل الاجتماعي.
غلبت التعليقات الإيجابية على الخطوة التي تعتبر أولى مطلوبات الفترة الانتقالية في طريق التحول الديمقراطي في البلاد
وغلبت التعليقات الإيجابية على الخطوة التي تعتبر أولى مطلوبات الفترة الانتقالية في طريق التحول الديمقراطي في البلاد، فيما نحت بعض التعليقات لاتجاه مساءلة بنود الاتفاق ومدى جديته وقدرته على مخاطبة جذور الأزمة وأسباب الحرب في السودان.
اقرأ/ي أيضًا: تراجع شعبية حمدوك.. ما هي الأسباب؟
فبينما شبه أيمن في تغريدته تحت وسم "سلام السودان"، حال السودانيين بحال التائهين في الصحراء الذين يلاحقون السراب في سعيهم نحو السلام، إلا أنه عاد وأكد إيمانه في رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وشدد على مواصلة السعي نحو السلام والبناء.
أما نورا، فشاركت صورة لأطفال يظهر أنهم في منطقة نزاعات، واصفة إياهم بـ"أصحاب الوجعة" الحقيقية، وأضافت: "نتمناه عهدًا لا نسمع فيه أصوات البندقية، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان".
من جانبه شارك الناشط السياسي سيد الطيب تحت وسم "السلام سمح"، منشور النقيب حامد عثمان -وهو النقيب الذي دافع عن المعتصمين في لحظة فارقة أمام القيادة العامة- بعد أن اقتبس من النقيب: "هذا السلام رغم أني أراه منقوص ولكن تظل كذبة السلام أفضل من حقيقة الحرب".
ووضح سيد في منشور آخر الأهمية التاريخية للسلام الموقع يوم أمس في العاصمة جوبا، حيث قال: "لم يسبق في تاريخ السودان أن وقعت حركة مسلحة اتفاقية سلام مع حكومة انتقالية، وكانت دائرة الحرب تتسع عقب كل ثورة لأن النخبة السياسية والعسكرية بعد فشلها في الوصول لاتفاق مع الحركات تتجه مباشرة نحو الانتخابات"، وأضاف: "يمكن لأي شخص أن يقلل من أهمية الاتفاق إذا اختصر ثمانية ملفات تم التفاوض حولها على مدى (12) شهرًا ويزايد عليهم في أنه اتفاق سلطة دون أن يطلع على الملفات الثمانية، ولكن يبقى التاريخ شاهدًا عليهم إذا ركنوا الملفات السبعة وانشغلوا بملف السلطة فقط".
أما الناشط السياسي فتحي محمد، فقطع بأن من يقللون من شأن الاتفاق وأهميته؛ لم يقرأوا بنوده أو لم يفهموها، وطالبهم فتحي بالصمت، ثم أضاف: "دعوهم يتقاسموا السلطة كما تقولون ككل السودانيين لتكون بداية يصمت فيها صوت البندقية للأبد ويعم السلام".
وتعددت الدعوات للحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال- جناح عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان التابعة لعبد الواحد محمد نور أبرز الغائبين عن اتفاق الأمس، لاقتناص الفرصة والانضمام لركب السلام الذي هو اليوم أقرب من أي وقت آخر على الرغم من التحديات الماثلة والمستقبل المجهول.
اقرأ/ي أيضًا: تفكيك "تفكيك التمكين" على مواقع التواصل الاجتماعي
على كل حال، مهما كانت الشكوك بخصوص مستقبل الاتفاق التاريخي الذي تم يوم أمس في جوبا، إلا أنه بالتأكيد يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح في مسار التحول الديمقراطي في السودان، ذلك بالإضافة لإدخاله متغيرات جديدة في معادلة تحديات الفترة الانتقالية، متغيرات تعيد ترتيب الأوراق والمشهد في الخرطوم.
السلام يأتي بواجب المحافظة عليه، بالذات في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، بالإضافة لواجب العمل على تحقيق بنوده على الأرض
كما أن السلام يأتي بواجب المحافظة عليه، بالذات في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، بالإضافة لواجب العمل على تحقيق بنوده على الأرض لفائدة أصحاب المصلحة والمتضررين من الحرب، حتى يكون مخرجًا حقيقيًا للبلاد من دائرة حروبها الأهلية المزمنة في أطرافها ومناطقها الملتهبة منذ حتى ما قبل الاستقلال.
اقرأ/ي أيضًا