26-أكتوبر-2024
موجات نزوح من قرى ولاية الجزيرة جراء انتهاكات قوات الدعم السريع

موجات نزوح من قرى ولاية الجزيرة جراء انتهاكات قوات الدعم السريع

منذ يوم أمس، الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر 2024، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان انتشارًا واسعًا لوسوم تفضح جرائم الدعم السريع بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، منها #قرى_الجزيرة_تباد و#أنقذوا_الجزيرة، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في المنطقة التي شهدت تصعيدًا خطيرًا خلال الأيام الماضية. هذه الوسوم، التي اكتسبت زخمًا واسعًا داخل وخارج السودان، جاءت بمثابة دعوة عاجلة للفت الأنظار الدولية والمحلية إلى معاناة سكان الجزيرة، ومحاولة حشد الدعم لإنقاذهم من حملة قوات الدعم السريع التي أتت على خلفية انحياز قائد هذه القوات شبه العسكرية بالولاية، أبوعاقلة كيكل، إلى الجيش السوداني.

أطلق ناشطون ومجموعات حقوقية حملات تحت وسم #قرى_الجزيرة_تباد و #أنقذوا_الجزيرة للمطالبة بتحرك فوري لحماية سكان ولاية الجزيرة من الاعتداءات

تشير شهادات محلية وتقارير اطلع عليها "الترا سودان" إلى أن شرق ولاية الجزيرة، التي كانت تعتبر من المناطق الآمنة نسبيًا مقارنةً بمناطق أخرى في الولاية، أصبحت في الآونة الأخيرة هدفًا لأعمال عنف غير مسبوقة من قبل قوات الدعم السريع، حيث وثقت مراصد محلية مجازر دموية في مدن تمبول ورفاعة والهلالية والقرى المحيطة بها، فضلًا عن حالات تهجير قسري ونهب للممتلكات، إضافة إلى انتهاكات جنسية واعتقالات تعسفية بحق المدنيين. ويسعى الناشطون، عبر وسوم #قرى_الجزيرة_تباد و#أنقذوا_الجزيرة، إلى توثيق ونشر هذه الوقائع، لتسليط الضوء على حجم الخسائر التي تتكبدها القرى المتضررة جراء هذه الهجمات.

مع انتشار  هذه الوسوم، أطلق ناشطون ومجموعات حقوقية حملات للمطالبة بتحرك فوري لحماية سكان ولاية الجزيرة من الاعتداءات، وفتح مسارات آمنة لخروج المدنيين وإجلاء الجرحى. وجددت هذه الحملة الدعوة إلى الضغط على الدعم السريع لوقف الاعتداءات، فضلًا عن توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للعالقين.

وجدت الوسوم صدىً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مع الحملة عدد كبير من الناشطين والسياسيين والصحفيين، وبث المتفاعلون رسائل تضامن لتسليط الضوء على مأساة سكان ولاية الجزيرة، محذرين من خطر تصعيد النزاع وما قد ينجم عنه من تداعيات إنسانية وأمنية جسيمة وسط البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، شارك المتفاعلون توثيقًا للأحداث والمتورطين في الانتهاكات في ولاية الجزيرة من منسوبي قوات الدعم السريع.

لتفاعل مع هذه الوسوم لم يكن محليًا فقط، بل بث عبرها مدونون من عالمنا العربي يطالبون بتسليط مزيد من الضوء على الأحداث في الولاية المنكوبة. الناشط الإعلامي في الشمال السوري أنس المعراوي نشر معبرًا عن تضامنه على منصة "إكس" تحت وسم "قرى الجزيرة تباد" قائلًا إن السودان يذبح بصمت.

وفي ظل الرواج الكبير الذي لقيته هذه الوسوم، بعض الناشطين رأوا أنها قد تمثل فرصة للتدخل الدولي في السودان. الناشط السياسي الشاب معمر موسى نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" واصفًا هذه الوسوم بأنها "مشبوهة"، قائلًا إن المعنى المقصود "نشر بعثة أممية تحافظ للدعم السريع على المناطق التي قام باحتلالها"، بحسب تعبيره.

انتهاكات الدعم السريع غير المسبوقة في ولاية الجزيرة مستمرة في ظل تعتيم إعلامي جراء انقطاع الاتصالات والحصار الذي تفرضه هذه القوات شبه العسكرية على عديد المناطق، ما يشي بأن الحجم الحقيقي للجرائم التي تحدث في القرى والمدن قد يكون أكبر مما وصل إلى الإعلام حتى الآن. لكن تظل أصوات سكان ولاية الجزيرة، كما تعبر عنها الوسوم المتداولة ضوءًا مسلطًا يفضح الجرائم في ولاية الجزيرة، وتعبر عن معاناة الملايين في مواجهة خطر العنف والتهجير.