24-أكتوبر-2024
موجة نزوح كبرى من شرق ولاية الجزيرة

موجة نزوح كبرى من شرق ولاية الجزيرة

أفادت شبكة أطباء السودان بأن قوة تتبع للدعم السريع نفذت مجزرة مروعة في قرية "أزرق" بولاية الجزيرة، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، من بينهم أطفال ونساء وكبار السن، إلى جانب إصابة العشرات من المواطنين جراء الهجوم العنيف الذي استهدف القرية. وقد أدانت الشبكة هذه الأعمال ووصفتها بأنها جرائم قتل جماعي تنتهك القوانين الإنسانية والدولية التي تحظر استهداف المدنيين في مناطق الصراع.

مجازر دموية في قرى أزرق ومكنون ومدن تمبول ورفاعة والقرى المحيطة في شرق ولاية الجزيرة

وأكدت الشبكة أن قوات الدعم السريع تستهدف جميع المواطنين دون تمييز، محذرة من خطورة هذه العمليات التي قد تؤدي إلى تحويل الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى حرب أهلية انتقامية. كما دعت الشبكة قوات الدعم السريع إلى الالتزام بالقوانين الدولية وتجنب الزج بالمدنيين في النزاع العسكري الدائر في الولاية.

من جانبها، قالت منصة نداء الوسط إن مناطق شرق الجزيرة تشهد ما وصفتها بـ"مجازر دموية وعمليات إبادة عرقية" ترتكبها مليشيا الدعم السريع، حيث استهدفت هذه "العصابات الإرهابية" المدنيين دون تمييز، بما في ذلك الأطفال. في مدينة تمبول، تمت تصفية مئات المواطنين بشكل مباشر، حيث طالت الهجمات الجميع دون استثناء، وفقًا للمنصة المعنية برصد الانتهاكات وسط البلاد.

وقالت نداء الوسط إن جرائم هذه القوات لم تقتصر على القتل فحسب، بل شملت أيضًا عمليات نهب وتخريب واسعة للممتلكات، واختطاف وتعذيب العديد من المواطنين، إضافة إلى اغتصاب النساء والفتيات. كما شهدت مدينة رفاعة المجاورة عمليات إبادة مشابهة، حيث تم تصفية الأبرياء العزل واختطاف العشرات، مع تسجيل حالات اغتصاب للنساء، وفقًا لتقرير لنداء الجزيرة اطلع عليه "الترا سودان".

الهجمات طالت القرى المحيطة بتمبول ورفاعة، حيث أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، بينهم أطفال، وتم تهجير السكان قسريًا تحت تهديد السلاح، بينما يلاحقهم منسوبو الدعم السريع ويطلقون النار عشوائيًا لإجبارهم على الفرار.

كما كشفت مجموعة مؤتمر الجزيرة عن مجزرة أخرى ارتكبتها الدعم السريع بحق المواطنين العزّل في قرية "مكنون" ريفي تمبول، حيث هاجمت الدعم السريع مساء أمس الأربعاء قرية " مكنون" التي تبعد حوالي ثلاث كيلو مترات عن مدينة تمبول بشرق الجزيرة، ونتج عن الهجوم ارتقاء 14 من المواطنين بينهم إمرأة، وعدد من الإصابات، من بينها 10 حالات حرجة. وقالت المجموعة المعنية برصد الانتهاكات في ولاية الجزيرة، إن "المليشيا" منعت المواطنين عن دفن موتاهم، أو علاج المصابين، وتفرض حصارًا محكمًا على القرية.

من جانبها، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، في بيان لها اليوم، الخميس 24 تشرين الأول/أكتوبر 2024، إنها تتابع بقلق بالغ الأوضاع في شرق ولاية الجزيرة، حيث شهدت المدن والقرى حملة انتهاكات واسعة النطاق تضمنت القتل والنهب، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني ونزوح جماعي من المنطقة.

وحملت التنسيقية في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان"، قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مدينة بشدة ما قالت إنها "اعتداءات وحشية على المدنيين"، وكذلك ما وصفته بـ"الاستهداف الدموي" من طيران القوات المسلحة السودانية الذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. وشددت التنسيقية على أن الطرفين لم يلتزما بالمواثيق الدولية لحماية المدنيين.

ودعت التنسيقية طرفي النزاع إلى الالتزام بالقوانين الدولية واتفاق جدة لحماية المدنيين، مطالبة بوقف فوري للحرب. كما دعت القوى المحلية والإقليمية والدولية لمواصلة الضغط من أجل وقف العدائيات والانتقال نحو التحول المدني الديمقراطي في السودان.

تأتي هذه المجازر في سياق تصاعد وتيرة الحرب في مناطق شرق ولاية الجزيرة، التي كانت في السابق تُعتبر بعيدة نسبيًا عن انتهاكات قوات الدعم السريع. إلا أن الأوضاع تغيرت بشكل كبير بعد انحياز قائد قوات الدعم السريع في الولاية، أبوعاقلة كيكل، إلى الجيش السوداني، مما أدى إلى تفاقم التوترات واندلاع سلسلة من الهجمات الانتقامية التي تقوم بها هذه القوات شبه العسكرية.

واستهدفت قوات الدعم السريع قد استهدفت عددًا من قرى شرق ولاية الجزيرة الأيام الماضية، ما أدى إلى نزوح الآلاف من المواطنين وتفاقم الوضع الإنساني. ويعد هذا الهجوم الأخير جزءًا من سلسلة طويلة من الجرائم التي شهدتها الولاية منذ اندلاع النزاع بين الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، وهو نزاع استمر بتأجيج الأوضاع في أنحاء السودان كافة، بما في ذلك المناطق التي كانت في السابق أكثر استقرارًا مثل الجزيرة، التي تعد القلب الزراعي للبلاد.

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، نزحت مئات الأسر من محليات أم القرى وشرق الجزيرة في الأيام الماضية متجهة إلى مواقع بمحلية الفاو في ولاية القضارف بحثًا عن الأمان. وارتبط النزوح بتوترات أمنية متزايدة نتيجة الاشتباكات المستمرة في هذه المناطق.

ووصفت جهات محلية قوات الدعم السريع بأنها تقوم بحملات انتقامية ضد المدنيين. وسط تعتيم إعلامي بسبب انقطاعات الاتصالات التي أعاقت جهود المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة وتقدير حجم النزوح في المناطق المتضررة، وفق تقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة.

وفي مدينة تمبول، انسحبت قوات الدعم السريع بعد مواجهات مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، لكنها عادت في اليوم التالي بعد تعزيز صفوفها، مما أدى إلى استعادة سيطرة هذه القوات التي توصف بـ"المليشيا" على المدينة. وأفادت التقارير بحدوث فشل استخباراتي وأمني لدى القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، حيث شنت قوات الدعم السريع هجومًا مفاجئًا أسفر عن خسائر بشرية كبيرة، من بينها مقتل قائد القوات المسلحة في المنطقة العميد أحمد شاع الدين، واستمر النزوح المتزايد للسكان.

ويوم أمس، الأربعاء، تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قوات جهاز المخابرات العامة التابعة للواء "وحوش الكرامة" بمنطقة الصباغ في سهل البطانة شرق ولاية الجزيرة، حيث وقف على جاهزية القوات واستعدادها. كما قدم تعازيه لأهل البطانة في العميد أحمد شاع الدين. وأعلن عن تسليح كل من يرغب في حمل السلاح للدفاع المنطقة، وفقًا لما نقل مجلس السيادة الانتقالي.