أثارت تصريحات وزارة الخارجية المتضاربة مساء أمس الثلاثاء، الكثير من الجدل في الأوساط السودانية على مواقع التواصل الاجتماعي، وما إن تلقى السودانيون الأنباء عن تصريحات المتحدث بوزارة الخارجية حيدر بدوي صادق عن الاتجاه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حتى ظهرت ردة الفعل الرافضة بقوة لهذا الاتجاه، فكانت التغريدات على وسم "السودان ضد التطبيع".
نفت وزارة الخارجية في وقت لاحق تصريحات المتحدث الرسمي، وقال وزير الخارجية إنه لم يتم مناقشة التطبيع مع إسرائيل، وأعفى المتحدث من مهامه
ونفت وزارة الخارجية في وقتٍ لاحق، تصريحات المتحدث الرسمي الداعية للتطبيع، وقال وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، إن التطبيع مع إسرائيل لم تتم مناقشته، وتم بعدها إعفاء المتحدث من مهامه بسبب تصريحاته لقناة "سكاي نيوز" الإماراتية.
اقرأ/ي أيضًا: فوضى التطبيع تفتح النقاش عن مستقبل الانتقال الديمقراطي في السودان
وفي الرد على التصريحات يقول وليد حسين، إن خطوة الناطق الرسمي غير مفاجئة حيث يرى "أن التغير الذى تشهده علاقات السودان بإسرائيل يدخل فى إطار سياسة خارجية جديدة تقوم بها إسرائيل للاستفادة القصوى من الوضع العربي الراهن الذى أقل ما يوصف به هو المهترئ". ويضيف وليد في منشوره المذيل بوسم "السودان ضد التطبيع"، أن كل هذه المبررات هي محاولة للالتفاف حول الرفض الشعبى لهذه الخطوة.
ووصف الناشط السياسي وأحد مصابي الثورة السودانية، هشام الشواني، خطاب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي بـ"الفضيحة"، وزاد بالقول إن إسرائيل دولة تقوم على أيدلوجيا عنصرية استعمارية تنتهك "كل المبادئ الأخلاقية في الكون"، ونادى بجبهة شعبية قوية ضد التطبيع وضد الكيان الصهيوني المجرم.
من جانبه اتهم حنفي حامد موسى، الحكومة الانتقالية بأنها تتحرك وفقًا لإرادة الإمارات لفرض التطبيع على الشعب السوداني "غصبًا عنه"، وتوعد حنفي الحكومة السودانية بالندم حال الإقدام على التطبيع، في إشارة لردة الفعل الجماهيرية المتوقعة نتيجة لخطوة من هذا القبيل.
ووصف أحمد إسماعيل علي كرم الله، حديث الناطق باسم الخارجية بـ"التضحية بالقيم والثوابت".
وتساءل عبد الغني محمد نور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن ماذا كسبت مصر والأردن من التطبيع؟
أما المفكر البعثي القومي ورئيس المركز القومي الاستراتيجي د. تاج السر عثمان، فوصف تضارب التصريحات بين الخارجية والمتحدث باسمها بأنه بالونة اختبار، ونادى بإسماع الحكومة بقوة أن "السودان ضد التطبيع".
اقرأ/ي أيضًا: التطبيع الإماراتي.. صمت الحكومة الانتقالية ودعوة حزبية لدعم القضية الفلسطينية
كما وصفت رانيا راشد اتخاذ قرار التطبيع من "حكومة انتقالية" بدون مجلس تشريعي بأنه اختطاف لإرادة الشعب السوداني.
أحداث ليلة الثلاثاء مثلت ضربة لمصداقية الحكومة الانتقالية، وأعادت للساحة بقوة أسئلة مصير الانتقال الديمقراطي في السودان
أثارت التصريحات المتضاربة لوزارة الخارجية الكثير من ردود الفعل والجدل في الأوساط السودانية، لكن كان الرفض الشعبي والجماهيري -خصوصًا من جيل الثورة والشباب- ظاهرًا للمتابعين، بينما خفتت أصوات التطبيع هذه المرة بعد نفي وزارة الخارجية تصريحات ناطقها، لكن الأزمة التي تسببت بها ستظل أصداؤها تتردد لفترة من الزمان في الأوساط السودانية، حيث مثلت الحادثة ضربة لمصداقية الحكومة الانتقالية، كما أنها أعادت للساحة بقوة أسئلة عديدة بخصوص مصير الانتقال الديمقراطي في السودان.
اقرأ/ي أيضًا:
ردات فعل قوية على "الانقلاب" في الصفحة الرسمية لتجمع المهنيين