لم تكن استقالة رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك، حدثًا مفاجئًا بالنسبة للعديد من المتابعين، ومع ذلك كانت العديد من الأطراف تأمل في اتفاق جديد وتوافق سياسي عريض يضمن إكمال حمدوك ما بدأه في وزارة الفترة الانتقالية.
يظل المستقبل مجهولًا في السودان، فاستقالة حمدوك لم تقدم أي حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد
ويظل المستقبل مجهولًا في السودان، فاستقالة حمدوك لم تقدم أي حل للأزمة السياسية التي بلغت قمة تجلياتها بانقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، وهو ما دفع رئيس حركة جيش تحرير السودان حاكم إقليم دارفور أركو مني مناوي للتغريد مبديًا أسفه على استقالة الرجل رغم مشاركته في الاعتصام الذي دعم الانقلاب على الحكومة الانتقالية، مشددًا على أن مشوار السودان ما زال طويلًا في طريق الاستقرار.
لحق بمناوي شريكه الآخر في العملية السلمية وفي اعتصام القصر، رئيس حركة جيش تحرير السودان وزير المالية جبريل إبراهيم، والذي وصف الاستقالة في هذا التوقيت بالأمر المؤسف للغاية، ونادى بلم الشمل ومراجعة المواقف.
وفي أول رد فعل للإدارة الأمريكية التي كانت أحد أهم داعمي رئيس الوزراء المستقيل، غرد حساب إدارة الشؤون الإفريقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مطالبًا القادة السودانيين بوضع خلافاتهم جانبًا والتوافق لضمان حكم مدني في السودان، في تغريدة وصف البعض لغتها بالمواربة لا تشبه الخطاب الواضح لبلينكن ضد الانقلاب وعرقلة الانتقال الديمقراطي في السودان عشية رأس السنة بمناسبة أعياد الاستقلال.
فيما شدد المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية ومساعد المبعوث الأمريكي الأسبق للسودان، كاميرون هدسون، على أن الثورة السودانية لم تكن في يوم من الأيام حول شخص واحد، قائلًا إنها "أكبر من ذلك بكثير"، منتقدًا الغرب في اختصار الثورة في شخص واحد.
ووصف الدبلوماسي السابق في الإدارة الأمريكية ألبيرتو ميغيل فيرناديز، حمدوك بالرجل المخلص الذي بذل قصارى جهده وأنجز بعض الأشياء على المستوى الدولي، ولكنه عاد وأشار إلى الثمن الباهظ لاتفاق 21 تشرين الثاني/نوفمبر بين حمدوك والبرهان.
من جانبها عبرت وزيرة شؤون إفريقيا بالخارجية البريطانية فيكي فورد، عن بالغ حزنها لاستقالة حمدوك، وقالت إنه كان يخدم السودان ورغبة شعبه في مستقبل أفضل، مناشدة القوات الأمنية والسياسيين باحترام مطالب الجماهير في الحكم المدني.
وعلى الرغم من تباين ردود الفعل على استقالة رئيس الوزراء، إلا أن الثابت هو الأزمة التي لم تبارح مكانها، بل بالعكس تمددت وترسخت بالخلافات التي تعصف بالقوى السياسية، في ظل قمع شديد تواجه به الاحتجاجات الشبابية المطالبة بالحكم المدني، الأمر الذي يجعل الأفق مظلمًا أمام الدولة السودانية التي تواجه أزمة هي الأخطر منذ انتصار ثورة ديسمبر المجيدة.
اقرأ/ي أيضًا
كنائس تلغي مراسم رأس السنة وفنانون يلغون حفلاتهم حدادَا على الشهداء