28-نوفمبر-2021

"جيش الأضحكني" هو إحدى طرق المقاومة السلمية الحديثة في السودان

"الضحك هو المبرر الكبير للحياة! وعليَّ القول أنني، حتى في أعمق لحظات اليأس كنت قادرًا على الضحك، هذا ما يميز الإنسان عن الحيوان، الضحك ظاهرة عدمية، تمامًا كما يمكن للفرح أن يكون حالة مأتميه"   

هذا ما قاله إميل سيوران عن الضحك، والذي صار شكلًا من أشكال المقاومة في مواجهة الأنظمة القمعية والديكتاتورية والجلادين، حيث تحارب الشعوب الألم بالسخرية منه.

جيش الأضحكني هو أداة لفضح الخطاب والشخوص ومكافحة الكذب وخطاب الثورة المضادة بالسخرية والضحك

هذه الأيام يتفاجأ متصفحو الصفحات السودانية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بكمية التفاعلات بـ"أضحكني" على منشورات حسابات رسمية مثل حساب مجلس السيادة الانتقالين، إلى جانب العديد من حسابات المؤسسات الحكومية كصفحة الناطق باسم الشرطة وحتى وكالة السودان للأنباء.

تأتي هذه التفاعلات من حسابات "جيش الأضحكني"، وهو إحدى وسائل المقاومة التي يستعملها السودانيون في وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من أعداء الثورة، وقد استلهموا الفكرة من "جيش الأضحكني العراقي".

ولم يتجاوز عمر مجموعة جيش الضحك السوداني على فيسبوك (48) ساعة، جمعت فيها ما يزيد عن (9,7) ألف عضو، حيث جاء في تعريف المجموعة: "الفكرة مقاومة خطاب النخب السياسية أصحاب الهبوط الناعم وقادة القتل والدمار في بلادنا الحبيبة في السوشيال ميديا".

اقرأ/ي أيضًا: في ظل الأزمة الاقتصادية.. خيارات قليلة للسودان في مواجهة "أوميكرون"

وقد وجد الأمر صدى واسعًا بين الكثير من الثوار، في نفس الوقت الذي هاجمه الكثيرون ووصفوه بأنه "حالة كرنفالية" سرعان ما تموت وتخمد.

 وقد استخدمت الشعوب في ثوراتها السخرية كأداة لها سحرها، ففي الثورة المصرية انتفض الشعب المصري بكل قوته واستخدم كل فنونه وذكائه للاستخفاف بالعدو، وهنا نذكر الإعلامي باسم يوسف صاحب البرنامج الشهير "البرنامج" والذي قال في منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه إذاعة دويتشة فيلة: "الفن الساخر والكوميديا ربما يكونان أفضل وسيلة لمجابهة الخوف. فالضحك يحرر العقول ويخلصها من الأحكام المسبقة. ولهذا فهو يمثل خطرًا... فالعالم الآن يحتفي بالفاشية ويحكم بالخوف. ولكن الفن الساخر جاء ليحطم هذه المعادلة، فبالضحك تمحي خوفك، ولذا يعمل النظام السياسي للقضاء على سلاح الضحك، حتى يتثنى له بث الخوف وغرسه في النفوس".

اقرأ/ي أيضًا: بعثة منتخب السودان تتوجه إلى الدوحة للمشاركة في كأس العرب

وقد قامت لجان المقاومة بالدعوة لمليونيه 30 تشرين الثاني/نوفمبر مواصلةً في الحراك السلمي والتظاهر ضد الأحداث الأخيرة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر وما أعقبها من اتفاق سياسي، وتم توجيه الدعوة لكل أعضاء الجيش للحضور والظهور للتعبير السلمي.

الضحك يحرر العقول ويخلصها من الأحكام المسبقة. ولهذا فهو يمثل خطرًا

في خضم أوضاع معقدة كثيرة يعيشها السودانيون في هذه الأيام هناك أسئلة كثيرة تتبادر للمتابع:

هل ستنجح هذه الطريقة في المقاومة وتؤدي غرضها؟

ماهي الوسائل الجديدة التي نتوقع أن ينتهجها السودانيون في المقاومة؟

ولأي مدى يستطيع السودان أخذ الثورة السودانية في عامها الثالث؟

اقرأ/ي أيضًا

استشهاد عدد من منسوبي القوات المسلحة في هجوم إثيوبي على الحدود

إصابات جديدة بكورونا في الجزيرة