08-نوفمبر-2022
يستخدم المتحجون أدوات خاصة وتكتيكات للحماية من مقذوفات الغاز وغيرها من أدوات تفريق التجمعات (Getty)

يستخدم المتحجون أدوات خاصة وتكتيكات للحماية من مقذوفات الغاز وغيرها من أدوات تفريق التجمعات (Getty)

تظاهر المئات قرب شارع القصر وسط الخرطوم اليوم الثلاثاء، استجابة لدعوة تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، والتي أطلقت عليها "مليونية الثبات" ضد الحكم العسكري، فيما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين قرب شارع القصر وسط العاصمة.

وجاءت مواكب اليوم ضمن الحراك الشهري لتنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، وتأتي في ظل اقتراب "الحرية والتغيير" والعسكريين من التوقيع على تسوية سياسية.

يطالب المحتجون من "النادي السياسي القديم" بالترجل عن الساحة

وتجمع المتظاهرون في "تقاطع باشدار" جنوب العاصمة، وتحرك الموكب إلى القصر الجمهوري كما هو معتاد منذ عام على الإطاحة بالحكومة المدنية في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وتقدمت مدرعة تتبع للقوات الأمنية إلى الموكب فور وصوله إلى محطة شروني للحافلات قرب شارع القصر على بعد كيلومترات قليلة من القصر الرئاسي، وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

سرعان ما تمركز المحتجون في الطريق الرئيسي وهم يحتمون من القوات الأمنية ويعيدون عبوات الغاز إلى رماتها، وهذا المشهد يتكرر في الاحتجاجات الشعبية منذ عام.

واستمرت الاحتجاجات اليوم للتنديد بالحكم العسكري وارتفاع أسعار المعيشة، وتردي الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة وتوسع رقعة الفساد كما يقول المتظاهرون.

وبعد يومين من خطاب قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح في قاعدة عسكرية شمال العاصمة، والذي حذر فيه الإسلاميين من استغلال الجيش للوصول إلى السلطة. ويرى المتظاهرون أن البرهان لم يعد موثوقًا وأنه يجب أن يرحل.

ويطالب المحتجون وأغلبهم ينحدرون من الطبقة الوسطى في العاصمة والمدن والتي تلقت تعليمًا معقولًا - يطالبون "النادي السياسي القديم" بالترجل عن الساحة، وإفساح المجال لـ"قوى جديدة وراديكالية تستطيع اجتثاث النظام البائد".

ويقول نشطاء إن الانقلاب العسكري تسبب في "تعكير الحياة" في السودان بفقدان الأمن في الأطراف والعاصمة، وتدهور الاقتصاد وعزلة دولية لهذا البلد الذي خرج من حكم شمولي استمر ثلاثين عامًا في 2019.

وقال فادي وهو متظاهر عشريني: "الشعب ماذا ينتظر؟ هل يمكن الحصول على التعليم والصحة والغذاء؟ لا يستطيع الشعب الذهاب إلى الطبيب؛ ماذا ينتظرون؟ عليهم أن يخرجوا معنا لنسقط الطغاة".

وأحرق المحتجون الإطارات في الطرقات، ووضعوا الصناديق والكتل الخرسانة على الطرقات لمنع مركبات الأمن من التقدم، كما حمل متظاهرون مكبرات الصوت لبث الأغاني الوطنية لإدخال الحماس في نفوس المتظاهرين.

https://t.me/ultrasudan

وقالت مروة وهي طالبة جامعية شاركت في "مليونية 8 نوفمبر" إن "الوضع الاقتصادي صعب للغاية والناس محبطون .. آمالهم تدهورت في الأعوام الأخيرة لأن الدخل المالي لم يعد يقابل مطلوبات المعيشة، هم يودون الاحتفال ولا يجدون المال كي يفعلوا ذلك، ونجدهم هنا يرددون الأغاني الوطنية ربما يكون تنفيسًا عن الغضب".

ولخفض الملاحقات الأمنية أغلق المحتجون جميع الطرق التي تؤدي إلى شارع القصر من جنوب العاصمة، وسمحوا للدراجات النارية بنقل المصابين وأغلبهم بعبوات الغاز إلى العيادة الميدانية والمستشفى.

ويواجه السودان المُثقل بالديون الخارجية أزمة اقتصادية طاحنة، وتعتزم السلطة الحاكمة البحث عن حلول جديدة لتمويل موازنة العام 2023، وإذا تعثر الاتفاق بين العسكريين والمدنيين فإن فرص التمويل ستتلاشى كثيرًا، خاصة على الصعيد الدولي.

ويرفض المحتجون الاتفاق مع القادة العسكريين، ويطالبون برحيل الجنرالات إذ أن قضية فض الاعتصام في حزيران/يونيو 2019 إلى جانب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، لا تتيح للطرفين الوصول إلى نقاط اتفاق.

ومع ذلك يرى سياسيون في "الحرية والتغيير" وهو ائتلاف من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، أن هناك فرصة للتقارب مع العسكريين، فيما يمارس دبلوماسيون غربيون وخليجيون ضغوطًا على العسكريين لتقديم تنازلات مثمرة.