30-أغسطس-2020

غمرت المياه أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم (Getty)

ارتفع منسوب مياه النيل في ولاية الخرطوم إلى (17.48) مترًا في أعلى منسوب منذ مائة عام، حيث سجلت أقرب نسبة للمستوى الحالي في العام 1946 وبلغت (17.26) مترًا، ولا تزال المخاطر قائمة اليومين القادمين بحسب لجنة الفيضانات بوزارة الري.

وعاش السودانيون السبت ليلة طويلة في بعض المناطق المحاذية للنيل، بدءًا من شارع النيل حيث سارعت لجان المقاومة بالبراري إلى إقامة حواجز ضد الفيضان بمحاذاة الشارع الرئيسي المطل على النيل الأزرق، بعدما تدفقت المياه إلى الأسفلت أما في جزيرة توتي اضطر الشبان إلى إقامة سلاسل بشرية للحيلولة دون تدفق المياه إلى المساكن بعدما نفذت أكياس التعبئة.

المؤسسات الحكومية المطلة على النيل باتت مهددة لأنها على بعد أمتار من المياه التي تتقدم مع مرور الوقت 

وبحسب إحصائيات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني، فقد بلغ عدد ضحايا الفيضانات (88) قتيلًا، ودمرت الفيضانات (19) ألف منزل بالكامل، و(34) ألف منزل بشكل جزئي.

اقرأ/ي أيضًا: صناعة ولاية الخرطوم: ضبط أسعار السلع ومراقبتها ضرورة ملحة

وشكلت لجان المقاومة في جزيرة توتي غرفة طوارئ لوضع التروس أمام النيل الذي شرد الآلاف في مناطق متفرقة من البلاد.

ونقلت لمياء صلاح وهي متطوعة في "لجنة الترس" بقرية الخليلة شمال الخرطوم بحري لـ"الترا سودان"، أن شباب القرية شيدوا حاجزًا بطول (11) كيلومترًا لحماية خمس مناطق شمال الخرطوم منذ الجمعة حتى صباح اليوم الأحد.

ومع تقدم مياه الفيضانات إلى المناطق المأهولة بالسكان أطلق نشطاء نداءات استغاثة لتوفير أمصال لحماية المتضررين من السيول من لدغات العقارب والثعابين، وحظيت الاستغاثة بالاستجابة الفورية من متطوعين و لجنة صيادلة السودان التي حددت نقاط لتسليم الأمصال.

وأوضح حاتم إلياس، أحد المتطوعين لتوفير الأمصال للمتضررين من مواطني الباوقة بولاية نهر النيل شمالي البلاد حيث اجتاحت الفيضانات بلدتهم لـ"الترا سودان"، أن "الفيضانات دمرت القرية تمامًا والحاجة ماسة إلى أمصال العقارب".

ولم يُعرف لنهر النيل والنيل الأزرق والنيل الأبيض مثل هذه الفيضانات في السنوات الأخيرة، ما زاد العبء على الحكومة الانتقالية التي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة وشح في الآليات التي تجابه بها الفيضانات.

اقرأ/ي أيضًا: "شلل الأطفال" ينتشر في تسع ولايات وحملة للتحصين

ومع ارتفاع النيل الذي لم يشهد مثله السودانيون قريبًا، باتت المؤسسات الحكومية المطلة على نهر النيل والنيل الأزرق والنيل الأبيض في العاصمة على مرمى الفيضانات، إذ أن المياه باتت على بعد أمتار منها.

أكياس التعبئة الفارغة هي الحل الشعبي لبناء مصدات من الفيضانات 

وتسعى فرق الدفاع المدني إلى تقديم مساعدات للمتضررين من السيول وصد الفيضانات، وذلك عبر إقامة حواجز من أكياس تعبئة الدقيق والقمح تبرعت بها شركة دال وفق ما ذكر مكتب إعلام والي الخرطوم مساء السبت.

وتساند فرق طوعية من الشبان قوات الدفاع المدني التي قوبلت بإشادة واسعة من المواطنين لتحركها وإنقاذ آلاف المواطنين.

وبدأت فيضانات النيل الأزرق من منطقة سوبا، حيث عبرت المياه الشارع الرابط بين ولاية الجزيرة والخرطوم واصطدمت بالمتاريس التي شيدها مواطنو قرية "الجديد الثورة" على تخوم سوبا، أما فيضان النيل الأبيض كان الأكثر شراسة، فقد غمرت المياه عشرات المنازل في منطقة الكلاكلات وحولتها إلى ركام، وانتقل سكانها للإقامة في المواقع المرتفعة.

اقرأ/ي أيضًا: منظمة دولية تطالب حكومة جنوب السودان بالتحقيق في الاختفاء القسري لآلاف

ولا تزال المخاطر قائمة من توسع نطاق الفيضانات في البلاد، سيما مع تحذيرات صدرت من لجنة الفيضانات بوزارة الري السودانية التي حذرت من أن اليومين القادمين "قد يأتي ما هو أخطر".

مسؤول: "نحن نقاتل في ظروف بالغة التعقيد، نستعد للفيضانات منذ آذار/مارس الماضي بإقامة الحواجز الترابية حول ولاية الخرطوم

وتتزايد مخاطر الفيضانات مقارنة مع البنية التحتية التي تنعدم في العديد من مناطق البلاد بما فيها العاصمة، إذ أن ثلاثة عقود من حكم المخلوع تعتبرها الحكومة الانتقالية كافية لتدمير البنية التحتية وعدم تطويرها وفق ما نقل مسؤول من وزارة البنى التحتية لـ"الترا سودان" قائلًا بعد أن طلب عدم نشر اسمه "نحن نقاتل في ظروف بالغة التعقيد، نستعد للفيضانات منذ آذار/مارس الماضي بإقامة الحواجز الترابية حول ولاية الخرطوم، أما الولايات الأخرى قابلت الفيضانات مثل شخص يقيم في العراء بلا منزل في موسم الأمطار".

وتابع: "نجد مساندة قوية من المواطنين في إغاثة المتضررين ودرء السيول، ولولا هذه المساندة لن تتمكن الحكومة من تقديم شيء في ظل الظروف الراهنة".

اقرأ/ي أيضًا

القبض على مجموعة تنتحل صفة لجنة تفكيك التمكين

التوقيع على البروتوكولات الأخيرة في مباحثات السلام