مجتمع

أزمة مراكز الإيواء بالشمالية تصل إلى طريق مسدود

16 مايو 2024
نزوح - نازحين - أطفال.jpg
يقيم عشرات الآلاف من النازحين بمراكز الإيواء في الولايات الآمنة
محمد حلفاوي
محمد حلفاوي صحفي سوداني

مع اقتراب مهلة استئناف الدراسة في الولاية الشمالية تدخل الأزمة بين المقيمين في المدارس إلى نفق مظلم وفق شهادات عاملين في المجال الطوعي يقولون إن الجوع أيضًا يحاصر عشرات الآلاف من المدنيين في هذه المراكز.

متطوعة: الناس لا يجدون الطعام ناهيك عن البدائل المناسبة للإيواء

وكانت وزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية حددت الأحد القادم 19أيار/مايو 2024، موعدًا لاستئناف الدراسة، وطالبت بمعالجة أوضاع المقيمين في المدارس أولئك الذين لجأوا إلى الولاية من نيران الحرب في العاصمة الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور.

وتشير العاملة الإنسانية والمتطوعة في المنظمات المحلية إباء مرتضى لـ"الترا سودان"، إلى السلطات المحلية في الولاية الشمالية تقول إن عدد المدارس المشغولة بالإيواء لا تتعدى (10)%، وتؤكد أن هذا غير صحيح، حيث غالبية المدارس يقيم فيها مدنيون وصلوا إلى الشمالية طلبًا للأمان. وتضيف: "يجب أن تحسن الولاية التعامل معهم وتضع ذات أولوية العام الدراسي مع أولوية البحث عن بدائل للسكن".

وأشارت إباء مرتضى إلى أن الأزمة لا تنحصر في دور الإيواء فقط، بل في نقص الغذاء، ولا يحصل المواطنون في مراكز الإيواء في الشمالية على الوجبات اليومية، والمنظمات لا تقدم شيئًا يذكر.

وقالت إباء مرتضى إن الإغاثة لا تصل إلى النازحين، ونتلقى الطلبات يوميًا من المواطنين بمراكز الإيواء أنهم لم يتناولوا الوجبات بشكل منتظم ويحصلون على الطعام بشق الأنفس، أحيانًا عن طريق الصدفة.

وأضافت: "مفوضية العون الإنساني اقترحت نقل بعض المواطنين من المدارس إلى مدارس أخرى بغرض التجميع في موقع واحد لإتاحة الفرصة لاستئناف الدراسة وحل مشكلة الإيواء في ذات الوقت".

وتابعت إباء مرتضى: "تحدثنا كعاملين في الوضع الإنساني مع الحكومة المحلية في الشمالية، والتي أظهرت إصرارًا على فتح المدارس في الموعد المحدد".

وتقول إباء مرتضى إن الداخليات الجامعية واحدة من المقترحات التي تضعها السلطات كبدائل لإيواء المواطنين لإخلاء المدارس رغم أن المساكن الجامعية "الداخليات" مكتظة بالمواطنين.

ويوجد في الولاية الشمالية أكثر من (106) مركز إيواء في مدن دنقلا ووادي حلفا ومروي، كما تستضيف القرى في الولاية المواطنين الذين فروا من الحرب.

وفي وادي حلفا الواقعة أقصى شمال السودان على الحدود مع مصر نقلت السلطات جزءًا من المقيمين في المدارس إلى المدينة الجامعية الواقعة وسط المدينة.

وقالت العاملة في المنظمات الإنسانية بالولاية الشمالية، خادم الله عبد الرزاق لـ"الترا سودان"، إن السلطات في وادي حلفا نقلت جزءًا من المواطنين من المدارس.

وقالت إن مشكلة مياه الشرب تكللت بحفر الآبار بواسطة منظمة إنسانية، وتم توفير بعض المستلزمات، لكن الأزمة ما تزال قائمة في وادي حلفا لأن المدينة تعاني من أزمة مياه حادة بشكل مزمن.

هناك تقارير غير رسمية تقول إن عدد المواطنين الذين لجأوا إلى الولاية الشمالية خلال الحرب بين الجيش والدعم السريع حوالي (1.5) مليون شخص، لكن لم يتم الحصول على إحصائيات من مفوضية العون الإنساني بالولاية التي لم ترد على الاستفسارات.

وخلال فصل الصيف يواجه المواطنون في الولاية الشمالية ضربات الشمس كونها منطقة شبه صحراوية، إلى جانب لدغات العقارب التي تهدد حياة الأطفال الذين يضطرون للنوم على الأرض في مراكز الإيواء، وهي لدغات مميتة في بعض الأحيان، حيث يتعذر الحصول على التطعيم الخاص بكبح السم في جسم الإنسان.

ويقول يعقوب وهو من مواطني مدينة دنقلا، إن سكان الولاية يرحبون بجميع المواطنين الذين وصلوا إليها خلال الحرب طلبًا للأمان، ولا يمكن طردهم من المدارس ولن يسمح المجتمع المحلي بهذه الإجراءات الأحادية.

ويرى يعقوب في حديث لـ"الترا سودان"، أن توفير البيئة السكنية الملائمة للمواطنين من حق أي مواطن جاء بحثًا عن الأمان، وحتى المدارس التي يقيم فيها المواطنون غير ملائمة ولم تجهز بشكل يليق بالإنسان.

وتتعثر المحادثات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة بالمملكة العربية منذ نهاية العام الماضي، ولم يعودا إلى المفاوضات منذ ذلك الوقت، فيما يحاول الرعاة إحياء المحادثات مجددًا خلال هذا الشهر وأرسلوا دعوات إلى الطرفين لم يبديا الموافقة عليها.

أجبرت الحرب حوالي تسعة ملايين شخص على مغادرة المنازل منذ أكثر من عام في وضع إنساني معقد جدًا

وأجبرت الحرب حوالي تسعة ملايين شخص على مغادرة المنازل منذ أكثر من عام في وضع إنساني معقد جدًا، بينهم خمسة مليون مواطن -وفقًا للأمم المتحدة- على أعتاب الجوع لعدم الحصول على الغذاء منذ أشهر.

ومع استمرار الحرب يتهاوى الاقتصاد إلى أعماق سحيقة ويتلقى الجنيه ضربات متتالية من العملات الأجنبية لشح الاحتياطي لدى البنك المركزي جراء نقص الإيرادات بواقع الثلثين.

وقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش أنشأت في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير والذي مرر قانونًا في البرلمان بموجبه تحولت إلى قوات نظامية، لكن قادتها من عشائر اجتماعية، كما اعتمدت عمليات التجنيد على المكونات الاجتماعية على الرغم من النفي المتكرر لقائد الدعم السريع لهذه الاتهامات، قائلًا  إن الدعم السريع تمثل جميع السودانيين.

وعقب الإطاحة بالبشير في 11 نيسان/أبريل 2019 حصل حميدتي على منصب نائب رئيس المجلس العسكري، وآنذاك تحالف مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قبل أن يتحولا إلى خصمين لدودين منذ 15 نيسان/أبريل 2023 ونشوب القتال في شوارع الخرطوم بين الجيش والدعم السريع.

الكلمات المفتاحية

الطقس 2.jpg

السودان… وسائل بدائية للاحتماء من حرارة الطقس 

قاربت درجة الحرارة في مدن شمال وشرق البلاد من 50 درجة مئوية يومي الجمعة والسبت 17 أيار/مايو 2025، ولجأ المواطنون إلى ظلال الأشجار والأغطية المصنوعة من القش لتفادي حرارة الطقس مع قطوعات الكهرباء.


العاصمة السودانية الخرطوم وغرف الطوارئ

ما هي تداعيات قرار منع العمل الطوعي بالخرطوم دون تسجيل؟

القرار الحكومي، الذي نشرته حكومة ولاية الخرطوم في بيان رسمي على موقع وكالة الأنباء السودانية، توعد المخالفين بإجراءات قاسية، الأمر الذي يهدد العشرات من غرف الطوارئ


الخرطوم بحري

الخرطوم بحري.. مدينة لم تُروَ مأساتها بعد

في الشوارع الخلفية والأسواق الصغيرة بالخرطوم بحري، تشاهد ركام المعارك، والأواني المبعثرة، وقصصًا مأساوية لم يُروَ نصفها


اقتصاد السودان سوق.jpg

مهداوي أم درمان... الحياة تقاوم في عتمة الحرب

ظلام دامس يحيط بضاحية المهداوي في بعض الأوقات، ومع ذلك هنا تشعر بصخب المدينة البعيدة عن الحرب في قلب أم درمان.

عامان على الحرب في السودان
سياسة

السودان… أزمة إنسانية واقتصادية على أعتاب حرب ثالثة 

على أعتاب العام الثالث من حرب السودان تتنامى التحذيرات من موجات نزوح جديدة، وتفشي المجاعة في مناطق أكثر هشاشة بإقليم دارفور وكردفان، مع احتدام الصراع بين الجيش والدعم السريع خلال الشهر الماضي.

مجابهة الكوليرا بالولاية الشمالية.jpg
أخبار

مركز الطوارئ: 2323 إصابة بالكوليرا في السودان خلال 3 أسابيع 

كشف اجتماع مركز عمليات الطوارئ، المنعقد اليوم الثلاثاء بمدينة كسلا، عن تسجيل 2323 حالة إصابة بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بينها 51 وفاة، مشيرًا إلى أن 90% من الإصابات والوفيات سُجلت في ولاية الخرطوم، تحديدًا في محليتي كرري وجبل أولياء.


شيخ كهنة السودان
أخبار

كنائس تنعى شيخ كهنة السودان الأب فيلوثاوس فرج 

نعت كنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الشطبي وعدد من الكنائس السودانية الأخرى، اليوم الثلاثاء، الموافق 20 أيار/مايو 2025، الأب الدكتور القمص فيلوثاوس فرج، شيخ كهنة السودان، الذي توفي في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

البرهان-4_0.jpg
أخبار

بوتين يوجه دعوة رسمية للبرهان للمشاركة في القمة الروسية العربية

تلقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في القمة الروسية العربية .

الأكثر قراءة

1
سياسة

الخرطوم.. الجيش يسيطر وأحلام العودة تراود السكان


2
رأي

لأول مرة منذ 12 عامًا.. الدعم السريع خارج ولاية الخرطوم 


3
أخبار

التقاء القوات المسلحة في ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض 


4
أخبار

الجيش يعلن استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم


5
أخبار

الحارث: مخرجات جلسة مجلس الأمن الأخيرة لم تلبِّ تطلعات السودان