28-مارس-2020

السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء البراق النذير (بداويت)

بعد دقائق معدودة من نشره تدوينة على حسابه الشخصي بفيسبوك يوم أمس السبت، سحب السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء البراق النذير منشوره الذي شن فيه هجومًا على مسؤول في مؤسسة إعلامية سودانية لم يسمه، قال إنه ينفذ أجندات أجنبية.

تدوينة النذير: التجسس وتمرير أجندات الدول الأخرى فوق الأجندة الوطنية فجور ما بعده فجور ومن يتجسس على بلاده مهما أقنع نفسه بأن في عمله هذا خير فهو شر

وفتح منشور النذير الباب واسعًا للجدال أمام متابعي التدوينة على صفحته، وذهبت أغلبها إلى مطالبة سكرتير رئيس الوزراء بإعلان اسم المسؤول الإعلامي، لكن البراق اكتفى بقوله أنه سيوضح الحقائق لاحقًا، قبل أن يقوم تحت ضغط التعليقات بحذف المنشور المثير للجدل.

اقرأ/ي أيضًا: ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا بالسودان إلى خمسة

وتتزامن تدوينة البراق عن العمالة الأجنبية مع تقاطعات مختلفة من دول تحيط بالسودان وأخرى ما وراء البحار، تخشى قوى المقاومة المدنية من تأثيرها على فرصة الانتقال الديمقراطي الناشئة في البلد الذي يسعى لترميم اقتصاده المتداعي يوميًا.

وكتب النذير منشورًا آخر اعتذر فيه عن حذف التدوينة الأولى التي قال فيها "التجسس وتمرير أجندات الدول الأخرى فوق الأجندة الوطنية فجور ما بعده فجور ومن يتجسس على بلاده مهما أقنع نفسه بأن في عمله هذا خير فهو شر.. وسيبقى أبد الدهر وعلى طول تاريخه وتاريخ أسرته وصمة جاسوس".

وكتب البراق عبارة تعديل في نهاية التدوينة وأكمل قائلا "مؤسسة إعلامية كبرى تسمح لأحدهم بأن يكون على رأسها وأنا عليه من الشاهدين والإجراءات ضده بدأت ولن نترك هذا الأمر حتى ينجلي".

وحملت تدوينة البراق العديد من المتفاعلين لطرح تساؤلات لاحقت السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، وهو الذي أشتهر بكتابة بيانات تجمع المهنيين القائد للثورة الشعبية في السودان التي أطاحت بالنظام البائد في نيسان/أبريل 2019.

وألحق البراق تدوينته المحذوفة بمنشور وضح فيه الأسباب التي دعته لسحب المنشور الأول قائلا "سحبت المنشور لتقديرات عديدة ليس بينها عدم الافصاح كليًا فهذا شأن قومي وأكبر من وظيفة ومنصب وسنجهر بالحق ولو على رقابنا سيف".

وأضاف البراق "هذه الثورة نتاج تضحيات عظيمة ودماء ودموع ونحن جميعنا إن لم نحرسها ونصونها من الغيلان فلا كنا ولا بقينا.. ح أكتب عن موضوع الجاسوسية وتجربتي مع أربابها خلال الشهور الماضية بالتفصيل وفي الوقت المناسب".

اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان: الجيش والمعارضة يوقفان النشاطات العسكرية بسبب وباء كورونا

وأردف البراق "حاجة تانية دي صفحتي الشخصية وأكتب فيها ما يخصني ويخص مواقفي وبلدي ولا تخص أي جهة أخرى" وختم البراق تدوينته بـ"التوقيع البراق النذير مواطن سوداني".

ولم يتمكن البراق من التقاط أنفاسه بعد سحب المنشور وإتباعه بمنشور التوضيح، إذ أن التعليقات سرعان ما طالبته بالكشف عن المسؤول الإعلامي وإلا فأنه يضع جميع المسؤولين الإعلاميين في خانة التجسس.

ذكرت الإعلامية سلافة أبوضفيرة على صفحتها في فيسبوك "هل كل المسؤولين الإعلاميين متهمون بالتجسس؟" فيما نصح منتصر إبراهيم - البراق - أنه يتعين عليه اتباع الإجراءات القانونية بدلًا عن نشر اتهامات بالتجسس على صفحة شخصية.

ويعد البراق واحدا من أعضاء تجمع المهنيين واشتهر بكتابة البيانات لقوى المقاومة المدينة أثناء الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس عمر البشير في نيسان/أبريل الماضي.

وتجمع المهنيين هو كيان نقابي مواز للنقابات الموالية للنظام السابق انخرطت فيه تنظيمات نقابية من المهندسين والأطباء والصحفيين والمحاميين ولاحقًا تحالف التجمع مع أحزاب وحركات مسلحة شكلت تحالفًا أسمته قوى إعلان الحرية والتغيير في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2018 بعد أيام قليلة من انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن سودانية.

وتعبر قوى المقاومة المدنية عن خشيتها من تأثيرات خارجية على الفترة الانتقالية إذ أن الأزمة الاقتصادية باتت واحدة من الملفات الأكثر تعقيدًا والتي تسرب الأجندات الخارجية طبقًا لنشطاء مدنيين.

اقرأ/ي أيضًا: هروب حوالى 500 شخص عائد من السودان من مركز الحجر الصحي بمدينة الرنك

حتى يفلت السودانيون بديمقراطيتهم الوليدة من بين فكي العالم الخارجي والأجندات الخارجية ينصح محللون سياسيون الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمساندة الحكومة الانتقالية وتطوير الاتفاق بين قادة الجيش والقوى المدنية

وحتى يفلت السودانيون بديمقراطيتهم الوليدة من بين فكي العالم الخارجي والأجندات الخارجية ينصح محللون سياسيون الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمساندة الحكومة الانتقالية وتطوير الاتفاق بين قادة الجيش والقوى المدنية لحماية الفترة الانتقالية من الانهيار، وعقد انتخابات مبكرة قد يعقد الأوضاع ويؤدي إلى حرب أهلية.

ورغم الأزمة المعيشية يدافع سودانيون عن الحكومة الانتقالية وتتزايد مخاوفهم من أن تؤدي الانتقادات إلى نزع الغطاء السياسي عن الحكومة سيما الانتقادات الصادرة من قوى التغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية.

ولم يظهر الجيش حتى الآن رغبته  في تخفيض طموحاته نحو السلطة، وبعد مرور ثمانية أشهر صرح جنرال سابق في المجلس العسكري بأن قوى التغيير غير جديرة بالوصول إلى هذه المرحلة داعيًا إلى انتخابات مبكرة.

وأكد قادة الجيش في أكثر من محفل سياسي أن رغبتهم في السلطة لن تتعدى الفترة الانتقالية، وقال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مقابلة تلفزيونية في كانون الثاني/يناير الماضي أن "الجيش لا يريد السلطة وهو يريد العبور بالفترة الانتقالية".

 

اقرأ/ي أيضًا

الولايات المتحدة تبلغ رعاياها في السودان برحلة مرتقبة نهاية مارس

بعد احتجاجات وإضراب.. مصادر لـ"الترا سودان": مدير الضرائب تقدم باستقالته