يصادف 3 حزيران/يونيو من كل عام، ذكرى فض اعتصام القيادة العامة، وفي كل عام تتنوع الاحتفالات بالذكرى ما بين المواكب والمليونيات التي تجوب الشوارع، والكلمات المؤثرة التي يرويها من عاشوا التجربة في ذلك الوقت.
فرح عباس: علمنا مسبقًا أن لجنة نبيل أديب لن تحقق تقدمًا في ملف العدالة لأنها تكونت في عجالة
الثورة مستمرة
من جانبها، وصفت والدة الشهيد محمد إبراهيم، أم هاني عبدالقادر إبراهيم، ما تحقق في ملف العدالة بالقليل، مع غياب المحاكمات، وعزت الأسباب لعدم اكتمال هياكل السلطة الانتقالية، وعدم الاستقرار السياسي، وعدم التوافق على حكومة مدنية، معترف بها. وقالت: "لا علم لنا بما يدور في كواليس السياسية، وانتظمت الوقفات الاحتجاجية، دون نتيجة، إلا أن وقعت أحداث 25 تشرين الأول/أكتوبر وحدث الانقلاب".
وتابعت أم هاني: "أي حكومة لها معارضين، لكن، تكمن المشكلة في دخول العسكر للسياسة"، وذكّرت بشعار "العسكر للثكنات"، وأكملت: "مهما طال الزمن لا تنازل عن القصاص العادل، وثمة ضحايا منذ انقلاب 1989 لم يجدوا العدالة، مع ذلك لن ينسوا أو يتنازلوا عن حقوقهم".
ووجهت أم هاني رسالة للشباب في الشوارع و للثوار، بأن الموت حق والقصاص حق. وذكرت الآية القرآنية الكريمة: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" مؤكدة إن الموت لا مفر منه لأي انسان، وإن تعددت الأسباب واختلفت، مع ذلك لن تثني آلة القتل الإنسان عن تحقيق أهدافه في الحياة.
تقول أم هاني: "الثورة مستمرة" وطالبت المكون العسكري، بأن يتقوا الله في الشباب والعباد. على حد وصفها.
ملف العدالة
بالرغم من مرور ثلاثة أعوام، على حادثة فض اعتصام القيادة، إلا أن سؤال ما الذي تحقق في ملف العدالة، لا يزال مفتوحًا. فكيف ينظر أسر الشهداء إلى الإنجازات التي تحققت في هذا الملف؟
ترى والدة الشهيد محمد هاشم مطر، أميرة بابكر كابوس، عدم تحقق شيء في ملف العدالة، منذ ثلاثة أعوام، إنما حدث تراجع بعد أحداث 25 تشرين الأول/أكتوبر، وتقول: "حدثت حركة تنقلات واسعة لوكلاء النيابة، إلى الإقليم، ممن كانوا يمسكون ملفات الشهداء، والمحكمة الوحيدة المستمرة حاليًا هي محاكمة الشهيد محجوب التاج".
واستطردت: "بالرغم من عدم الرضا عن لجنة نبيل أديب، إلا إنها توقفت عن العمل، بسبب عدم وجود رئيس للقضاء ورئيس وزراء". وعلقت على سير التحقيقات بقولها: "كل الأشياء التي كانت تسير، توقفت في ملف العدالة، وازداد عدد الشهداء ليصل لأكثر من 100 شهيد".
وتمضي بالقول، إن قضية فض الاعتصام، تقدم فيها ما يقارب (3000) شاهد للإدلاء بالشهادة، بجانب نقل قنوات للحادثة على الهواء مباشرةً، وبالإضافة لوجود الكثير من الفيديوهات التي توثق للحادثة.
وأضافت قائلة: "كل شخص في السودان يعرف من فض اعتصام القيادة العامة".
وتشير بقولها، إن من ارتكب الجرائم هم الحكام، في المجلس العسكري، الذين لن يسمحوا بتقديم ملف لمحاكمتهم، "لذلك يمدون في الزمن والآجال"، على حد تعبيرها.
ذاكرة متقدة
وفي ذات السياق، يقول والد الشهيد عباس فرح ورئيس منظمة أسر الشهداء، فرح عباس فرح الطاهر، أنهم تنبأوا بأن لجنة نبيل أديب لن تحقق تقدمًا في ملف العدالة، لأنها تكونت في عجالة، وستمد في آجالها الزمنية.
وأضاف: "نقلنا هذا الرأي لرئيس الوزراء الأسبق د.عبدالله حمدوك، والتقينا بوفد من الكونغرس الأمريكي، ونقلنا لهم، إن في السودان قضاة على قدر كبير من الكفاءة، والأولى لنا الاستفادة منهم". هكذا قال فرح عباس.
واستطرد في القول، تقبلنا تناوب المكون العسكري مع المدني في الحكم، لكن، نأسف لتوكيل العسكر في الحكم، وما حدث أمام القيادة العامة مجزرة وعار، واطلقنا مسمى المجلس الانقلابي، قبل أن ينقلب على الحكم، مضيفًا أنه: "تظل كتائب الظل، والكتائب الجهادية الطلابية، متهمة في قتل أبنائنا".
والدة الشهيد مطر: كل شخص في السودان يعرف من فض اعتصام القيادة العامة
وزاد قائلًا: "لعدم وجود دراسة عدلية كافية، لجأت المنظمة لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، عن طريق مجلس الأمن، كي لايكون هناك إفلات من العقاب، ومنعًا لسقوط الجرائم بالتقادم، ومن أجل إقامة دولة القانون".
وتابع: "ستظل الذاكرة السودانية متقدة، وتحفظ ما حدث أما القيادة العامة، أحصينا عدد (2500) جثة في المشارح، هذا بخلاف عمليات القتل الغير معروفة، بالإضافة للمقابر الجماعية".
يتذكر السودانيين 3 حزيران/يونيو من كل عام باحتفالات مختلفة، ويجددون العهد مع الشهداء، وزيارة المصابين وتفقد أحوالهم، رافعين شعار الثورة السودانية "حرية، سلام، عدالة" في مشهد كرنفالي وجمالي، يبث روح الثورة في القلوب.