27-يونيو-2020

مقاتلون سودانيون إلى جانب مقاتلين يمنيين مدعومين من السعودية (Getty)

صدر قبل أيام تقرير الولايات المتحدة الأمريكية السنوي للاتجار بالبشر للعام 2020، وهو تقريرٌ راتبٌ يصدره مكتب مراقبة ومحاربة الاتجار في البشر التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وهو المكتب الذي يقود الجهود العالمية التي تبذلها الإدارة الأمريكية لمكافحة الرق الحديث من خلال مقاضاة المتجرين وحماية الضحايا ومنع الاتجار بالبشر.

التقرير: "قوات الدعم السريع في ظل الحكومة السابقة بقيادة المجلس العسكري، كانت قد جندت أطفالًأ في أيار/مايو 2019، لتفريق الحشود المناهضة للحكومة بالقوة في حزيران/يونيو 2019"

وصنف التقرير السودان في المرتبة الثانية "قائمة المراقبة" في مقياسه المكون من أربع مراتب، حيث قال إن البلاد لا تلبي المعايير الدنيا للقضاء على الاتجار بالبشر بشكلٍ كامل، لكنها تبذل جهودًا كبيرة للقيام بذلك. وأضاف، أنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير، قامت الحكومة بصياغة خطة عمل وطنية ووضع صيغتها النهائية والموافقة عليها. كما أطلق مسؤولو القوات المسلحة السودانية، وحدةً لقيادة جهود الحكومة لحماية الطفل في مناطق النزاع، حيث قدمت هذه الوحدة التدريب على قضايا حماية الطفل لأكثر من خمسة آلاف فرد من الجيش، بما في ذلك قضايا تجنيد الأطفال. ومع ذلك ، لم تظهر الحكومة جهودًا متزايدة بشكلٍ عام، مقارنةً بالفترة المشمولة في تقرير العام الماضي، حسب ما ورد في التقرير.

اقرأ/ي أيضًا: بعد أكثر من عام على الثورة.. لماذا تأخرت محاكمات رموز الإنقاذ؟

وكشف التقرير عن قيام قوات الدعم السريع بتجنيد أطفالٍ لفض اعتصام القيادة العامة السنة الماضية، حيث أشار لتقارير منظمات دولية بأن "قوات الدعم السريع في ظل الحكومة السابقة بقيادة المجلس العسكري، كانت قد جندت أطفالًأ في أيار/مايو 2019، لتفريق الحشود المناهضة للحكومة بالقوة في حزيران/يونيو 2019"، وأضاف أن المراقبين قد لاحظوا "أن القوات المسلحة الحكومية في ظل النظام السابق قامت بتجنيد واستخدام الجنود الأطفال من عام 2011 إلى عام 2017 وفي عام 2019". كما كشف عن إفادات مصادر بأن "مسؤولين فاسدين في قوات الدعم السريع استفادوا ماليًا من دورهم كحرس حدود وقاموا بدورٍ مباشرٍ في الاتجار بالبشر".

اقرأ/ي أيضًا: قاعدة مصرية في جنوب السودان أم بالونة اختبار تهدد مستقبل "الحلف الثلاثي"؟

وعرج التقرير للقوات السودانية المشاركة في حرب التحالف في اليمن، حيث أفاد بأن السعودية "دفعت مرتبات المجندين، وقامت بدعم وتدريب، وقيادة قوات الدعم السريع" المشاركة في الحرب. حيث تلقى ضباط مرتبطون بالدعم السريع رشاوٍ من العائلات "للسماح للقُصّر بالخدمة كمقاتلين في اليمن". وزقال التقرير أن ضباطًا سعوديين، دربوا ومارسوا السيطرة التكتيكية على بعض وحدات قوات الدعم السريع المشاركة في الحرب، وأن  الحكومة السعودية "قدمت رواتبًا وأزياءً رسمية، وأسلحةً وتدريبًا للمقاتلين السودانيين في اليمن، بما في ذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (14) و(17) عامًا".

التقرير: السلطات السودانية لم تبلغ عن تحديد أو إعادة دمج أي من الأطفال المجندين الذين قامت الأنظمة السابقة بتجنيدهم واستخدامهم في الحروب

وعلى الرغم من التقارير الموثوقة التي تفيد بأن الحكومة السودانية قد استخدمت  القُصّر في أدوارٍ قتالية، أوضح التقرير أن السلطات السودانية لم تبلغ عن تحديد أو إعادة دمج أي من الأطفال المجندين الذين قامت الأنظمة السابقة -الإنقاذ والمجلس العسكري- بتجنيدهم واستخدامهم في الحروب. ولكنه كشف عن تعاون الحكومة مع مراقبين دوليين في آب/أغسطس 2019، بتسهيل زيارات المراقبة والتحقق داخل ثكنات الدعم السريع ومرافق التدريب، وذلك لفحص وجود مجندين أطفال؛ ولم يتعرف الخبراء على أي طفلٍ من أصل (800) جندي قابلوهم.

مقاتل سوداني في اليمن

وكانت تقارير سابقة قد أوردت معلوماتٍ مشابهة، حيث أفاد تقرير الحكومة الأمريكية للعام 2019، عن قيام مسؤولين عسكريين حكوميين بتجنيد قصر قسرًا للعمل في أدوار قتالية، حيث جندوا وقدموا وثائق مزورة لهم للعمل كمقاتلين في اليمن.

وحسب تقرير العام 2019، فقد كشفت منظمات دولية، بأن عناصر القوات المسلحة السودانية اختطفت قصرًا بالقوة بغرض تجنيدهم في 2018. وقال إن وسائل إعلام ذكرت أن مسؤولين متواطئين مرتبطين بقوات الدعم السريع السودانية قاموا بتجنيد الأطفال وقدموا وثائق مزورة للقصر للعمل كمقاتلين في اليمن. وكانت قد منعت القوات العسكرية السودانية، دخول المراقبين إلى مناطق النزاع في دارفور، مما جعل التحقق من تجنيد الأطفال أكثر صعوبة.

اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان: فصيل مشار يهدد بالانسحاب من الحكومة بسبب بطء تنفيذ اتفاق السلام

الجدير بالذكر أن التقرير الجديد كان قد كشف أيضًا عن أن قوات عبد الواحد محمد نور المقاتلة في دارفور، كانت قد شاركت أيضًا في عمليات تجنيد قسري للأطفال، ودفعتهم لأداء أدوار قتالية في صفوف الحركة المسلحة المعارضة للنظام في الخرطوم.

نيويورك تايمز: قال خمسة مقاتلين عادوا من اليمن وآخر على وشك المغادرة، إن الأطفال يشكلون (20) في المائة على الأقل من وحداتهم. وقال اثنان آخران إن الأطفال كانوا أكثر من (40) في المائة.

وكانت نيويورك تايمز قد أجرت لقاءاتٍ مع مقاتلين من الدعم السريع في العام 2018، حيث كشف لها عدد من المجندين أن نسبة كبيرة من القوات المشاركة في اليمن هي من الأطفال، وأفاد بعض الجنود أنها تبلغ الـ(40) في المائة، بينما أفاد آخرون بأن نسبة الأطفال في صفوف القوات تبلغ حوالي الـ(20) في المائة من الذين يشاركون في أدوار قتالية في الحرب التي تشنها السعودية والإمارات في اليمن منذ العام 2015، ولا تزال تشارك فيها قوات عسكرية سودانية من القوات المسلحة والدعم السريع.

اقرأ/ي أيضًا

تقرير أوروبي: الإمارات والسعودية يجهزان حميدتي للحكم وأوروبا خذلت المدنيين

في تقرير جديد.. "المركز العربي" يسائل الثورة السودانية وتحديات الانتقال