30-مايو-2024
مجموعة من النساء والرجال يجلسون تحت الأشجار بعد مسيرة النزوح من مدينة الفاشر

تشهد المدينة حركة نزوح غير مسبوقة

أعربت منسقة الشؤون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي عن حزنها العميق للوضع الإنساني بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأكدت وقوع انتهاكات مروعة بحق المدنيين هناك.

كليمنتاين نكويتا سلامي: يتم منع العائلات، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، من مغادرة المدينة

وقالت سلامي في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن الأوضاع الإنسانية هي الضحية الأولى للحرب. والأنباء الواردة عن وقوع ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان مروِّعة. 

وأضافت: "يتم منع العائلات، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، من مغادرة المدينة بحثًا عن الأمان". وأشارت سلامي إلى أن الأمم المتحدة تتلقى مقلقة للغاية تفيد باستهداف أطراف النزاع للمرافق الطبية ومعسكرات النازحين والبنى التحتية المدنية الحيوية.

وتابعت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة: "تُركت أجزاء كثيرة من الفاشر بدون كهرباء أو مياه، كما أن نسبة متزايدة من السكان لديها وصول محدود للحصول على الضروريات الأساسية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية".

 ومنذ نشوب القتال بين الجيش والدعم السريع توقفت محطة الكهرباء التي كانت تقع تحت سيطرة الدعم السريع لأشهر طويلة. وأسرت هذه القوات بعض المهندسين الذين حاولوا صيانة المحطة الرئيسية، واختفى بعضهم قسرياً حتى اليوم.

كما يحصل سكان الفاشر على المياه من الشراء المباشر من عربات تقليدية تقطرها الدواب تجوب الأحياء السكنية بشكل شبه يومي نتيجة توقف المحطة الرئيسية، وسيطرة الدعم السريع على بعض المصادر الرئيسية للمياه.

ونوهت سلامي إلى أنه بعد عام من النزاع الوحشي، استنفدت العائلات مواردها الشحيحة، وتتآكل قدرتها على الصمود مع كل يوم من العنف.

 وشددت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة بمكتب السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي على تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، ودعت إلى اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.

وأردفت: "للحروب قواعد يجب على الجميع احترامها مهما كانت الظروف".

واتهم المواطنون الدعم السريع بإطلاق المدافع صوب الأحياء المأهولة بالمدنيين خاصة الجنوبية والغربية ووسط الفاشر التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة. بينما تقوم الدعم السريع بالقصف المدفعي باتخاذ المنطقة الشرقية ملاذاً للأعمال الحربية الخاصة بها.

والأسبوع الماضي توغلت الدعم السريع في مخيم نيفاشا وأبوشوك، وفر مئات النازحين هرباً من بطش هذه القوات إلى المناطق الجنوبية والغربية.

وتؤوي مدينة الفاشر نحو (1.5) مليون مدني بما في ذلك النازحين الذين وصلوا إلى المدينة نتيجة الصراعات المسلحة خلال السنوات الماضية، إلى جانب النازحين الجدد خلال الحرب التي تندلع بين الجيش والدعم السريع.

وتحالفت الحركات المسلحة مع القوات المسلحة لقتال الدعم السريع التي تهاجم الفاشر منذ شباط/فبراير الماضي بشكل متكرر. وتقول القوات المشتركة إنها تصدت لجميع الهجمات التي تشنها قوات الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي".