لم يجد الآلاف من سكان مخيم أبو شوك شمال مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور مفرًا سوى النزوح من المخيم إلى جنوب وغرب المدينة، عقب تغول الدعم السريع منذ مساء الأربعاء إلى المعسكر الذي يؤوي مئات الآلاف من النازحين.
يرى الفارون من مخيم أبو شوك أن الابتعاد من بطش الدعم السريع أولوية
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن الآلاف من النازحين في مخيم أبو شوك اضطروا إلى الخروج والتوجه نحو الجهة الجنوبية والغربية، الواقعة تحت سيطرة الجيش والحركات المسلحة للنجاة من بطش الدعم السريع.
وقال محمد إسماعيل أحد الفاعلين في غرف الطوارئ بالفاشر لـ"الترا سودان"، إن الآلاف من غالبية من سكان مخيم أبو شوك غادروا المعسكر اليوم الخميس، مستخدمين عربات الكارو والمشي على الأرجل في وضع إنساني سيء جدًا، و توجهوا جنوبًا وغربًا.
وشهدت الفاشر اليوم معارك عنيفة بين القوات المشتركة والدعم السريع شمال شرق المدينة، قرب مخيمات أبو شوك ونيفاشا وهما أكبر مخيمين في الولاية.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة الرائد أحمد حسين أدروب في تعميم صحفي الخميس، إن الدعم السريع نفذت خلال أسبوعين (37) هجمة عسكرية تصدت لها القوات المشتركة، وحينما شعرت باليأس أصبحت تهاجم المدنيين.
وأضاف: "بالنسبة للنازحين كان الأهم الابتعاد من مناطق سيطرة الدعم السريع، لأنها قد ترتكب انتهاكات بحقهم خاصة مع مقتل العشرات من المدنيين، على يد هذه القوات اليومين الماضيين في المخيم".
وتضم المخيمات في الفاشر نحو نصف مليون شخص، بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش التي أكدت وجود حرائق في الجهة الشرقية لمدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، كما أن بعض الجنود من هذه القوات شوهدوا جوار مواقع مشتعلة.
وقال إسماعيل إن الدعم السريع ارتكبت انتهاكات خطيرة بحق النازحين في معسكر أبو شوك، وتعرض بعض النازحين إلى القتل فيما تعرض البعض إلى إصابات بالغة.
وأكد إسماعيل أن قوات الدعم السريع توغلت إلى مخيم أبو شوك الأربعاء، وقامت بالاعتداء على النازحين بشكل علني مشيرًا إلى أن الوضع في الفاشر يحتاج إلى تنديد دولي بممارسات الدعم السريع، لأن الوضع إذا استمر بهذه الطريقة سترتكب هذه القوات جرائم بحق المدنيين، على حد تعبيره.
وقال إسماعيل إن القانون الدولي الإنساني يُجرم مهاجمة مراكز الإيواء ومراكز المدنيين، لكن الدعم السريع لا تكترث للمعاهدات الدولية، وتقتل المدنيين دون أن "يطرف لها جفن" موضحًا أن الآلاف الذين نزحوا من مخيم أبو شوك مسؤولية المجتمع الدولي والإقليمي.