20-مايو-2024
قصف عشوائي معسكر أبو شوك

فارغ المقذوفات في معسكر أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر (إكس)

أسفرت عمليات قصف عشوائي منذ الصباح الباكر من قبل قوات الدعم السريع على معسكر أبوشوك للنازحين، عن عدد من القتلى والجرحى. ويعد معسكر أبوشوك للنازحين أحد أكبر المعسكرات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تتزايد أعداد الفارين إليها على خلفية هجمات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها التي تطوق المدينة من عدة اتجاهات منذ أكثر من أسبوع.

ودارت معارك عنيفة في الجبهة الشرقية لمدينة الفاشر على خلفية محاولات لقوات الدعم السريع التوغل في منطقة الكهرباء والسوق المجاور، حيث تصدت الحركات المسلحة والجيش السوداني والمستنفرين من المدنيين للهجمات في معارك مطولة خلال الأسبوع الماضي.

ناشط من الفاشر: مليشيات الدعم السريع تقوم بعمليات قصف عشوائي على معسكر أبوشوك للنازحين منذ الصباح الباكر

وقال الناشط من مدينة الفاشر خالد عبدالحميد آدم لـ"الترا سودان"، إن "مليشيات الدعم السريع" تقوم بعمليات قصف عشوائي على معسكر أبوشوك للنازحين منذ الصباح الباكر، كما طال القصف منازل المواطنين بالقرب من المعسكر.

ويقول عبدالحميد إنه من الصعب تقدير أعداد القتلى والجرحى الآن، ولكن مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل أشارت إلى وجود عدد من الضحايا، بينهم أفراد أسرة واحدة وأطفال صغار. كما تحدثت المقاطع عن مصابين وسط المارة والمنازل المجاورة.

تشهد مدينة الفاشر تعبئة كبيرة وسط المدنيين للتصدي لهجمات الدعم السريع. بينما تقول هذه القوات إنها تعمل على حماية المدنيين. وشهدت مناطق في دارفور جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل قوات الدعم السريع، وقالت هيومن رايتس ووتش إنها تحصلت على أدلة على ارتكاب الدعم السريع جرائم تطهير عرقي في مناطق غرب دارفور، لا سيما الجنينة حاضرة الولاية.

تتحالف حركات مسلحة مع الجيش السوداني في السيطرة على مدينة الفاشر. وأبرز تلك الحركات حركة جيش تحرير السودان بقيادة حاكم الإقليم مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية الاتحادي جبريل إبراهيم. وفي الوقت ذاته، تقول تقارير وتصريحات لمسؤولين إن قوات الدعم السريع تستنفر قواعدها وما يطلق عليها "المليشيات العربية" للسيطرة على مدينة الفاشر، العاصمة الأخيرة في الإقليم التي ما تزال تحت سيطرة الحكومة السودانية القائمة في بورتسودان.

يمر إقليم دارفور بظروف إنسانية بالغة التعقيد فاقمتها الحرب الدائرة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعلى الرغم من ذلك، يُتهم طرفا الحرب بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. وكان حاكم الإقليم قد أعلن في آذار/مارس المنصرم عن عقده لاتفاق مع المنظمات الإنسانية العاملة في السودان، لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى دارفور عبر طريق الدبة في شمال السودان، ولكن قوات الدعم السريع أعلنت عدم اعترافها بأي اتفاقات يعقدها مناوي. وتسيطر هذه القوات على معظم الطرق الرئيسية في إقليم دارفور، وأربع عواصم من أصل خمس للولايات التي تشكل الإقليم الأكبر في السودان.

وفي السياق، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تصريحات صحفية، أمس الأحد، إن "جميع المشاكل" التي كانت تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى دارفور قد حُلت، خاصًا بالذكر ما وصفها بـ"الأمور المرتبطة بالإدارة". وعبر حاكم الإقليم عن أمله في أن يجد الأهل في دارفور المواد الضرورية عبر الحدود ومن الطرق الداخلية.

ثم أضاف: "لم يبق من الصعاب سوى وحشية الدعم السريع ورغبتها لتجويع الشعب الدارفوري الذي نًهب جميع ما يمتلكه، أدعوهم باحترام القانون الدولي والإنساني ليجد المواطن في دارفور ما ينقذه".

تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر قالت إن مليشيا الدعم السريع تواصل القصف العشوائي للأحياء السكنية والأسواق. وقالت إن بعض المقذوفات وقعت في حي مكركا دون أن تسبب أي خسائر في الأرواح، ولكن "حدثت إصابات بليغة". وأوضحت اللجان أن هناك سبع حالات وفاة بالسوق الكبير في الفاشر جراء القصف العشوائي، وإصابات متفاوتة.

وتصاحب عمليات الدعم السريع العسكرية، عمليات نهب واسعة وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وكان برنامج الأغذية العالمي قد اتهمها بنهب مخازنه أثناء اجتياح ولاية الجزيرة، والذي قال إنها كانت تحوي ما يكفي من الغذاء لأكثر من مليون شخص.

يذكر أن العديد من الجهات كانت قد حذرت من الهجمات على الفاشر، وعلى رأسها الأمم المتحدة والخارجية الأميركية وجهات إقليمية، ولكن تستمر الهجمات بالتزامن مع حركة نزوح كبيرة، وشح في المواد الغذائية جراء توقف الأسواق وسلاسل الإمداد.

معسكر أبوشوك للنازحين أنشئ شمال مدينة الفاشر في العام 2003، وذلك بالتزامن مع الحرب الأهلية في إقليم دارفور، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من (300) ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة. وتزايدت أعداد النازحين بالمعسكرات عقب اندلاع الحرب السودانية العام الماضي. واستضافت تشاد المجاورة للإقليم  أكثر من (500) ألف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع.