15-مايو-2024
نفير تأهيل مركز علاج الأطفال في الفاشر

النفير الشعبي لتأهيل مركز سيد الشهداء لعلاج الأطفال في مدينة الفاشر

أطلق ناشطون بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حملة لتأهيل مركز سيد الشهداء لعلاج الأطفال، وذلك على خلفية خروج مستشفى بابكر نهار للأطفال عن الخدمة جراء توسع الاشتباكات العنيفة ووصولها لمحيط المشفى الوحيد لعلاج الأطفال بالمدينة التي تعتبر مركز إقليم دارفور. كما دعت الجبهة الثورية لهدنة إنسانية بالفاشر تفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت أمس الأول، خروج مستشفى بابكر نهار للأطفال في الفاشر عن الخدمة. وقالت المنظمة في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن القوات المسلحة السودانية نفذت غارة جوية على بعد (50) مترًا من مستشفى بابكر نهار للأطفال الذي تدعمه أطباء بلا حدود في الفاشر بشمال دارفور. وأضافت: "أدى ذلك إلى انهيار السقف فوق وحدة العناية المركزة ووفاة طفلين كانا يتلقيان العلاج هناك، بالإضافة إلى وفاة أحد مقدمي الرعاية على الأقل".

أطلق ناشطون من الفاشر مناشدة لأهل المدينة للمشاركة في نفير لتأهيل مركز صحي سيد الشهداء ليكون بديلًا لمستشفى بابكر نهار للأطفال

ويعد مستشفى بابكر نهار أحد المستشفيات القليلة في السودان المتخصصة في علاج الأطفال التي استمرت في العمل رغم الحرب التي أكملت عامها الأول الشهر الماضي، مسفرة عن خسائر كبيرة في البنية التحتية، لا سيما قطاع الصحة. وكان مستشفى بابكر نهار يتلقى إحالات من جميع أنحاء إقليم دارفور طبقًا لمنظمة أطباء بلا حدود.

مبادرة لتأهيل مركز صحي سيد الشهداء

وعقب توقف المستشفى أطلق ناشطون من الفاشر مناشدة لأهل المدينة للمشاركة في نفير لتأهيل مركز صحي سيد الشهداء ليكون بديلًا لمستشفى بابكر نهار للأطفال، ولاستقبال الحالات الطارئة الأخرى من العمليات.

وقررت لجنة المركز الشروع في إضافة الجزء الشرقي من المركز، وبناء السور. وناشدت المواطنين للقدوم إلى المركز، ودعم النفير الشعبي بالمال والمساعدات العينية والمشاركة الشخصية، وتقديم الطعام والخدمات للمشاركين في النفير.

 

عضو لجنة إدارة مركز سيد الشهداء، خالد عبدالحميد آدم قال لـ"الترا سودان" إنه نسبة لخروج مستشفى بابكر نهار لطب الأطفال عن الخدمة، فقد اعتُمد مركز سيد الشهداء كمستشفى بديل، مشيرًا إلى أن الترميمات في مركز سيد الشهداء تجري على قد وساق لتأهيله كما يجب، وبمجهودات الشباب.

وأكد آدم أن مركز سيد الشهداء استقبل اليوم عددًا من الحالات، وفي نفس الوقت الترميمات أيضًا ما تزال مستمرة وفق النفير الشعبي المعروف في السودان.

وكانت قوات الدعم السريع قد ابتدرت هجومًا عنيفًا منذ الجمعة الماضية على مدينة الفاشر، واستمرت موجات المعارك الطاحنة والمطولة لساعات طوال النهار. وتعد الفاشر العاصمة الأخيرة في إقليم دارفور التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها في حركات الكفاح المسلح.

وقالت وكالة السودان للأنباء إنه قد قتل في المعارك الدائرة في مدينة الفاشر منذ الجمعة الماضية، (32) من المدنيين، وجرح (90) آخرين. واستقبل مستشفى الفاشر الجنوبي يوم أمس الثلاثاء، خمس حالات وفاة، وأكثر من (90) إصابة مختلفة "ناتجة عن القصف العشوائي وعمليات القنص التي نفذتها عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة ضد المدنيين"، بحسب تعبير الوكالة الرسمية التي تديرها الحكومة السودانية القائمة في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد.

هدنة إنسانية

وفي السياق، أعلنت الجبهة الثورية السودانية عن تقدمها بمقترح هدنة لثلاثة أيام في مدينة الفاشر، لفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج إلى مناطق محمية خارج المدينة التي تستمر فيها المعارك على الرغم من التحذيرات الدولية والأممية المتعددة من التصعيد.

وتعد الفاشر مركز العمليات الإنسانية في إقليم دارفور، وهي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من النازحين القدامى والجدد في معسكرات النزوح القائمة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 2003، فضلًا عن المدارس والمرافق الحكومية، في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد.

واقترحت الجبهة الثورية الهدنة الإنسانية بمدينة الفاشر في لقاء جمع رئيسها الهادي إدريس بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، والذي يقوم بجولة إقليمية قالت الخارجية الأمريكية إنها تهدف لإنهاء الحرب في السودان.

وتقول الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس، وحركة الطاهر حجر إنهم على موقف الحياد في الحرب الجارية في السودان بين الجيش والدعم السريع، فيما خرجت حركات دارفورية أخرى من موقف الحياد وانحازت للجيش السوداني، وعلى رأسها حركة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وحركة وزير المالية الاتحادي جبريل إبراهيم.

لقاء الهادي إدريس بالمبعوث الأمريكي في العاصمة الأوغندية كمبالا، تناول الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، وانطلاق المفاوضات في منبر جدة، فضلًا عن المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، المزمع انعقاده هذا الشهر، وسط أنباء عن تأجيله لوقت لاحق.

وطبقًا للناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد بحث اللقاء أيضًا الأوضاع في مدينة الفاشر، حيث تقدم رئيس الجبهة الثورية بمقترح فتح ممرات آمنة في ظل هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أيام تسمح بخروج المدنيين إلى مناطق محمية خارج مدينة الفاشر.

الوضع في الفاشر

وعلى الرغم من التحذيرات المتصاعدة والمتكررة من التصعيد في مدينة الفاشر، تواصل قوات الدعم السريع محاصرة المدينة. وكانت قيادة الدعم السريع قد اتهمت الحركات المسلحة والجيش بالالتفاف عليها ومهاجمة قواتها في الدفاعات المتقدمة بالقرب من الفاشر، ولكن مقاطع فيديو متداولة أظهرت تقدم هذه القوات المسنودة بالمليشيات إلى محطة الكهرباء داخل مدينة الفاشر، واستمرت موجات الهجمات من الاتجاه الشرقي والغربي في التصاعد.

تعد مدينة الفاشر ذات أهمية إستراتيجية لطرفي الحرب بما تمثله من ثقل سياسي ولوجستي في إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطقه

وتعد مدينة الفاشر ذات أهمية إستراتيجية لطرفي الحرب بما تمثله من ثقل سياسي ولوجستي في إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطقه، وسط اتهامات لها والمليشيات المتحالفة معها بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في الحرب الحالية، لا سيما في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة.

وكانت منظمات إنسانية قد حذرت من أوضاع مريرة في معسكرات النزوح القائمة في شمال دارفور وحاضرتها مدينة الفاشر، وقالت منظمة أطباء بلا حدود في وقت سابق، إن طفلًا واحدًا يموت كل ساعتين في معسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر جراء سوء التغذية والأمراض المرتبطة به.