28-فبراير-2023
مليونية ختام المهزلة في 28 فبراير

جانب من مليونية "ختام المهزلة" (تويتر)

شهدت أربع مدن بالعاصمة السودانية الخرطوم احتجاجات شعبية ضد الانقلاب العسكري، وطالبت بالحكم المدني وتحقيق العدالة في مقتل المتظاهرين، بينما منعت القوات الأمنية المواكب من عبور الجسور الرابطة بين الخرطوم وبحري وأم درمان وشرق النيل.

تمكن مئات المتظاهرين في "مليونية ختام المهزلة" في شرق النيل من عبور جسر المنشية إلى الخرطوم

وجاءت الاحتجاجات بدعوة من تنسيقيات لجان المقاومة في ولاية الخرطوم التي أطلقت عليها "مليونية ختام المهزلة"، وحددت مساراتها إلى القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم.

وتأتي الاحتجاجات بالتزامن مع تصريحات قادة الجيش بضرورة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. ومع تضمين هذا البند في الاتفاق الإطاري الموقع بين قوى مدنية والعسكريين في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي إلا أن المسألة تسببت في توترات بين طرفي المكون العسكري.

وتجمع المتظاهرون في الخرطوم في منطقة "باشدار" بالديوم الشرقية في الخرطوم، وتوجه الموكب نحو القصر، فيما اعترضت القوات الأمنية طريقه قرب محطة "شروني" لمنعه من العبور إلى محيط القصر الجمهوري، وأجبرته على التراجع تحت وابل من عبوات الغاز المسيل للدموع والملاحقات الأمنية.

https://t.me/ultrasudan

وقال شهود لـ"الترا سودان" إن السوق العربي تحول إلى "ثكنة عسكرية" بسبب الانتشار الأمني منذ وقت مبكر اليوم، مع تعزيزات أمنية حول محيط القصر إلى جانب الارتكازات وعربات الدفع الرباعي.

وعبر مئات المتظاهرين جسر المنشية من منطقة شرق النيل على الرغم من الانتشار الأمني في المنطقة، وقال شهود لـ"الترا سودان" إن موكب شرق النيل الذي كان يتوجه إلى بري انقسم إلى قسمين؛ لأن قوات الأمن منعت المئات من العبور وطاردتهم إلى الأحياء القريبة من الجسر ناحية شرق النيل.

وشوهد إطلاق عبوات الغاز بواسطة القوات الأمنية في أثناء مطاردة المتظاهرين في منطقة شرق النيل.

وأعلنت لجنة أطباء السودان "المركزية" عن ارتقاء روح شهيد بطلق ناري خلال مشاركته في مواكب "ختام المهزلة" بشرق النيل، ليرتفع عدد الشهداء منذ انقلاب البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 إلى (125) شهيدًا وشهيدة – بحسب تقارير اللجنة.

فيما تظاهر الآلاف في الخرطوم بحري شمالي العاصمة الخرطوم قرب محطة رئيسية للحافلات، وأظهروا تصميمًا على عبور جسر "المك نمر" الذي أغلقته القوات الأمنية منذ الصباح.

وقالت مروة التي شاركت في الاحتجاجات بالخرطوم بحري لـ"الترا سودان" إن الموكب الرئيسي دخل في عمليات كر وفر في محيط جسر "المك نمر" لأن القوات الأمنية انتشرت فوق الجسر وقربه انتشارًا مكثفًا – على حد وصفها.

وترى هذه الفتاة أن توسع رقعة الاحتجاجات اليوم يعني عدم يأس المتظاهرين من الوصول إلى أهداف الثورة بعد أربعة أعوام من اندلاع شرارتها في المدن السودانية.

جيش موحد وعدالة تطال قتلة المتظاهرين قبل سقوط المخلوع وبعده واقتصاد مستقر وعلاقات خارجية متوازنة تقوم على المصالح المشتركة وسلام مستدام في مناطق النزاعات واسترداد مليارات الدولارات من الأموال المنهوبة خلال ثلاثة عقود، هي المطالب الرئيسية التي صاغها المحتجون في ميثاق لا زال خاضعًا للنقاشات بين أعضاء لجان المقاومة في العاصمة والولايات.

وعلى الضفة الغربية من النيل الأبيض وفي محيط البرلمان، أجبرت قوات الأمنية المحتجين على التراجع من عبور جسر رئيسي يؤدي إلى وسط الخرطوم، وأطلقت عبوات مكثفة من الغاز المسيل للدموع – بحسب ما نقل شهود عيان لـ"الترا سودان".

مليونية 28 فبراير
متظاهرون في طريقهم إلى البرلمان في مليونية "ختام المهزلة" في أم درمان

وقالت لمى وهي فاعلة في لجان المقاومة في أم درمان لـ"الترا سودان": "أطلقوا علينا الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية لدرجة انعدام الرؤية، بينما كان المتظاهرون يتأهبون لعبور الجسر".

وأشارت إلى أن الموكب الرئيسي عاد إلى محيط البرلمان ووضع المتاريس في الشوارع الداخلية، بينما ردد المحتجون هتافات تدعو إلى إسقاط الانقلاب وتحقيق العدالة.