18-مايو-2021

(إذاعة صوت الثورة السودانية)

نشرت إذاعة صوت الثورة السودانية، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة ضافية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إثر عدوان الاحتلال، طالبت فيها "رفاق الثورة السودانية، والثوار والثائرات، والمجموعات الثورية، وكل من يلتزم بمبادئ الحرية والسلام والعدالة"، إلى "استنهاض قيم التضامن الشعبي المجربة من تاريخ المقاومة الممتد من تضامن الشعوب من حرب الاستقلال في الجزائر، إلى رفض نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وليس انتهاءً بتضامن الشعوب حول العالم مع الثورة السودانية والرفض العالمي لجريمة مجزرة فض الاعتصام"، لتوثيق ورفض جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولشحذ همم الشعوب والضغط على الحكومات لإنقاذ الفلسطينيين تحت الاحتلال من آلة التطهير العرقي الموجهة ضد أرضهم و حيواتهم، و لوقف كافة أشكال الدعم والتطبيع والتواطؤ مع الكيان المحتل.

دعت الرسالة الثوار والثائرات إلى إظهار كافة أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد وحشية الاحتلال

ووصفت الرسالة التي نالت حظها من الرواج على منصات التواصل الاجتماعي، دولة الاحتلال بـ"المستعمرة الاستيطانية" وقالت إن ما يتعرض الفلسطينيون في حي الشيخ جراح بمدينة القدس وفي غزة وغيرها من مدن فلسطين المحتلة لمحاولات إخلاء واعتداءات وصلت مرحلة القصف الوحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن وصفه بأقل من "جرائم التطهير العرقي". مشيرة إلى أن هذه الجرائم، تأتي "كامتداد طبيعي لوضع الاحتلال الاستيطاني المجرم القائم بأرض فلسطين". مشيرة إلى أن إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وتدعم وجودها بتدعيم علاقتها مع دكتاتوريات المنطقة وغيرها من القوى العالمية الجشعة ذات المصالح المخالفة لمبدأ العدالة، بحسب ما ورد في الرسالة.

اقرأ/ي أيضًا: ناشطون يطلقون دعوة لوقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية بالخرطوم

وأوضحت الرسالة المفتوحة، أنه قد مر على السودان نظام سابق استخدم القضية الفلسطينية كخدعة دعائية رخيصة لجمع الجماهير حوله، مستغلًا توقها لتحقيق العدالة والاستقلال للشعب الفلسطيني. حيث استغل النظام السابق قضية القدس في حشد المسيرات، بينما كان ينفذ على السودانيين أجندات تطهير عرقي مشابهة لأجندات الاحتلال في إفرازها لمعسكرات المهجرين واللاجئين كما مستوطنات الاحتلال ومناطقه المغلقة. 

وقالت: "يمر علينا اليوم نظام حكم جديد في مظهره، مكرر في سياساته وأجندته. حيث يستخدم هذا النظام التطبيع مع الاحتلال كصك ولاء لأحلاف الدائنين الإقليميين والعالميين. لن ننسى هذه الأحلاف التي تساهم حكومتنا الحالية في تدعيمها، تلك الأحلاف التي دفعت بالسودان نحو التطبيع وتطبيق سياسات اقتصادية قاتلة لأغلبية السودانيين لا تنفع سوى المستثمرين الأجانب وكبار رجال الأعمال، هي ذات الأحلاف التي دعمت المجلس العسكري في جرائمه التي لم تقتصر على مجزرة القيادة العامة". وزادت بالقول: "إن تعضيد هذا الحلف التطبيعي الاستعماري في المنطقة يشكل خطرًا على أي احتمالات لتحقيق أهداف الثورة في السودان. لذلك نحن نعلم أن نضالنا لتحقيق الحلم الثوري في السودان و نضال الفلسطينيين من أجل إزالة الاحتلال عن أراضيهم يواجهان عدوًا واحدًا".

 

 

وأشارت الرسالة إلى إعلان الحكومة الانتقالية في بدايات هذا العام التطبيع مع نظام الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل "بعيدًا عن الشعب وداخل الغرف المغلقة عبر التعطيل والتحايل على الأجهزة التشريعية -صمام الأمان لعملية الانتقال الديمقراطي". ومضت بالقول: "شهدنا كيف أدت هذه الأبواب مباشرة إلى مزالق الزيارات المتبادلة للأجهزة الأمنية بين مجلسنا العسكري القاتل وسلطة الاحتلال. كما أدت إلى إعادة اللاجئين السودانيين في الأراضي الفلسطينية إلى السودان عنوة". 

اقرأ/ي أيضًا: الشيوعي السوداني ينتقد مواقف أحزاب الحكومة من التطبيع والعدوان على غزة

واتهمت الرسالة "الطبقة الحاكمة السودانية" بأنها تعمل على "إقناعنا أن خيانة مبادئ العدالة والتطبيع مع الاحتلال سيعودان علينا بالمنفعة الاقتصادية، إلا أننا نعلم أن هذه المخططات مثلها مثل غيرها من أشكال التعاون مع الاستثمار الأجنبي لن تعود بالفائدة إلا على كبار رجال الأعمال وفاسدي الدولة ومن التف حولهم من المجموعات التي ربطت مصالحها باستنزاف الشعب السوداني". وأعلنت أن جماهير السودانيين لن يجدوا من هذه المساعي سوى سلب أراضيهم ومواردهم وزيادة العنف الاقتصادي الموجه ضدهم. ووعود الاستثمارات الزراعية التي لا تعدو سوى أنها منفذ لأموال الخليج المتلهفة لتسهيل هيمنتها على موارد الشعب السوداني من الأراضي و الزراعية.

إذاعة صوت الثورة السودانية: نوجه رسالتنا لمن يشاركوننا الحق والمصلحة في التصدي للمصالح الاستعمارية

وقالت الرسالة التي طالبت إذاعة صوت الثورة السودانية بنسخها وتداولها على الوسائط: "إن الواقع الماثل أمامنا غير خافٍ على أحد فيما يتعلق بعمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية لصالح الاستثمار الخليجي كمشاريع الراجحي في ولايتي نهر النيل والشمالية بمساحة أكثر من (400) ألف فدان ومشروع أمطار بالولاية الشمالية بمساحة أكثر من (120) ألف فدان وغيرها من الاستثمارات التركية والكويتية في شرق السودان". وقالت إن هذه الاستثمارات التي وصفتها بـ"الاستعمارية"، ستتوحش وتتمدد بعون التقنيات الإسرائيلية وسيواجَه المحتجون من أصحاب الحق بأجهزة عنف الدولة التي تحمل السلاح و التدريب الإسرائيلي. وأردفت: "لن نستغرب إن وصل بنا الحال لوضع يشابه وضع الكونغو القريبة، حيث يحمي الرئيس مليشيا خاصة مدربة ومجهزة من قبل الإسرائيليين تعمل على استمرار حكمه وتعطيل أي تحول ديمقراطي بالبلاد".

وأعلنت الرسالة، أنه لا يلي السودانيون من التطبيع سوى تعزيز قدرات عنف الدولة الموجه ضد الأقليات المستضعفة والعمال وكل صاحب حق يقف ضد هذه المصالح الاستعمارية.

وأوضحت رسالة إذاعة صوت الثورة السودانية، أنهم لا يوجهون رسالتهم لأي من المجموعات التي تتفق مصالحها مع مصالح الاحتلال، وضمن ذلك مكونات الحكومة والمستثمرين المتلهفين لأموال الاحتلال ومن التف حولهم من المجموعات "التي ربطت مصالحها باستنزاف الشعب السوداني واحتلال أراضي الشعب الفلسطيني". قائلة إنه لا جدوى من مخاطبة المجرمين عن أجرامهم؛ "بل نوجه رسالتنا بالمقابل إلى جموع الثوار المتمسكين بإعادة صياغة الدولة السودانية بما يحقق مبادئ العدالة الاقتصادية والاجتماعية، من يشاركوننا الحق والمصلحة في التصدي لهذا الحلف وتلك المصالح الاستعمارية. فأي تغيير في سياسات وتوجه هذه الحكومة نحو القضية الفلسطينية لن يأتي سوى نتيجة للضغط الشعبي عبر المنصات و الأشكال المختلفة".

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي.. استقالة رئيس جمعية سودانية تدعم التطبيع

وشددت الرسالة على أن السودان قد سيق إلى التطبيع ضمن عملية ابتزازية واضحة مقابل السماح باعادة إدخال رؤوس الأموال السودانية إلى السوق العالمي. وضغطت الدول ممثلة النظام العالمي في المنطقة على السودان نحو التطبيع مع الاحتلال بشتى الطرق الملتوية التي لم تقتصر فقط على تبادل الزيارات المشبوهة. فالسودان كبوابة تربط أفريقيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال القارة بجنوبها يشكل حلقة هامة في مسلسل تمدد رؤوس الأموال العالمية واستنزافها لموارد السكان الأصليين في الإقليم. ومن هنا تأتي أهمية الصوت السوداني الثوري الرافض للتطبيع من كونه العقبة الأكبر أمام تمدد مشاريع الاستعمار الجديد، على حد قولها.

تضامن الفلسطينيون مع الشعب السوداني إبان الثورة السودانية (إذاعة صوت الثورة السودانية)
تضامن الفلسطينيون مع الشعب السوداني إبان الثورة السودانية (إذاعة صوت الثورة السودانية)

ونادت الرسالة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، موضحة أن التاريخ السوداني القريب يعلمنا أن التضامن الشعبي العابر للحدود يوحد جماهير المظلومين حول مصالحها المباشرة والتصدي لمعاركها الاستراتيجية ضد المخطط الامبريالي في كامل محيطنا.

 التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع سكان حي الشيخ الجراح يأتي امتدادًا للإرث السوداني الثوري

وعرّجت الرسالة لقصف الاحتلال قطاع غزة، وسقوط المئات من الضحايا ما بين شهيد وجريح، وتهديد جيش الاحتلال بالاجتياح البري لقطاع غزة بغرض تهجير العائلات الفلسطينية من منازلها وتسليمها للمستوطنين، بينما تقصف "إسرائيل" بيوتًا عديدة وتطلق غارات مكثفة سقط ضحيتها عائلاتٌ بأكملها والعديد من الأطفال، مع استمرار التهديد بتوسِّع العملية وتكثيف العدوان.

وخاطبت الرسالة "رفاق الثورة السودانية والثوار والثائرات" بأن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع سكان حي الشيخ الجراح، يأتي امتدادًا للإرث السوداني الثوري الممتد من مقاومة الشعب السوداني للاستعمار، فضلًا عن تضامن الشعوب التي التواقة للحرية والعدالة. 

ومضت الرسالة بالقول، إن التضامن السوداني سيأتي كجزء أصيل من الصوت العالمي الرافض للاحتلال الإسرائيلي حاليًا من الأفراد والمجموعات الشعبية والمنظمات والمؤسسات المؤمنة بمبادئ العدالة وحق الشعب الفلسطيني في أرضه. في إشارة للحراك العالمي لنصرة حق الفلسطينيين في الحياة، مثل النقابات البريطانية، والدعوة الموحدة في الأردن والتي تشمل النقابات والأحزاب السياسية ومبادرات المجتمع المدني، والاتحاد العام للطلبة التونسيين والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية من تورنتو إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا، وحركة "عمال بلا أرض البرازيلية" وغيرها من أشكال الحراك الشعبي عبر العالم.

ونوهت الرسالة إلى أن هذا التضامن، يأتي استجابة لنداء الفلسطينيين تحت الاحتلال في لفت انتباه العالم لجرائم الاحتلال ورفضها عبر الإعلام البديل والصوت الشعبي. ونجاح الضغط الشعبي الثوري حول العالم في الضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي مما أجبرهم على تأجيل تنفيذ عمليات إخلاء سكان شيخ الجراح وسرقة منازلهم ومن ثم إلى تصعيد وتيرة العنف بقصف المدن الفلسطينية. مبينة أن "هذه الاستراتيجية المكررة للاحتلال مبنية على اعتقادهم بضعف إرادة المقاومة وقصر نفسها بحيث تتراجع عن دعم القضية بعد فترة مفسحة المجال لجرائم الاحتلال".

اقرأ/ي أيضًا: صور| تشييع مهيب لشهيد ذكرى فض الاعتصام

وشددت على أن الواجب الثوري "يحتم علينا استخدام كل منصاتنا أفرادًا ومجموعات لتوثيق ورفض جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولشحذ همم الشعوب والضغط على الحكومات لإنقاذ الفلسطينيين تحت الاحتلال من آلة التطهير العرقي الموجهة ضد أرضهم و حيواتهم، ولوقف كافة أشكال الدعم والتطبيع والتواطؤ مع الكيان المحتل". حيث فصّلت أشكال التضامن في الآتي:

  • جميع أشكال التظاهر السلمي دعمًا للقضية الفلسطينية.
  • نشر اخبار الشيخ جراح، غزة، والنضال الفلسطيني عمومًا التي يتعامى عنها الإعلام الرسمي.
  • المشاركة في "هاشتاقات" وحملات دعم القضية الفلسطينية في صفحات التواصل الاجتماعي ومن ضمنها "انقذوا الشيخ جراح" "غزة تحت القصف" "FreePalastine".
  • نشر هذه الرسالة المفتوحة والدعوة لتفعيل التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية بين الثوريات والثوريين السودانيين باستخدام الهاشتاق "سودانيون ضد التطبيع".

الطريق نحو تحقيق الحرية والسلام والعدالة يتطلب تحطيم شبكات المصالح الاستعمارية ومخططاتها التطبيعية

وختمت إذاعة صوت الثورة السودانية الرسالة المفتوحة بالقول: "يتصاعد دفاع الفلسطينيين عن أرضهم وحقهم في الوجود في هذه الأيام بما يبشر ببوادر انتفاضة ثالثة. ونحن نعلم أن طريقنا نحو تحقيق الحرية والسلام والعدالة يتطلب تحطيم شبكات المصالح الاستعمارية ومخططاتها التطبيعية". فكما تستند الأنظمة العالمية على بعضها في مقاومة التغيير الثوري، تستند الشعوب على بعضها في تحقيق أهداف ثوراتها. فالحدود تراب والنضال واحد، و تضامننا -كما ثورتنا- مستمر".

اقرأ/ي أيضًا

مطالب بإعادة "قانون مقاطعة إسرائيل" على خلفية العدوان الإسرائيلي على القدس

السودان يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني