عبر الحزب الشيوعي السوداني عن أسفه لعدم إظهار حزب الأمة موقفًا واضحًا من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني رغم مواقف زعيمي الحزب الراحلين ورئيسي الوزراء السابقين محمد أحمد المحجوب والصادق المهدي، مشيرًا إلى أن أحزاب القومية العربية المشاركة في الحكومة الانتقالية والتي عرفت بالنضال ضد الكيان الصهيوني أظهرت مواقف ضعيفة حيال التضامن مع الشعب الفلسطيني، سيما في الإبادة الجماعية التي تنفذها تل أبيب بشأن المدنيين في القدس وغزة وبقية المدن.
الحزب الشيوعي السوداني: ما يحدث في المدن الفلسطينية والقدس إبادة جماعية والسودان مطالب بالتراجع عن التطبيع
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني فتحي فضل في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في غزة والقدس منطلقة من سياسة التهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح، وتتطلب تضامنًا سودانيًا من القوى التي تؤمن بالديمقراطية للضغط على الحكومة الانتقالية التي تتعرض إلى ضغوط أميركية ودول عربية وصفها بالرجعية.
اقرأ/ي أيضًا: ناشطون يطلقون دعوة لوقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية بالخرطوم
وتابع فضل: "الانتفاضة بدأت ضد تهويد القدس والمدن الفلسطينية والخط الأخضر، وضد آلة الدمار الإسرائيلية التي تنفذ عملية تطهير غير مسبوقة بقتل (200) شهيد بينهم (60) طفلًا و(30) امرأة".
واتهم متحدث الحزب الشيوعي السوداني فتحي فضل، إسرائيل بتدمير البنية التحتية في غزة لضرب المقاومة وشل قدرة الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني استخدم سلاح الطيران والهجوم الأرضي على مدنيين.
وأضاف: "الحزب الشيوعي يحيي صمود الشعب الفلسطيني ويستنكر تصرف السلطات السودانية التي تتخاذل في إظهار موقفها حيال هذه الجرائم ضد الإنسانية".
ودعا فضل الحكومة السودانية إلى التراجع عن كافة الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وصولًا إلى إلغاء سلام إبراهام وإعادة الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاث منذ العام 1967.
وقال فتحي فضل إن العلاقة بين السودان وإسرائيل جاءت على خلفية سلطة انتقالية تحالفت مع المكون العسكري وقوى النظام البائد وأحزاب الهبوط الناعم، داعيًا حزب الأمة إلى إظهار موقف قوي وهو يتولى وزارة الخارجية السودانية.
وأشار فضل إلى أن الحكومات السودانية الديمقراطية عرفت بمواقف قوية مع الشعب الفلسطيني منذ سنوات، ويجب إحياءها من جديد بدلًا من الخذلان في الوقت الراهن.
فتحي فضل: موقف حزب الأمة الحالي من التطبيع وإدانة العدوان على الفلسطينيين على عكس مواقف زعمائه في السابق
وأردف فضل: "عودنا حزب الأمة في عهد محمد أحمد المحجوب والصادق المهدي بإعلان موقف قوي تجاه القضية الفلسطينية ورفض التطبيع، لكن موقف حزب الأمة الحالي عكس مواقف زعمائه في السابق".
وانتقد متحدث الحزب الشيوعي فتحي فضل موقف أحزاب البعث والأحزاب القومية العربية المشاركة في الحكومة الانتقالية، وقال إنها رغم مناهضتها للكيان الصهيوني لم تعلن عن موقفها من قضية تطبيع الحكومة الانتقالية مع إسرائيل.
وأجرت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي السبت 15 أيار/مايو 2021 اتصالات هاتفية بوزير خارجية الجمهورية التركية مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية شاه محمود قريشي، وذلك في إطار توحيد الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع بالأراضي الفلسطينية.
ووقع السودان على الاتفاقية الإبراهيمية في يناير/كانون 2021، والتي بموجبها انخرط في بناء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل برعاية أميركية. وزار مسؤولون إسرائيليون العاصمة السودانية هذا العام وعقدوا لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وتقول الحكومة السودانية إنها تعرضت إلى ضغوط أميركية للانخراط في علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، شرطًا لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
ويرى المحلل السياسي حسام علي في تصريح لـ"الترا سودان"، أن السودان مضى خطوات لبناء علاقات مع إسرائيل لكنها لم تكتمل لأن السلطة الانتقالية مترددة حيال هذا الأمر على الأقل إعلانه للرأي العام، بينما تدير الملف بشكل غامض وسري.
ويعتقد حسام علي، أن الحكومة الانتقالية لا تستطيع إدانة إسرائيل في هجومها على المدن الفلسطينية والقدس، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتعامل مع الخرطوم بغير ندية لأن البلاد تعاني من ضائقة اقتصادية وصعوبات عديدة ويعلم جيدًا ضعف السلطة الانتقالية.
اقرأ/ي أيضًا: النيابة العامة تتسلم المتهمين في أحداث ذكرى مجزرة فض الاعتصام
واستبعد حسام علي اصدار الحكومة السودانية أي موقف يدين تل أبيب، مشيرًا إلى أن تحركات وزيرة الخارجية مريم الصادق بالاتصالات مع تركيا تأتي في إطار رفع الحرج عن حزبها الرافض للتطبيع بينما تتولى مريم الصادق وزارة الخارجية وهي جهة حكومية معنية بالإعلان عن موقف بلادها حول العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد المدنيين العزل في المدن الفلسطينية والقدس.
نفى مسؤول في مجلس السيادة حدوث تطبيع كامل بين الخرطوم وتل أبيب
من جهته أكد مسؤول بمجلس السيادة الانتقالي في تصريح لـ"الترا سودان"، أن موقف السودان واضح من القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يتخلى عن مواقفه السابقة. موضحًا أن الخرطوم تعمل ضمن المبادرة العربية لتهدئة الوضع في القدس وغزة.
وأردف: "لم يصل السودان مرحلة التطبيع الكامل مع إسرائيل، وهناك خطوات لم تنفذ حتى الآن ولا يمكن القفز على المراحل".
اقرأ/ي أيضًا
منظمة تشرع في تنفيذ وصية السيدة السودانية التي قضت عطشًا بالصحراء الليبية
وزيرة الخارجية تبحث مع نظيريها التركي والباكستاني تهدئة الأوضاع في فلسطين