17-أكتوبر-2019

جانب من الاحتجاجات المطالبية لمقاتلي الدفاع الشعبي (أخبار السودان اليوم)

الترا سودان: فريق التحرير

على خلفية مطالب توفيق الأوضاع ورد الحقوق إلى "أسر الشهداء" من "مقاتلي ومجاهدي قوات الدفاع الشعبي" في السودان تجمّع العشرات من المقاتلين السابقين، في ولاية غرب كردفان الإثنين الماضي وأغلقوا طريقًا رئيسيًا احتجاجًا على تجاهلهم من قبل الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة على وجه الخصوص.

تشكلت هذه القوات مع مليشيات أخرى من عناصر التنظيم الحاكم، إلى جانب عمليات التجنيد الإجبارية التي تمت أبان حكم البشير

من هي قوات الدفاع الشعبي

قوات الدفاع الشعبي تكونت في العام 1990 بعد أشهر من انقلاب الرئيس المخلوع عمر البشير على الديمقراطية في البلاد، لتشكل سندًا للقوات المسلحة في الحرب الأهلية بجنوب السودان، بعد أن عدّ النظام وقتها الحرب في جنوب البلاد حربًا دينية وأن من يقتل من طرفه فيها فهو شهيد. وتشكلت هذه القوات مع مليشيات أخرى من عناصر التنظيم الحاكم، إلى جانب عمليات التجنيد الإجبارية التي تمت إبان حكم عمر البشير، وتم الدفع بالمجندين الذين يلقى القبض عليهم من الشوارع وإرسالهم إلى القتال في جنوب البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: اللجان التمهيدية لاستعادة النقابات.. خطوات صحيحة وتحديات ضخمة

ورفع المحتجون الذين أغلقوا شارعًا رئيسًا في ولاية غرب كردفان عند منطقة الفولة، شعارات مطلبية تتمثل في استيعابهم في القوات النظامية وتعويضهم عن القتال في صفوف النظام البائد وغيرها من المطالب.

وطوال الثلاثين عامًا التي ظلت فيها هذه المليشيا يرعاها التنظيم الحاكم في البلاد، ارتبطت بمصالح مباشرة، وكان من المعلوم أن الطريق إلى أعلى مراتب الخدمة المدنية والوصول للمواقع القيادية في الحكومة، ورئاسة الشركات وحيازة ورؤوس الأموال لا بد له أن يمر عبر بوابة "الجهاد".

ولخص بيان اللجنة العليا لاسترداد حقوق "مجاهدي" ولاية غرب كردفان، مطالب المحتجين في تسوية الحقوق المالية لأسر "الشهداء والجرحى" التابعين للدفاع الشعبي واستيعاب من يرغب منهم في الأجهزة النظامية الأخرى. وأشار البيان الذي اطلعت عليه "الترا سودان" إلى أن المطالب تتضمن "دمج المقاتلين الذين يقدر عددهم ب (٤٥) ألفًا بغرب كردفان الذين ليست لديهم الرغبة في العمل العسكري، في المجتمع عبر تمليكهم مشروعات إنتاجية ذات جدوى اقتصادية، وتوفير وظائف لهم في شركات البترول، وتوزيع المشروعات التنموية بعدالة وفق دخل الولايات".

قرارات بتصفية مؤسسات النظام القديم

وإبان رئاسته للمجلس العسكري قبل أن يتحول أعضاؤه بموجب الوثيقة الدستورية إلى أعضاء في المجلس السيادي، قال الفريق عبد الفتاح البرهان في مقابلة مع تلفزيون السودان يوم ٢١ نيسان/ابريل الفائت "العديد من المؤسسات تشكلت على أهواء مسؤولي النظام السابق وبها فساد معلوم، لكن نحن بدأنا بأنفسنا في القوات المسلحة وألغينا منسقية الدفاع الشعبي ومنظمة الشهيد والهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة، وتؤول أصول هذه المؤسسات إلى القوات المسلحة".

وتبع ذلك القرار، إصدار بنك السودان المركزي، توجيهات صارمة لجميع المصارف بالبلاد بتجميد جميع الحسابات المصرفية بالجنيه السوداني والنقد الأجنبي داخل وخارج البلاد، لقوات الدفاع الشعبي، والشرطة الشعبية، ومنسقية الخدمة الوطنية، ومنظمة الشهيد، والهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة.

اقرأ/ي أيضًا: طلب لرفع الحصانة عن عسكريي السيادي يثير الجدل في السودان

فرحة في أوساط أنصار النظام البائد

كان لافتًا احتفاء أنصار النظام البائد بخطوة الاحتجاج التي نفذها مقاتلو الدفاع الشعبي في ولاية غرب كردفان، وضجت صفحات منسوبي الحركة الإسلامية في السودان على مواقع التواصل الاجتماعي تهليلًا للأمر، إذ بمثل ما فُرضت عليهم حكومة تشاركها العسكر مع المدنيين، يمكنهم المقاومة مدنيًا وعسكريًا عبر خطوة "مجاهدي" الدفاع الشعبي وغيرها من مليشيات النظام السابق.

ومن غرب كردفان، انتقلت ذات المطالب إلى شمالها حيث رفعت مجموعة من مجاهدي ولاية شمال كردفان، مذكرة معنونة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية باسم سبعة آلاف من مقاتلي الدفاع الشعبي، تطالب بحفظ "حقوق المجاهدين الذين قدموا التضحيات خلال مسيرة ثلاثين عامًا دون انقطاع، وقد فاتهم ما فاتهم من اللحاق بركب أندادهم الذين استكانوا لزخارف الملكية ورفلوا في دعة الحياة المدنية".

وطالبت المذكرة التي اطلع عليها "الترا سودان" باستيعاب المجاهدين الاستيعاب المرضي الذي يتفق ومؤهلاتهم وقدراتهم وتضحياتهم في المؤسسات العسكرية، أو المدنية وإدماجهم في مناشط الحياة العامة، باستيعابهم في مشروعات إنتاجية عبر آلية واضحة المهام والاختصاصات؛ ودعت المذكرة التي أمهلت القوات المسلحة أسبوعًا للرد عليها إلى الاستنفار الشامل في الولاية.

اقرأ/ي أيضًا: "شطاية".. قرية دارفورية عانت الرعب والدمار على أيدي "الجنجويد"

تزامنت تلك التحركات لمليشيا رعاها النظام السابق في إقليم كردفان، مع مفاوضات سلام بدأت أعملها بمدينة جوبا في جنوب السودان الاثنين الفائت

وتزامنت تلك التحركات لمليشيا رعاها النظام السابق في إقليم كردفان، مع مفاوضات سلام بدأت أعمالها بمدينة جوبا في جنوب السودان الإثنين الفائت، سيما وأن الولاية يتمركز فيها أكبر جيش للحركة الشعبية شمال بقادة عبد العزيز الحلو، وظل يقاتل الحكومة السودانية منذ العام ٢٠١١ وتخضع أراض واسعة في الإقليم لسيطرته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في يومها الثالث.. الشعبية-شمال تنسحب من مفاوضات السلام

مباحثات السلام السودانية تدخل لحظات حاسمة