عادت قطوعات الكهرباء منتصف هذا الأسبوع بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في السودان، ويقضي المواطنون ساعات الصوم في درجات حرارة عالية.
السؤال المتداول يوميًا في مراكز الإيواء داخل السودان: متى تتوقف الحرب؟
في مدينة كسلا الواقعة شرق البلاد، ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ واقتربت من (40) درجة مئوية، فيما يقضي المواطنون ساعات طويلة خلال فترات الظهيرة من الصوم والظروف المعيشية البالغة التعقيد.
وقالت يسرى التي تقيم وسط مدينة كسلا، لـ"الترا سودان"، إن القطوعات في الإمداد الكهربائي عادت مع بداية رمضان بسبب الاستهلاك المتزايد خلال ساعات الصوم. وقالت إن بعض المواطنين اتجهوا إلى شراء الطاقة الشمسية على الرغم من التكلفة العالية والتي تصل إلى (2500) دولار.
وتقول يسرى إن الوضع المعيشي يتفاقم مع ارتفاع سعر الصرف، وفي ظل استمرار قطوعات الكهرباء لا شيء هنا يدعو إلى التفاؤل؛ الناس يصومون وهم يعانون من انعدام ضروريات الحياة.
أما في مدينة عطبرة، يحاول متطوعون تغطية الوجبات اليومية خلال الإفطار بمراكز الإيواء في المدينة، والتي زادت أعدادها عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة.
قال حسان، وهو أحد المتطوعين وسط مدينة عطبرة، إن سكان المدينة والعديد من الجهات تساعد مراكز الإيواء إلى جانب وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية، لكن الحاجة إلى تأمين الغذاء لعشرات الآلاف تتطلب قدرًا كبيرًا من التمويل.
ويضيف حسان: "الناس هنا يشعرون بعدم الأمل؛ الحياة قاسية جدًا في مراكز الإيواء. نحن نتحدث عن وجودهم هنا منذ (11) شهرًا، والحرب لا تتوقف، هذا سؤال نواجهه يوميًا".
يقدر عدد النازحين إلى ولاية نهر النيل، وتعد عطبرة من أكبر مدنها، وتضم مقر الحكومة المحلية، بـ(700) ألف نازح منذ بداية القتال بين الجيش والدعم السريع منتصف نيسان/أبريل الماضي.
لم يخطط السودانيون الذين تأثروا بالحرب للبدائل قبل هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة التي اتخذوا من مدنها وقراها مواقع مؤقتة للبقاء بمعزل عن الحرب والبحث عن فرص ضئيلة من العمل أو الاعتماد على عملية التكافل الاجتماعية المعروفة بين السودانيين في مثل هذه الظروف.
يقيم النازحون في ظروف إنسانية يصفها العاملون في المجال الطوعي بأنها "سيئة"، وبعضهم يقيم في موقع لا يحجبه أي شيء من أشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة نهارًا، أو البرد القارص ليلًا.
وتصنف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في السودان بأنه الاسوأ في العالم، ومع ذلك هناك تحرك بطيء نحو معالجته وفقًا للخبراء في هذا المجال، وذلك لشح التمويل الدولي إلى أقل من (40)% إلى جانب عدم وجود ضغوط كافية على طرفي النزاع لفتح الممرات الآمنة.
وفي محاولة لإعادة الملف السوداني إلى الواجهة، قررت فرنسا تنظيم مؤتمر إنساني الشهر القادم في باريس، لحشد الدعم المالي للاحتياجات الإنسانية. فيما يبدو أن عدم تنفيذ الجيش والدعم السريع للهدنة المعلنة من مجلس الأمن الدولي سيلقي بظلاله على هذا المؤتمر.