11-مارس-2024
رجال يمشون في طريق

تستمر المعارك في العاصمة الخرطوم منذ منتصف نيسان/أبريل المنصرم (Getty)

استقبل السودانيون شهر رمضان، اليوم الإثنين، بلا هدنة للمعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع. ووفقًا لشهود عيان من العاصمة الخرطوم، فإنه مع حلول الساعات الأولى من الصيام استمرت الأوضاع كما هي في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.

لم تدخل الهدنة التي دعا إليها مجلس الأمن بمناسبة شهر رمضان حيز التنفيذ 

وكانت قوات الدعم السريع رحبت بالهدنة التي دعا إليها مجلس الأمن الدولي الجمعة، وهو قرار غير ملزم للطرفين المتحاربين في السودان، ويقع ضمن البروتوكول الاختياري الخاص بحماية المدنيين.

بالمقابل توعدت منصات موالية للدعم السريع في (إكس - تويتر سابقًا)، بالرد الحاسم على الجيش خلال شهر رمضان، واستعادة المواقع التي استردتها القوات المسلحة الأسابيع الماضية في أم درمان.

وكان مساعد القائد العام للجيش، الفريق ركن ياسر العطا، قد رفض الدخول في هدنة مع قوات الدعم السريع بناء على قرار مجلس الأمن الدولي، واشترط انسحاب هذه القوات من الولايات التي سيطرت عليها، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وإعادة المنهوبات والمثول أمام العدالة.

"مدثر" الذي يقيم في الثورة أم درمان، في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش، قال إن المظاهر العامة لا تشير إلى وجود هدنة، ولم تقم الممرات الآمنة، ولم يتم الإعلان عنها بصورة رسمية من الطرفين؛ بالتالي لا يمكن استغلال الهدنة التي هدفها غوث المدنيين للحركة أو الحصول على الإعانات الإنسانية. "لم يحدث شيء من هذا"، يضيف مدثر في حديث لـ"الترا سودان".

ويقول الباحث السياسي والمحاضر في جامعة الخرطوم، سانديوس كودي، لـ"الترا سودان"، إن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتطبيق هدنة للمعارك العسكرية بمناسبة رمضان جاء قبل وقت قصير من الشهر دون توضيح آليات المراقبة وإجراء نقاشات غير مباشرة بين الجيش والدعم السريع لتقريب وجهات النظر.

وقال كودي إن الهدف من الهدنة إسكات البنادق وهي في مواقعها، أي وقف القتال بصورة أولية، وأي طرف يكون في موقعه؛ لكن الشروط التي جاءت من الجيش والدعم السريع حول الانسحاب، إلى جانب شروط أخرى أنهت مشروع الهدنة.

ويرى كودي أن الهدف من الهدنة مساعدة ملايين المدنيين في السودان الذين تضرروا بشكل مباشر من الحرب، وبعضهم في المناطق الساخنة دون ممرات آمنة، ولم يتمكنوا من الحصول على إمدادات إنسانية. وتابع: "الأطراف المتحاربة كانت يجب أن تضع المسؤولية تجاه المدنيين على عاتقها أولًا، وتوافق على الهدنة دون شروط".

ولم يتسن لـ"الترا سودان" الحصول على تعليق فوري من الجيش والدعم السريع حول عدم الالتزام بالهدنة التي دعا إليها مجلس الأمن.

بالمقابل يرى الباحث في العلاقات الدولية أحمد الرشيد، إمكانية تدارك الهدنة، إما بالاتفاق على بنودها دون آليات مراقبة - أي بوضع حسن النية لدى الطرفين عبر تحركات دبلوماسية في منبر جدة، أو عبر تعيين آليات مراقبة. وأضاف: "لكن هذه الإجراءات تتطلب وقتًا طويلًا".

وأضاف: "عندما دعا مجلس الأمن إلى هدنة المعارك العسكرية في السودان خلال شهر رمضان، فإنه ترك القرار للجيش والدعم السريع للتعامل بالحس الإنساني مع القرار دون إلزام؛ أي أن الطرفين يجب أن يدركا أهمية النظر إلى الوضع الإنساني قبل أن يبادرا إلى إصدار عدد من الشروط".