نفذ عشرات السودانيين وقفة احتجاجية ضد الإجراءات التي بدأتها السلطة الانتقالية للتطبيع مع إسرائيل، وطالبت الاحتجاجات التي شاركت فيها "مبادرة سودانيون ضد التطبيع" رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالعودة إلى موقفه السابق ورفض التطبيع، بحسب ما نقله إلى وزير الخارجية الأمريكي في آب/أغسطس الماضي.
متظاهر: عار عظيم استقبال شحنة قمح إسرائيلي في خرطوم اللاءات الثلاث
ورفع عشرات الناشطين والمحتجين لافتات ورقية كتب عليها "لا للتطبيع" و"لا القمح الإسرائيلي" في شارع القصر أمس الإثنين جوار كلية الطب بجامعة الخرطوم.
اقرأ/ي أيضًا: اجتماع بين السودان ومصر وإثيوبيا لمناقشة استئناف مفاوضات سد النهضة
وأكد عضو مبادرة "سودانيون ضد التطبيع"، محمد فضل، وهو أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية لـ"الترا سودان"، أن التطبيع خيانة عظمى للقضية الفلسطينية والعربية، محذرًا من صنع طغاة جدد في المنطقة جراء عملية التطبيع بين السودان وإسرائيل.
وانتقد فضل بشدة المساعدات الإسرائيلية على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص إرسال شحنة من طحين القمح إلى السودان بقيمة خمسة ملايين دولار الأحد المنصرم، لافتًا إلى أن استقبال مساعدات إسرائيلية في السودان "عار عظيم"، ويجب أن يتم رفضها من القوى الوطنية التي تقود الثورة.
وأشار فضل إلى أن التطبيع سيقود السودان إلى حكم دكتاتوري جديد، على الرغم من الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام البائد وتحاول استشراف نظام مدني وتداول سلمي للسلطة.
وتابع فضل: "لا زلت غير مصدق كيف نستقبل شحنة قمح إسرائيلية في السودان في خرطوم اللاءات الثلاث، يجب أن يتم رفض هذه الشحنة، نحن ينبغي أن لا نتنازل عن مبادئنا وقيمنا من أجل المساعدات الاقتصادية".
وشاركت عشرات الطالبات والطلاب من كلية الطب جامعة الخرطوم في الوقفة الاحتجاجية التي نفذت قرب بوابة الكلية المطلة على شارع القصر الرئاسي، حيث حمل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات مكتوبة تدعو إلى مقاطعة التطبيع سياسيًا وشعبيًا واجتماعيًا، وتوشحت المشاركات بـ"الكوفية الفلسطينية" وعلم السودان.
اقرأ/ي أيضًا: عضو بمجلس السيادة: التطبيع تم بقرار فوقي وفردي من البرهان وحمدوك دون مشاورتنا
وذكرت علا محمد وهي إحدى المشاركات في الوقفة الاحتجاجية لـ"الترا سودان"، أن الوقفة الاحتجاجية جاءت استجابة لمبادرة سودانيون ضد التطبيع، مشيرة إلى أن قرار التطبيع مرفوض وسط الشعب السوداني وتم فرضه بالقوة.
وطالبت علا محمد، رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بالتمسك بموقفه السابق الذي نقله إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بعدم وجود علاقة بين التطبيع وشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقالت علا، إن الشعب السوداني مساند للقضية الفلسطينية منذ سنوات، وأردفت متسائلة: "كيف يصافح القادة السياسيون والتنفيذيون يد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال في غزة ومدن فلسطين المحتلة".
وأضافت: "ينبغي أن لا نوافق على التطبيع، لأنه معزول شعبيًا واتخذ بشكل فوقي دون إرادة شعبية".
والجمعة الماضية أعلن رسميًا عن محادثة تلفونية رباعية جمعت رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واتفقت المحادثة الرباعية على بدء خطوات عملية لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل فيما ترفض أحزاب رئيسية في قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية وقوى سياسية أخرى التطبيع مع إسرائيل، وتعتبره خروجًا عن تفويض السلطة الانتقالية.
وردد المحتجون في الوقفة الاحتجاجية اليوم بشارع القصر: "لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لا لاستقبال شحنة القمح الإسرائيلية"، فيما استمرت الاحتجاجات صامتة لفترة ساعة ونصف.
وترى إيمان عبدالله التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية في حديث لـ"الترا سودان"، أن التطبيع بين السودان وإسرائيل قرار لا يحظى بتأييد وسط غالبية المواطنين، لأن السودان معروف بمساندته للقضية الفلسطينية.
سودانية مناهضة للتطبيع: عدم التصدي للتطبيع سيخلق دكتاتور جديد في البلاد برعاية أميركية
وحذرت إيمان عبدالله من أن تماهي القوى التي تقود الثورة مع عملية التطبيع وعدم معارضته بالشكل الكافي؛ قد يستنسخ دكتاتورًا جديدًا في البلاد تحت رعاية السياسات الجديدة في الشرق الأوسط، والتي تشرف عليها الولايات المتحدة والوكلاء الإقليميين، على حد قولها.
اقرأ/ي أيضًا
سقوط شهيد ثانٍ أصيب في احتجاجات 21 أكتوبر
قيادي بـ(قحت): التطبيع توجه خطير ينسف استقرار الفترة الانتقالية