11-أبريل-2024
الخارجية الأمريكية

استبعد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، استئناف التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منبر جدة في 18 نيسان/أبريل الجاري، وهو التاريخ الذي كانت الولايات المتحدة قد قالت إنها تأمل أن يستأنف فيه التفاوض.

توم بيرييلو: الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم أكثر من مائة مليون دولار أمريكي لتمويل الاستجابة في السودان

وأعلن بيرييلو في تصريحات لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم أكثر من مائة مليون دولار أمريكي لتمويل الاستجابة في السودان. وأكد أنهم يسعون إلى تحفيز استجابة المجتمع الدولي في مؤتمر المانحين المقرر أن ينعقد في منتصف الشهر الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس.

بيرييلو كان قد عقد مجموعة من اللقاءات مع مدنيين من السودان في عواصم إقليمية على رأسها أديس أبابا والقاهرة، كما التقى بمسؤولين لمناقشة الأزمة السودانية. وكانت واشنطن قد عينت مبعوثًا خاصًا للبلاد في شباط/فبراير المنصرم، قالت إنه سيقوم بتنسيق سياسة الولايات المتحدة بشأن السودان.

ووصف بيرييلو الاستجابة الدولية للأزمة في السودان بأنها "مثيرة للشفقة"، وهو ما ذهبت إليه منظمات إنسانية وأممية اشتكت من ضعف التمويل للمجهود الإنساني في البلاد التي تشهد حربًا تسببت في نزوح أكثر من ثمانية ملايين فرارًا من الاشتباكات العنيفة التي ستكمل عامها الأول في الخامس عشر من الشهر الجاري.

وأوضح المبعوث الأمريكي الخاص في تصريحاته لوكالة "رويترز"، أنهم يراقبون الأوضاع على الأرض، وستستجيب الولايات المتحدة وفقًا للمستجدات من خلال العقوبات وغيرها من الوسائل. وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت بالفعل عقوبات على عدد من الشخصيات السودانية والكيانات الاقتصادية المرتبطة بالحرب في السودان.

وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية في تحقيق هدنة مستدامة أو وقف لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان. ونجح منبر جدة الذي قاده البلدان في توقيع إعلان لحماية المدنيين، ولكن لم يتم الالتزام بما ورد فيه ما قاد لانهيار المفاوضات.

وكشف بيرييلو لرويترز أن واشنطن لا تنتظر بدء المحادثات الرسمية بين الجيش والدعم السريع في الثامن عشر من الشهر الجاري. وأوضح أن السعوديون في منبر جدة ملتزمون بالمحادثات، لكن على أن تشمل مجموعة أوسع من الجهات الفاعلة.

طرفا الحرب في السودان كانا قد أوصدا باب المحادثات بإعلان مطلوبات صفرية فيما يتعلق بإنهاء الحرب، حيث تؤكد القوات المسلحة أنها ستواصل القتال حتى إنهاء "تمرد الدعم السريع"، بينما تشدد قوات الدعم السريع على استهدافها لقادة الجيش لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، كما ترفض هذه القوات الخروج من الأعيان المدنية والمرافق الحكومية والمدن التي تسيطر عليها.

وخلال عام من الحرب نزح أكثر من ستة ملايين داخل السودان فرارًا من الاشتباكات الضارية بين الجيش والدعم السريع التي تحدث داخل المدن، فيما عبر قرابة المليونين الحدود نحو دول الجوار. ويعيش النازحون واللاجئون في ظروف مريرة جراء فقدانهم مصادر دخلهم وممتلكاتهم، في ظل شح الإغاثة والخدمات واكتظاظ مراكز الإيواء ومعسكرات النزوح واللجوء.