02-مايو-2024
معسكر للنازحين

(أرشيفية/غيتي)

عاشت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، هدوءًا نسبيًا يومي الأربعاء والخميس، الأول والثاني من أيار/مايو الجاري، ومع ذلك فإن المواطنين يشعرون بالقلق من تجدد المعارك العسكرية جراء الحشود بين الطرفين.

باحث: المجتمع الدولي يعتقد أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر يعني إغراق الإقليم في الفوضى 

وعانت الفاشر من معارك عسكرية استمرت طيلة شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل بين الحين والآخر، وخلفت نزوحًا من أطرافها إلى وسط المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش والحركات المسلحة.

وكانت الدعم السريع توعدت الأربعاء بحصار الفاشر من ثلاثة اتجاهات توطئة لتنفيذ هجوم بري واسع، لكن الجيش والحركات المسلحة أجرت تعزيزات عسكرية على الفاشر للتصدي لأي هجوم محتمل من قوات دقلو.

ويقول أبوبكر من العاملين في المجال الإنساني في الفاشر، لـ"الترا سودان"، إن الفاشر تعيش حالة هدوء منذ يومين، لكنها قد تكون مؤقتة في ظل استمرار التحشيد من الطرفين، ما يعني أن هناك معارك قادمة في أي وقت.

وتابع: "الأسواق تعمل كالمعتاد والحياة طبيعية في وسط المدينة والناس يدبرون شؤونهم بشكل أو بآخر، لكن الخوف من انتقال الحرب إلى جميع الأحياء".

وتسابقت أطراف دولية في التحذير من هجوم وشيك على الفاشر شملت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ودعت هذه الأطراف إلى وقف القتال في الفاشر التي تعد المركز الإنساني في إقليم دارفور، وتؤوي (800) ألف تضرروا من الحرب في الإقليم.

والفاشر هي المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش، فيما تسيطر الدعم السريع على أربع مدن رئيسية في إقليم دارفور تشمل زالنجي ونيالا والجنينة والضعين، وحال سيطرته على الفاشر هناك مخاوف دولية من تحول الصراع في الإقليم إلى نزاع عرقي.

ويوضح عبد الله في حديث لـ"الترا سودان" أن الولايات المتحدة تعتقد أن سقوط مدينة الفاشر يعني فشل مفاوضات منبر جدة خلال هذا الشهر، لذلك أصدرت تحذيرات جدية في هذا الصدد.

وترى أطراف دولية أبرزها الولايات المتحدة أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر يعني سيطرتها على كامل إقليم دارفور وإغراق المنطقة في الفوضى والصراعات العرقية، حسب ما يقول المحلل السياسي مصعب عبد الله.

وقال عبد الله إن اتفاقًا غير مكتوب انهار في الفاشر بين الجيش والحركات المسلحة والدعم السريع في الشهور الأولى للحرب، بوضعية كل طرف عسكري داخل المدينة مقابل هدنة طويلة الأمد.

وأضاف: "المجتمع الدولي يعلم تمامًا أن أي منطقة خاضعة لسيطرة الدعم السريع تعيش حالة من الفوضى تغيب فيها وضعية الحد الأدنى من الدولة مقارنة مع المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التي تستمر فيها الحياة بشكل لا بأس به من حيث الوضع الأمني وتوفر سلاسل الإمداد ونشاط الأسواق والمستشفيات".