14-مايو-2024
حركات مسلحة

(أرشيفية)

عادت المعارك في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مجددًا فجر اليوم الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط ضحايا وسط المدنيين. ويعتمد القتال في الفاشر بشكل كبير على المدافع الثقيلة بعيدة المدى، وفقًا لشهود عيان.

زادت حركة النزوح إلى مدينة الفاشر جراء استمرار المعارك

قال شاهد عيان من مدينة الفاشر لـ"الترا سودان" إن طفلًا على الأقل مات متأثرًا بسقوط قذيفة في منزل عائلته بحي السلام شمال شرق المدينة صباح اليوم، مشيرًا إلى أن هناك ضحايا من المدنيين لم يتم حصرهم بعد لاستمرار القتال.

وتقاتل القوات المشتركة التي تتكون من الجيش والحركات المسلحة والمتطوعين ضد قوات الدعم السريع في الفاشر في معارك لم تتوقف الشهرين الأخيرين لوقت طويل.

وقال أحمد أبوبكر العامل الإنساني لـ"الترا سودان"، إن القتال بدأ فجر اليوم من الناحية الشرقية والشمالية لمدينة الفاشر، وهي مناطق تمركز الدعم السريع سقطت قذائف على بعض المنازل في حي السلام توفي طفل متأثرًا بالإصابة، وهناك ضحايا آخرين.

وأضاف: "معارك اليوم عنيفة أيضًا تشبه معركة النفس الطويل التي دارت يوم الجمعة، وتصر الدعم السريع على تنفيذ الهجوم على الفاشر رغم صلابة القوات المشتركة وانضمام مئات المستنفرين من أبناء الفاشر إلى صفوف القوات المشتركة".

ويشارك مئات الشبان في القتال ضد الدعم السريع بمدينة الفاشر، ويقولون إن هذه المعركة يجب خوضها لحماية المواطنين من إبادة جماعية إذا سيطرت هذه القوات على عاصمة ولاية شمال دارفور.

بينما قال الصحفي معمر إبراهيم لـ"الترا سودان" إن المعارك تقتصر على التبادل المدفعي بين الطرفين، حيث تقوم الدعم السريع بإطلاق القذائف من الناحية الشرقية بينما يحدث العكس من جانب القوات المشتركة.

وولاية شمال دارفور هي آخر الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش والذي تحالف مؤخرًا مع حركتي العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان بقيادة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي.

وتسيطر الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، وتعد ولاية شرق دارفور آخر الولايات التي سيطرت عليها إلى جانب ولايات غرب وجنوب ووسط دارفور.

باحث: سقوط الفاشر في يد الدعم السريع يعني اختفاء الجيش ومظاهر الدولة من إقليم دارفور

ويقول أحمد الطيب الباحث في مجال فض النزاعات، إن سقوط الفاشر في يد الدعم السريع يعني اختفاء الجيش ومظاهر الدولة من إقليم دارفور، وهذا يعني تعقيد محادثات السلام في منبر جدة، وقد تنهار بشكل كلي لأن الجيش لن يوافق على المفاوضات حال فقدان مدينة إستراتيجية مثل الفاشر.

ويوضح الطيب لـ"الترا سودان" خطورة الوضع في الفاشر، وقال إن قوات التحالف التي تجمع الجيش والحركات المسلحة والمتطوعين من أبناء المدينة لديهم القدرة على الصمود في وجه الدعم السريع، مشيرًا إلى أن التحدي يكمن في وصول الإمدادات والعتاد العسكري، وهذه العملية مستمرة عبر الإسقاط الجوي من وحدات سلاح الجو.

بالمقابل تتهم الدعم السريع الجيش بالهجوم عليها في مناطق تمركزها بالفاشر، واتهمت القوات المسلحة بشن غارات جوية ضد المدنيين في ولاية شمال كردفان.

وجدد مجلس الأمن الدولي دعواته للأطراف العسكرية بالتهدئة وخفض التصعيد بمدينة الفاشر، والتي تعد بمثابة المركز الإنساني لإقليم دارفور، ويقيم فيها مئات الآلاف من النازحين.

والأحد الماضي قال رئيس عمليات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث  إن مقذوفًا دمر سقف غرفة العناية المركزة بمستشفى الأطفال بالفاشر، والذي يعتبر المشفى الوحيد من نوعه الذي ما يزال يعمل في ولاية شمال دارفور. وأسفر الحادث عن  مقتل طفلين.