منذ الإعلان عنه في الأول من تموز/ يونيو الجاري ظل اعتصام الشهيد "الروسي" الذي تنظمه لجان مقاومة أم درمان جنوب متواصلًا في محطة سراج بالفتيحاب رغم محاولة فضه من قبل السلطات في وقت سابق.
متظاهر لـ"التر سودان": سنهزم مشاريع الحرب الأهلية بالحب والتعايش السلمي وسنهزم العنصرية والقبلية لصالح دولة الوطن الواحد
وتجمع المئات من المتظاهرين بمدينة أم درمان في موقع الاعتصام أمس الأحد، استجابةً لنداء تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم بتسيير مواكب في "مليونية 17 يوليو" تحت شعار "السودان الوطن الواحد".
وأعلنت لجان مقاومة "أم درمان القديمة" و"الأربعين" عن وجهة مسارات المواكب نحو "اعتصام الشهيد الروسي"، ووصلت إلى ساحة الاعتصام منطلقةً من محطة "سنادة" عند الساعة الثالثة عصرًا، فيما تحركت مواكب لجان مقاومة أمبدة من منطقة "المنصورة".
ونصب المعتصمون متاريسهم في مساحة محدودة في محطة سراج، بينما تركوا الطرق الداخلية في الأحياء مفتوحة لتسهيل عبور المواطنين إلى قلب الخرطوم.
ويوضّح عضو لجنة تنظيم الاعتصام شهاب محمد لـ "الترا سودان" أسباب تركهم مساحات لعبور المواطنين بأن هدفهم من الاعتصام هو تحقيق طموحات السودانيين في الحرية والسلام والعدالة و"ليس التضييق عليهم وعلى حركتهم".
وكشف شهاب عن استمرار الاعتصام على الرغم من "أزمة التمويل" التي يواجهونها كمعتصمين، مستدركًا بالقول: "سنكمل الطريق الذي بدأناه ولن نتراجع".
وأبدى عضو لجان مقاومة أم درمان جنوب سعادته بدعم اللجان الأخرى في مدينة أم درمان للاعتصام الذي ظل قائمًا بعد رفع اعتصامي "صينية الأزهري" و"الشهيد عبدالعظيم" (في شارع الأربعين سابقًا).
صور اعتصام الشهيد الروسي وتفاصيله تبدو وكأنها إعادة لمشاهد اعتصام القيادة العامة للجيش (نيسان/ أبريل 2019 – حزيران/ يونيو من نفس العام) الذي أدى إلى الإطاحة بنظام البشير في 2019؛ المظاهر الثورية ونقاشات المعتصمين في الهم الوطني المشترك وحلمهم بانتصار ثورتهم ووصولهم إلى وطن يسع الجميع.
المنصة المنصوبة واللافتات وصور الشهداء التي ترفرف فوق أكتاف رفاقهم، جلسات لتناول الشاي والقهوة، أركان للنقاش حول قضايا الثورة والانتقال، وغناء ورقص وشعر وأناشيد، ومتاريس رسم عليها علم السودان، وباعة متجولون، وشباب يرتدون ملابس أشبه بتلك التي كانت تميز لجان التنظيم في اعتصام القيادة العامة للجيش.
وقال بهاء الدين حسن بشير الذي وصل إلى ساحة الاعتصام ضمن مواكب "أمبدة" لـ"الترا سودان": "نحن هنا اليوم من أجل التأكيد عبر مليونية "السودان الوطن الواحد" على أن أوان التهديد والتخيير بين الحرب والاستبداد قد ولى إلى غير رجعة". ويردف: "سنهزم مشاريع الحرب الأهلية بالحب والتعايش السلمي وسنهزم العنصرية والقبلية لصالح دولة الوطن الواحد". وختم حديثه بالقول: "نحن في تمام الثقة من أن هزيمة الانقلاب مسألة وقت والأمر محسوم لصالح دولة الحرية والسلام والعدالة".
وتحولت منصة الاعتصام إلى منبر للتنديد بالانقلاب وسياساته، إذ حمّل المتحدثون فيها قيادات الانقلاب مسؤولية الانهيار الأمني الذي تسبب في إزهاق أرواح المواطنين في النيل الأزرق، مؤكدين أنه لا حلول لأزمات البلاد الراهنة من دون إسقاط الانقلاب.
وحمل المشاركون في الاعتصام لافتات منددة بالحرب في إقليم النيل الأزرق وطالبوا المواطنين هناك بضرورة هزيمة "التكتيكات الانقلابية" التي تحاول الآن الاستثمار في النزاعات الأهلية والقبلية.
وشهد اعتصام الشهيد الروسي حضورًا لافتًا لأمهات الشهداء، وخصصت لهن لجان التنظيم أماكن للجلوس في المنصة التي شهدت أيضًا -وبالإضافة إلى كلمات المتحدثين باسم لجان المقاومة- ضروبًا من الشعر والغناء.