07-فبراير-2022

دخلت الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري شهرها الخامس (Getty)

بدأت القوات الأمنية إطلاق الغاز المسيل للدموع مبكرًا قبل وصول موكب باشدار إلى شارع القصر، والذي انطلق بدعوة من تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم لـ"مليونية السابع من فبراير".

وتحرك الموكب المركزي نحو القصر عقب تجمع الآلاف في تقاطع باشدار جنوبي الخرطوم، متخذًا من الشارع الرئيسي مساره المعتاد إلى شارع القصر. حيث انتشرت القوات الأمنية عند تقاطع رئيسي بين كلية الطب جامعة الخرطوم ومعمل ستاك المركزي للدم.

ولم تقتصر الإجراءات الأمنية على إطلاق الغاز، بل لاحقت شاحنة عسكرية المتظاهرين وهي تطلق المياه الملونة في مواقع الاحتجاجات عند تقاطع شروني، وهي نقطة تمركز المحتجين في الخطوط الأولى.

تزايدت الإصابات بعبوات الغاز التي سقطت على أجساد المتظاهرين

في هذه الأثناء كانت سحب الدخان تملأ المنطقة الممتدة من شروني وحتى الخرطوم 3 ومباني السكك الحديدية، بينما استمرت القوات الأمنية في إطلاق الغاز المسيل للدموع لأكثر من خمس ساعات متواصلة.

وفي بعض الأحيان تتحرك مدرعة زرقاء للشرطة في اتجاه المحتجين وهي تطلق المياه الملونة، وانتشرت على أرضية التقاطع الرئيسي التي استخدمها المتظاهرون، مياه حمراء اللون.

واستمرت قوات الأمن في إطلاق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين فيما نقلت الدراجات النارية عشرات المصابين إلى عيادات ميدانية نظمها أطباء، وجرى نقل الحالات المستعصية إلى المستشفيات.

في الشوارع المحيطة بشروني -وهي منطقة تشكل مركزًا لتجمع آلاف المحتجين- أغلق المتظاهرون الشوارع الفرعية تجنبًا للمداهمات الأمنية المفاجئة.

كما توسعت رقعة إغلاق الشوارع في المنطقة حتى محيط المستشفيات التي ينقل إليها المصابون.

وكانت الشرطة أعلنت الأسبوع الماضي أنها تستخدم درجة أقل من القوة تجاه المتظاهرين، فيما دعت لجنة أمن ولاية الخرطوم المواكب بالتوجه إلى الميادين الرئيسية بالتنسيق مع المحليات، وحظرت التجمعات في شارع القصر ومناطق القيادة العامة وشارع النيل في السابع من شباط/فبراير.

بينما أظهر المحتجون عدم يأسهم من الوصول إلى القصر، واستعان بعض المتظاهرين بالألواح المعدنية لصد عبوات الغاز في خطوط المقدمة، وأحيانًا يحمل بعض المتظاهرين مواد بلاستيكية للوقاية من الغاز المسيل للدموع.

الاحتجاجات التي تستمر في السودان منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي رافضة للإجراءات العسكرية التي نفذها قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وبموجبها أطاح بالحكومة المدنية وأودع قادتها مراكز احتجاز قبل أن يطلق سراحهم لاحقًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقال البرهان إن "الغرض من الإجراءات التي نفذها الجيش توسعة المشاركة السياسية والاجتماعية في السلطة الانتقالية".

بينما يصف المدنيون ما حدث بالانقلاب العسكري ويطالبون بخروج الجيش من السلطة والانصراف إلى مهامه، حيث ترفض لجان المقاومة التي تقود الحراك السلمي الشراكة بالصيغة التي كانت قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

مطالبات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في مليونية 7 فبراير (Getty)
مطالبات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في مليونية 7 فبراير (Getty)

الاحتجاجات التي انطلقت من تقاطع باشدار اليوم ردد فيها المتظاهرون "السلطة سلطة شعب"، فيما جرى إطلاق هتافات جديدة للتضامن مع المحتجين الذين أغلقوا طريق الشمالية الرابط مع مصر.

وتقول هناء حسن والتي شاركت في احتجاجات الخرطوم لـ"الترا سودان"، إن استمرار المواكب بذات الوتيرة منذ الانقلاب يعني إصرار السودانيين على الحكم المدني.

وترى هذه الثائرة أن الوضع لا يسمح باستمرار حكم العسكريين، وعليهم أن يكسبوا الوقت لإتاحة الفرصة لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية والتردي الامني في بعض المناطق، تقول هناء.

اقرأ/ي أيضًا: ترس الشمال في المليونية الأولى من فبراير.. واللجان تستجيب

تكتيكات المحتجين في شروني قبالة شارع القصر تميزت اليوم بالبقاء أطول فترة ممكنة في التقاطع الذي يفصل بين القوات الأمنية والموكب المركزي، وعندما حل المساء كانت القوات الأمنية مستمرة في إطلاق قنابل الغاز.

وفي بعض الأحيان تسقط عبوات الغاز على أجساد المتظاهرين الذين تعرضوا إلى إصابات متفاوتة في الوجه واليدين والأرجل.

يقول المتظاهرون إنهم مصممون على الاحتجاج دون توقف حتى تسليم العسكريين السلطة إلى المدنيين

وذكر متظاهر لـ"الترا سودان"، أن عبوة غاز سقطت على الأرض وضربته في العين. وتلقى إسعافات من العيادة الميدانية ثم عاد مجددًا إلى التظاهرات.

ويقول المتظاهرون إنهم مصممون على الاحتجاج دون توقف حتى تسليم العسكريين السلطة إلى المدنيين، بينما يجري رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس مشاورات مع الأطراف السياسية والعسكرية للوصول إلى وفاق وطني. لكن قادة الحراك السلمي في لجان المقاومة يقولون إن تحركات فولكر "لا تعنيهم في شيء".

اقرأ/ي أيضًا

جبريل: آمل أن يتم تعيين رئيس وزراء مكلف خلال أسبوع

زيادات جديدة في أسعار الوقود وتحذيرات من تأثيرات سيئة على الاقتصاد