على الرغم من أن القوات العسكرية فرقت اعتصام القصر بالخرطوم، واستمرت العمليات الأمنية حتى منتصف الليل كما رصد "الترا سودان"؛ لكن يبدو أن الحركة الاحتجاجية التي توسعت مصممة على الاستمرار لإجبار العسكريين على تنازلات جذرية في غضون الأسابيع القادمة.
أدى إغلاق الجسور بعد فتحها إلى منع عشرات الآلاف من الانضمام إلى اعتصام القصر
بدأت مليونية 19 ديسمبر بمواكب ضخمة وصلت إلى شارع القصر منذ الواحدة ظهرًا، واستمرت في التدفق في اتجاه القصر وبلغت ذروتها في تمام الساعة الرابعة والنصف.
اقرأ/ي أيضًا: والدة الشهيد "جوية" تروي التفاصيل الأخيرة قبل وفاته
وتمكن المئات من المحتجين من إجبار القوات الأمنية على الانسحاب من تقاطع شارع مبنى مصرف المزارع من الناحية الجنوبية لبوابة القصر، وظلوا على مدار ساعتين يتصدون لعبوات الغاز ويتقدمون إلى الأمام حتى أطلقت هتافات بأن المسار نحو القصر أصبح سالكًا.
امتدت المواكب على طول شارع القصر من "معمل ستاك المركزي" وحتى البوابة الجنوبية للقصر مع وصول بعض المواكب من أحياء أم درمان والخرطوم بحري، عبر الجسور التي أغلقتها القوات الأمنية لاحقًا لمنع تقدم الثوار ناحية القصر وتنظيم الاعتصام بموجات عالية.
وعلى الرغم من فتح الجسور خاصة كبري المنشية والنيل الأبيض والمك نمر؛ إلا أنها أُغلقت مجددًا بواسطة القوات العسكرية بعد ورود أنباء عن تدفق كبير للمتظاهرين لدعم احتجاجات القصر. وربما صدرت تعليمات أمنية جديدة لإغلاق الجسور بعد انتشار صور على المنصات الاجتماعية أظهرت معانقة بعض المتظاهرين لعناصر عسكرية كانت تغلق الجسور.
أما في الخرطوم حينما تمكن أول موكب من ملامسة البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري، كانت القوات الأمنية قد تمركزت ناحية مبنى البريد من الجهة الغربية، وظلت تطلق الغاز المسيل للدموع، وفي تلك اللحظات تراجع بعض المتظاهرين جراء الاختناق وصعوبة التنفس.
ومن ثم هدأت الأوضاع بين الساعة الرابعة والسادسة مساءً بتوقيت الخرطوم، وفي ذات الوقت أعلنت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم الاعتصام قرب القصر الجمهوري، وبدأ بعض المتظاهرين في ترتيب الأوضاع بوضع المتاريس، ورصد "الترا سودان" إغلاق نحو (30) منفذًا لمنع تقدم القوات الأمنية.
كانت التهدئة التي بثتها القوات الأمنية ناحية المتظاهرين بمثابة ترتيبات لفض الاعتصام في الفترة المسائية، وبالفعل وصلت تعزيزات أمنية بعد الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي اعتمدت على استراتيجية إطلاق أكبر قدر من العبوات المسيلة للدموع لكسر الحلقة المركزية لاعتصام القصر، والتي تشكلت بنصف دائرة من الناحية الجنوبية للقصر، ولم تتمكن من محاصرة القصر لعدم وصول المواكب إلى المكان لمحاصرته من كل الاتجاهات، هذا الإجراء ربما كان سيصعب من مهمة القوات الأمنية في تفريق المتظاهرين.
كما أن منع وصول مواكب أخرى من أم درمان والخرطوم بحري، من التقدم إلى الخرطوم حيث مقر القصر، قلل من تكوين كتلة كبيرة وبالتالي سهل مهمة القوات الأمنية في تفريق الحشود والقوة المركزية للاعتصام.
ومن الملاحظ في "مليونية 19 ديسمبر" انضمام قوى شعبية هي الأكبر منذ الانقلاب العسكري، وخرج العديد من هذه المواطنين من شتى الفئات للتظاهر في شارع القصر لساعات طويلة حتى حلول المساء.
علاوة على ذلك يقول الثوار إن مواكب 19 كانون الأول/ ديسمبر ليست نهائية بل ستستمر في التدفق إلى القصر الأسابيع القادمة، وفي غضون هذا الشهر ربما يتم الإعلان عن موكبين نحو القصر.
أسفرت الإجراءات الأمنية التي شملت مناطق واسعة عن شهيد وإصابة 250 شخصًا
وأسفرت الاجراءات الأمنية التي زادت فيها وتيرة القمع عن استشهاد الشاب محمد المجذوب (28 عامًا) في منطقة شرق النيل، إلى جانب إصابة نحو (250) شخصًا بينها حالات اختناق كثيرة بالغاز، بحسب عضو فريق حاضرين -ناظم سراج- الذي أصدر إحصائيات أولية مساء الأمس شملت تعرض فتاتين للاغتصاب.
كما أكد تجمع الأجسام المطلبية أن عناصر ترتدي زي الشرطة نهبت المواطنين في المنطقة الواقعة بين شارعي المك نمر والقصر بالخرطوم شرق تحت تهديد الاعتقال، وصادرت مقتنياتهم الشخصية مثل الهواتف النقالة والأموال.
اقرأ/ي أيضًا: شرطي سوداني يقضي أوقات فراغه في تعليم الأطفال
ويقول تجمع الأجسام المطلبية إن هذا المنحى لن يغير مسار الاحتجاجات، مطالبَا الشرطة بالتحقيق في هذه الحوادث.
وفي معرض تعليقه على الاحتجاجات الشعبية قال المستشار الإعلامي لقائد الجيش العميد الطاهر أبوهاجة؛ في تصريح نقلته وكالة السودان للأنباء، إن التظاهرات أظهرت تعدد الأجندة، متهمًا جهات لم يسمها بمحاولة تمزيق السودان.
اقرأ/ي أيضًا
مليونية 19 ديسمبر.. يوم حافل في احتجاجات رفض الانقلاب
متحدث لجان المقاومة بالخرطوم يؤكد مواصلة الاحتجاجات ورفض أي شراكة مع العسكريين