18-ديسمبر-2021

الاحتجاجات متواصلة منذ صبيحة الانقلاب في 25 أكتوبر الماضي (Getty)

قبل ساعات من مليونية 19 ديسمبر المتوجهة إلى القصر الجمهوري، تبدو العاصمة وكأنها تترقب أكبر حدث هذا العام ردًا على الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث يعتزم عشرات الآلاف من الخرطوم بحري وأم درمان المبيت في الخرطوم لضمان المشاركة قبل إغلاق السلطات الأمنية للجسور الرابطة بين مدن ولاية الخرطوم.

ويتوقع منظمو الاحتجاجات نسبة مشاركة عالية للمتظاهرين قرب القصر الجمهوري، ويقولون إن عشرات الآلاف من السودانيين سيتوجهون إلى القصر الجمهوري غدًا الأحد للمطالبة بتنحي العسكريين عن السلطة المدنية.

تتوقع لجان المقاومة مشاركة عشرات الآلاف في مليونية القصر

ويوضح كمال شهاب وهو عضو فاعل في لجان المقاومة في حديث لـ"الترا سودان"، أن الاستعدادات كبيرة لهذا اليوم بالتالي تأتي التوقعات عالية جدًا بالمشاركة الشعبية في أول رد فعل عالي المستوى منذ توقيع اتفاق 21 تشرين الثاني/نوفمبر بين رئيس الوزراء وقائد الجيش.

اقرأ/ي أيضًا: حمدوك ينهي تكليف ولاة الولايات ويكلف آخرين

ويتوقع شهاب أن تقدم السلطات الأمنية على إغلاق الجسور الرابطة بين الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وبالفعل أعلنت ولاية الخرطوم إغلاق كبري النيل الأزرق اعتبارًا من اليوم وحتى مساء غدٍ الأحد لغرض الصيانة، لكن نشطاء لجان المقاومة قالوا إن الإغلاق لا يخلو من غرض سياسي لمنع تقدم الثوار إلى وسط العاصمة أو مقار الجيش.

وحتى الآن لم تقدم السلطات الأمنية على أي إجراءات بإغلاق الجسور الأخرى مع توقعات بالإغلاق لكن نتيجة البيانات الصادرة من بعض الدول خاصة الولايات المتحدة فإن السلطات قد تتعامل مع المواكب المتوجهة غدًا الى القصر بالإجراءات الأمنية المعتادة بحماية القصر عند حدود الشوارع المحيطة.

وانطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمتظاهرين القادمين من مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان بعبور الجسر خلال اليوم والمبيت في الخرطوم لضمان المشاركة العالية للمتظاهرين.

ويقول خالد عبود من لجان مقاومة أم درمان في حديث لـ"الترا سودان"، إن العديد من المشاركين في الاحتجاجات قد توجهوا اليوم إلى الخرطوم لانتظار مليونية 19 ديسمبر وضمان المشاركة، موضحًا أن الثقة منعدمة في الحكومة لأن الإجراءات الأمنية مفاجئة وقد تتخذ في لحظة واحدة.

ويرى عبود أن الموكب المركزي الذي سيتوجه إلى القصر لا يبحث عن شراكة مع العسكريين ولا عن تفاوض ولا عن مساومة، بل يريد المدنيون استلام السلطة وتكوين حكومة رشيقة تدير البلاد حتى الانتخابات.

وكانت لجان مقاومة بري أكدت في احتفالية مساء الجمعة على خلفية الموكب الدعائي لمليونية 19ديسمبر الذي طاف الحي والشوارع الرئيسية، أن المطالب تتمثل في هيكلة جهازي الشرطة والأمن ودمج الحركات المسلحة والدعم السريع في الجيش وتكوين جيش موحد ومنع التدخل الإقليمي والصهيوني في الشأن السوداني.

وتقول آلاء عبدالرحيم وهي ناشطة في لجان المقاومة  لـ"الترا سودان"، إن مليونية 19ديسمبر وما سيليها من مواكب خلال الفترات القادمة، تريد الضغط لتسليم السلطة إلى المدنيين.

وتضيف: "انتهت الشراكة ولم تعد وصفة صالحة للفترة الانتقالية، وعاد السودانيون إلى نصائح رئيس الجبهة الوطنية علي محمود حسين بعدم التفاوض مع العسكريين واستلام السلطة".

وترى آلاء عبدالرحيم التي تعمل في عمليات البناء القاعدي للجان الأحياء، أن "مهام العسكريين إجراء الترتيبات الأمنية وهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وحراسة الدستور"، مضيفة أن "مجلس السيادة الانتقالي الذي يجمع بين العسكريين والمدنيين لم يعد صالحًا ومجديًا، وهي هيئة انتقالية مترهلة ويمكن البحث عن صيغة جديدة للسلطة المدنية يتولى بموجبها شخص مدني الرئاسة".

اقرأ/ي أيضًا: بيان رباعي يحث الأطراف السودانية على الالتزام بالاتفاق السياسي

ويتم طرح أسئلة عن كيفية التحول السياسي للجان المقاومة في ظل قطيعة بينها وبين قوى الحرية والتغيير التي تعاني من توترات مع أغلب اللجان بسبب اتهام الأخيرة لقادة الإئتلاف السياسي بالتخلي عن أهداف عن الثورة.

عضو في مركزي "قحت": الخلاف بين اللجان والتحالف ليس مقلقًا 

وتقدم وزير مجلس الوزراء السابق والقيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف، باعتذار لعدم إرضاء تطلعات الشارع بحسب ما ذكر في ندوة أقيمت بحي شمبات مساء الجمعة.

ويرى عضو المجلس المركزي شهاب الطيب في إفادة لـ"الترا سودان"، أن العلاقة مضطربة بين لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير لكن يمكن السيطرة على هذه العلاقة المضطربة ببناء الثقة، ويلفت إلى أن الوضع الحالي متوقع وغير مقلق لأن الجميع متفقون على الهدف لكن في ذات الوقت على الأحزاب أن تبادر بخطوة إلى الأمام بإعلان موقفها بشكل واضح وتقديم نقد ذاتي للتجربة السابقة.

اقرأ/ي أيضًا

 شرطي سوداني يقضي أوقات فراغه في تعليم الأطفال

والدة الشهيد "جوية" تروي التفاصيل الأخيرة قبل وفاته