02-يناير-2022

تستمر الاحتجاجات ويستمر إغلاق الطرق والجسور وقطع الاتصالات بالتزامن معها (Getty)

تحت شعار "الوفاء للشهداء"، خرج الآلاف إلى شارع رئيسي قرب القصر الرئاسي في الخرطوم اليوم الأحد، وهي دعوة جاءت من بعض لجان المقاومة وجدت استجابة واسعة.

وتجمع الآلاف في تقاطع باشدار بحي الديم جنوبي العاصمة، وتوجهوا إلى شارع القصر مع ترديد هتافات مناهضة للانقلاب العسكري ومطالبة بالحكم المدني الكامل.

استمر إطلاق قنابل الغاز لأكثر من ست ساعات متواصلة

ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي يعيش السودان على وقع إجراءات اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يقول المحتجون السلميون إنها تعد انقلابًا عسكريًا على السلطة المدنية.

 اقرأ/ي أيضًا: اقتحام القوات الأمنية للمستشفيات ومكتب العربية والحدث بالخرطوم

وقتل حوالي (52) شهيدًا منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر الشهر الماضي في الاحتجاجات التي تستخدم فيها القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والاعتقالات والرصاص الحي بحسب لجنة الأطباء المركزية وهي هيئة طبية معنية بإسعاف المصابين في التظاهرات.

وجاءت مليونية اليوم الثاني من كانون الثاني/يناير بدعوة من لجان مقاومة الديوم الشرقية جنوب الخرطوم وتوالت الاستجابة من لجان المقاومة خاصة بالخرطوم مع تعذر وصول المتظاهرين من الخرطوم بحري وأم درمان بسبب إغلاق الجسور بالحاويات ونشر القوات العسكرية منذ ليلة أمس.

وبعد وصول موكب باشدار إلى شارع القصر قبالة معمل ستاك المركزي للدم أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية مع قنابل صوتية لم تتوقف لست ساعات متواصلة، بينما استخدم المتظاهرون أسلوب الكر والفر في محاولة للوصول إلى القصر الجمهوري.

ورصد مراسل "الترا سودان" إصابة نحو (15) شخصًا بالرصاص المطاطي وعبوات الغاز التي أصابت أحد المتظاهرين في العين وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

فيما نقلت لجان طبية استشهاد ثلاثة مواطنين في أم درمان بالرصاص الحي في إحصائيات أولية لحصيلة الشهداء والمصابين في العاصمة الخرطوم.

ويشعر السودانيون أن الأفق السياسي مسدود تمامًا في ظل إصرار المتظاهرين على تنحي المكون العسكري وتسليم السلطة إلى المدنيين، ولم يفلح اتفاق وقعه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع قائد الجيش في تهدئة الأزمة المستمرة والتي دخلت شهرها الثالث.

وقالت مروة حسن والتي شاركت في التظاهرات اليوم، إن "المتظاهرين السلميين لديهم قضية أساسية وهو انتزاع الحكم لصالح المدنيين ورغم تعجل القوى السياسية بالوصول إلى السلطة إلا أن المحتجين ليسوا على عجلة من أمرهم طالما أن التأخير سيؤدي إلى الحلول المستدامة".

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس طالب القوى السياسية والتنظيمات المدنية بالوصول إلى أرضية مشتركة لاستعادة المسار الديمقراطي.

لكن فولكر بيرتس حصد مؤخرًا انتقادات كبيرة بسبب عدم فاعليته في دعم الانتقال الديمقراطي ووقوع الانقلاب العسكري رغم وساطته التي كانت يقودها بين المدنيين والعسكريين.

اقرأ/ي أيضًا: بلينكن يحذر من إعاقة الديمقراطية في السودان

ومع تقدم الوقت وإصرار المتظاهرين على الوصول إلى شارع القصر، أمطرت القوات الأمنية بوابل من قنابل الغاز التي سقطت على أجساد بعض المحتجين أثناء محاولات الكر والفر.

المتظاهرون يقولون إنهم لن ييأسوا من مواصلة الحراك السلمي 

وقال أحد المتظاهرين، إن "مصير تصميم المحتجين هو الوصول إلى القصر والإطاحة بالمكون العسكري"، ولفت إلى أن: "لا تراجع عن الاحتجاجات لأن التراجع يعني نصف ثورة"، على حد قوله.

وتعد العدالة واحدة من الملفات الأساسية التي يطرحها المتظاهرون، ويقولون إن ضحايا مجزرة القيادة العامة وشهداء الثورة منذ كانون الأول/ديسمبر 2018 ما زالوا ينتظرون القصاص من القتلة.

وتوضح شيرين أحمد أن "القوى المدنية التي تسلمت السلطة بعد الإطاحة بالبشير أهملت ملف العدالة، ولذلك لم يعد المتظاهرون وأعضاء المقاومة إلى منازلهم بل ظلوا في الشارع يتظاهرون لأنهم شعروا أن العدالة لن تتحقق في ظل السلطة الانتقالية قبل الانقلاب العسكري".

اقرأ/ي أيضًا

لجنة أطباء السودان: 200 إصابة في مليونية 30 ديسمبر و4 شهداء

اختطاف مصاب بطلق ناري في مليونية 30 ديسمبر