22-مايو-2024
مصفاة الجيلي للبترول شمال الخرطوم

مصفاة الخرطوم للنفط بمنطقة الجيلي

اتهمت الدعم السريع الطيران الحربي بتدمير مصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري بالكامل في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، ووصفت العملية بالإرهابية والمخالفة للقانون الدولي الإنساني.

اتهمت الدعم السريع طيران الجيش بتدمير المصفاة بالكامل 

وقال المتحدث باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي في بيان صحفي ليل الثلاثاء، إن الجيش رمى البراميل المتفجرة على مصفاة الجيلي ودمرها بالكامل وهي حالة تنم عن يأس بسبب الهزائم التي تلقتها مؤخرا في المصفاة. على حد قوله.

وتصاعد الاهتمام بمعارك المصفاة بعد أن واجهت القوات المسلحة ضغوطًا كبيرة على خلفية مقتل الملازم الأول محمد صديق، الذي أسرته الدعم السريع في معارك المصفاة السبت الماضي وأردته قتيلًا.

وتواجه القوات المسلحة انتقادات كبيرة في أعقاب مقتل الملازم أول محمد صديق الذي أُحيل إلى التقاعد في العام 2020، ثم تطوع في الجيش خلال الحرب ضد الدعم السريع معلنًا استعداده للقتال مدى الحياة ضد هذه القوات على حد تعبيره، في مقاطع فيديو انتشرت على المنصات الإجتماعية خلال وصوله إلى جبهات الحرب بولاية نهر النيل الواقعة شمال العاصمة الخرطوم على بعد (400) كيلو مترًا.

ودارت معارك السبت بين الجيش الذي تحالف مع بعض الحركات المسلحة وبين الدعم السريع في قرى صغيرة على الناحية الشرقية من نهر النيل على بعد (70) كيلو مترًا من قرية البسابير جنوبي نهر النيل، وهي المعارك التي أسرت فيها الدعم السريع الملازم أول محمد صديق قبل أن تطلق عليه الرصاص لاحقًا حسب منصات مقربة من الجيش.

معارك مصفاة الجيلي التي تراجعت فيها القوات المسلحة خلال الأسبوعين الماضيين عادت مرة أخرى إلى السطح، عندما شن سلاح الجو التابع للجيش ضربات ألحقت أضرارًا بصهاريج عملاقة للوقود تابعة للمنشأة النفطية الرئيسية في السودان.

وانتقد عاملون في قطاع النفط في السودان دعوات انتشرت على المنصات الاجتماعية حرضت على توجيه ضربات مكثفة على مصفاة الجيلي دون الوضع في الاعتبار الحفاظ على المنشآت النفطية الحيوية في البلاد.

وقال مصدر من قطاع العاملين في النفط لـ"الترا سودان"، إن خزانات عملاقة للوقود لا تزال مشتعلة منذ الساعات الماضية إثر ضربات جوية بواسطة الطيران، مشيرًا إلى أن الخطر على المصفاة بشكل كلي لا زال قائما في ظل عدم القدرة على وصول فريق الإطفاء إلى الموقع بسبب الوضع الأمني.

وأوضح المصدر الذي تحدث مشترطًا عدم نشر الاسم أن مصفاة الجيلي منشأة نفطية للأغراض السلمية المدنية، يجب أن تكون بمنأى عن حسابات الجيش والدعم السريع لأن البنية التحتية للبلاد لا تقدر بثمن، ولا يمكن استعادتها بسهولة حتى لو توقفت الحرب.

وقال المصدر إن المصفاة حتى الآن لم تتعرض إلى "أضرار تدميرية"،  في ذات الوقت فإن استمرار المعارك إلى جانب اشتعال النيران في صهاريج الوقود حاليًا قد يعرض المصفاة الى التدمير الكامل، وبالتالي حدوث كارثة بيئية في المنطقة التي تضم عشرات الآلاف من المدنيين في القرى المحيطة والبلدات مثل منطقة الجيلي المأهولة بالمدنيين.

وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر 2023، تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن تدمير بعض الوحدات في مصفاة الجيلي.

وكانت الدعم السريع اتهمت طيران الجيش برمي قنابل متفجرة على خطوط النفط قرب مصفاة الجيلي، وقالت إن الهزيمة التي ألحقتها الدعم السريع بالقوات المسلحة جعلتها تلجأ إلى "سياسة الأرض المحروقة".

وبدأ السودان بشراكة مع الشركات الصينية الوطنية إنشاء مصفاة الجيلي منذ العام 1997 واكتمل العمل في المنشأة النفطية الرئيسية في البلاد في العام 2000 لتكرير (100) ألف برميل يوميًا وتوفير الغاز والوقود للاستهلاك المحلي إلى جانب المواد الخام لبعض الصناعات.

وتقدر القيمة السوقية لمصفاة الجيلي بحوالي خمسة مليار دولار، وحال تدميرها بالكامل فإن السودان يحتاج إلى أعوام لاستعادة البنية التحتية لتكرير النفط في البلاد.

وحذر الوكيل السابق بوزارة الطاقة والتعدين خلال فترة الحكومة الانتقالية حامد سليمان في تصريحات لـ "الترا سودان" من تدمير مصفاة الجيلي على خلفية القتال الدائر في محيط المصفاة، وقال إن محيط المصفاة يضم عددًا من المنشآت الحيوية بالإضافة إلى مصنع البلاستيك الوحيد في السودان، ومجمع قري للتوليد الحراري ومساكن العاملين.

ودعا سليمان الجيش والدعم السريع بالنأي عن إدارة المعارك الحربية من محيط المصفاة أو داخلها، وقال إن البنية التحتية النفطية ملك للشعب السوداني ويجب أن يحرص الطرفان بالحفاظ عليها من الدمار خلال الحرب.