ذكر مصدر حكومي أن تعليق الجيش لمشاركته في مفاوضات جدة "منطقي جدًا"، معللًا بأن "قوات الدعم السريع لم تنفذ الاتفاق السابق بشأن الانسحاب من المستشفيات التي تسيطر عليها في العاصمة الخرطوم".
قال مصدر حكومي في تصريح لـ"الترا سودان" إن "الجيش لا يمكن أن يطور اتفاقًا جديدًا مع الدعم السريع قبل تنفيذ بنود الاتفاق الأخير"
وأعلن متحدث الجيش الشهر الماضي أن قوات الدعم السريع احتلت عشرات المستشفيات في العاصمة الخرطوم منذ بداية النزاع المسلح وأغلقت الخدمة الصحية أمام آلاف المرضى.
ولم يتسن لـ"الترا سودان" الحصول على تعليق من متحدث الدعم السريع بشأن عدم تنفيذ بند الانسحاب من المستشفيات بحسب الاتفاق الموقع عليه مع الجيش في 20 أيار/مايو الجاري في جدة.
وأوضح المصدر الحكومي –طالبًا عدم نشر اسمه لعدم التخويل له بالتصريح– أن الاتفاق الموقع عليه بين الجيش والدعم السريع جاء ضمن بنوده سحب قوات الدعم السريع من المستشفيات.
وقال مكتب قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في بيان في ذلك الوقت، تعليقًا على اتفاق جدة في 20 أيار/مايو الجاري، قال إن قوات الدعم السريع ستنسحب من المراكز الطبية إلى "مسافة معقولة".
وقال المصدر الحكومي في تصريح لـ"الترا سودان" إن "الجيش لا يمكن أن يطور اتفاقًا جديدًا قبل تنفيذ بنود الاتفاق الأخير". وأضاف: "يجب تنفيذ الاتفاق الأخير حتى تنجح الهدنة، ولا بد من مغادرة قوات الدعم السريع لمواقع المدنيين والمستشفيات".
وكانت وكالة "فرانس برس" قد نقلت عن مصادر من جدة قولها إن الجيش علق المشاركة في مفاوضات جدة احتجاجًا على عدم تنفيذ قوات الدعم السريع بند اتفاق جدة 20 أيار/مايو الجاري المتعلق بإخلاء المستشفيات والمراكز الصحية.
ومن جهته، قال المحلل العسكري حسن إدريس في حديث لـ"الترا سودان" إن الجيش يحاول –من خلال تعليق المشاركة في مفاوضات جدة– فرض "شروط جديدة". وأردف: "قد تستجيب الوساطة السعودية الأمريكية لهذه الاشتراطات كونها قانونية ومنطقية وتأتي للأغراض الإنسانية".
ويوضح إدريس أن الميسرين السعوديين والأمريكيين يخططون لصياغة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، ولا يمكن الوصول إلى ذلك ما لم يتم إخلاء المواقع المدنية بما في ذلك المستشفيات والأسواق من القوات العسكرية – وفقًا لإدريس.
وأردف المحلل العسكري: "قد تخشى قوات الدعم السريع من أن إخلاء المناطق المأهولة بالمدنيين قد يعرضها للخطر، لكن الوساطة قادرة على تقديم ضمانات في سبيل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. وهذا هو الاتجاه الأمريكي السعودي".
