بسبب القتال لم يتمكن "حمدان" من العمل في السوق لبيع الأطعمة والمشروبات، لكنه يأمل في توقف النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع.
حمدان (45 عامًا) من بين عشرات الآلاف الذين فقدوا عملهم جراء الحرب التي اندلعت في العاصمة السودانية، ولا يملك أية خطط للتعامل مع هذه الأزمة.
عشرات الآلاف من السودانيين فروا إلى الولايات للبقاء هناك ريثما ينتهي القتال في العاصمة السودانية
أنفق ماله في السفر إلى مدينة القضارف ليقيم هناك مع أقربائه. "بالنسبة لشخص يعمل لسنوات في الأعمال الصغيرة، لا يمكنه أن يعتمد على دعم المنظومات الإنسانية"، يقول حمدان لـ"الترا سودان".
عشرات الآلاف من السودانيين فروا إلى الولايات للبقاء هناك ريثما ينتهي القتال في العاصمة السودانية، والسؤال الذي يراودهم ما العمل الآن وكيف سيحصلون على المال؟
يقول إن الغموض بشأن مستقبله وكيفية تدبير شؤون الحياة للعائلة تثير قلقه يوميًا، ولا يمكنه الكف عن التفكير في هذا الصدد.
ولم تقدم السلطات السودانية مساعدات لعشرات الآلاف الفارين من الحرب من العاصمة والأبيض ونيالا والجنينة والفاشر، كما لم يحصل غالبية العاملين في مؤسسات الدولة على أجور شهر آذار/مارس ناهيك عن نيسان/أبريل.
في ذات الوقت تضاعفت أسعار السلع والخدمات إلى أربعة أضعاف ما كانت عليها قبل القتال الذي اندلع منتصف نيسان/أبريل 2023.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش ضمن تعليقه على الوضع في السودان، أن أسعار الغذاء والسلع تضاعفت أربعة مرات بسبب الظروف الطارئة التي ترتبت بعد النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع .
قالت رشا (35 عامًا) والتي تعيل ثلاثة أطفال إنها وصلت إلى ولاية سودانية رفقة أطفالها تاركة زوجها خلفها ليتمكن من إرسال المصروفات اليومية، لأنه يعمل في النقل الخاص بعربة صغيرة "لقد أصبح العمل صعبًا بالنسبة له في ظل استمرار القتال، والشوارع غير آمنة في العاصمة الخرطوم، ونسمع أنباء يومية عن اختفاء قسري لعشرات المدنيين يوميًا، تضيف هذه السيدة.
وبينما يستمر وصول عشرات الطائرات المحملة بالإغاثة والأدوية إلى مطار بورتسودان شرق البلاد؛ يأمل آلاف المتأثرين بالحرب في الحصول على مساعدات سريعة، لكن هناك شكاوى وسط عمال الإغاثة من وجود "بيروقراطية وصعوبة" في إيصال المساعدات إلى الفارين من القتال أو حتى المجتمعات المستضيفة في الولايات.
يقول كرم عبدالله المسؤول السابق في منظمة إنسانية، في حديث لـ"الترا سودان"، إن المساعدات القادمة من الدول ستوزع عبر أجهزة الدولة المختصة بإشراف من وزارة التنمية الاجتماعية.
وقال رئيس بعثة السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس في تقرير قدمه لمجلس الأمن الأسبوع الماضي، إن أعمال النهب والسلب التي وقعت في العاصمة السودانية أفقدت نحو (150) ألف شخص عملهم.
المساعدات الأممية تقدم عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتي بدأت عملها بولاية الجزيرة
وأردف: "المساعدات الأممية تقدم عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتي بدأت عملها بولاية الجزيرة، وقريبًا ستنتقل إلى بقية الولايات".
ويرى كرم عبدالله أن المساعدات الإنسانية لا يمكنها تغطية جميع احتياجات المواطنين لأن هناك مثلًا بعض الأشخاص الفارين لديهم رغبة في السكن المستقل، وارتفعت أسعار الإيجار للمساكن في الولايات بنسبة (800)% لذلك يعيشون في وضع صعب في التكدس في سكن الأقرباء والأصدقاء.