20-أبريل-2024
مجلس الأمن الدولي

مجلس الأمن الدولي

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة عقدت بنيويورك،أمس الجمعة، وحذر فيها من أن الوضع  في السودان يتجه نحو طريق مسدود وصراع طويل الأمد يؤدي إلى انهيار الدولة، وستؤثر تداعيات هذا الصراع على المنطقة برمتها. 

طالب المبعوث الأمريكي كل من الجنرالين بوقف الحرب فورًا والعودة إلى مسار التفاوض دون  تأخير

وبحسب وسائل إعلام عربية، قال ممثل الولايات المتحدة السفير روبرت وود: "قبل سنة، أرسل الجنرالان المتنافسان قواتهما للصراع، مما جعل السودان يتجه نحو الهلاك والخراب المستمر حتى الوقت الحالي".

وزاد بالقول: " قاد الجنرالان المتحاربان معًا انقلابًا عسكريًا في عام 2021، الأمر الذي عرقل التحول الديمقراطي في السودان، ولا يزالان يقفان في طريق تحقيق مستقبل أفضل للشعب السوداني".

وطالب المبعوث الأمريكي كل من الجنرالين بوقف الحرب فورًا والعودة إلى مسار التفاوض دون مماطلة أو تأخير، وأشار في حديثه إلى الخطط الرامية لاستئناف المحادثات في مدينة جدة السعودية في بدايات آيار/مايو، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب مصر والإمارات والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في إفريقيا "إيغاد" والاتحاد الإفريقي.

ومن جانبه حث مندوب السودان لدى مجلس الأمن الحارث إدريس المجلس لإدانة دولة الإمارات على خلفية دعمها الذي تقدمه لقوات الدعم السريع، ورفض وجود الإمارات في أي مفاوضات رامية لتسوية النزاع بين طرفي الحرب. فيما طالب المجلس بتسمية رعاة قوات الدعم السريع وإدانتهم.

استعادة التحول الديمقراطي

تعهد المتحدثون في الجلسة بدعم القوى المدنية، وذلك للعمل على تحديد مسار السودان واستعادة التحول الديمقراطي الذي انهار مع الانقلاب العسكري الذي نفذه كل من البرهان وحميدتي معًا.

وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو "أزمة السودان ذات أبعاد أسطورية؛ ومن صنع الإنسان بالكامل".

وأشارت في حديثها إلى أن الأمم المتحدة مستعدة لمضاعفة الجهود مع شركائها للمضي قدمًا في إنهاء الأعمال العدائية في السودان، وتعزيز الوساطة الدولية الشاملة والفعالة، على حد وصفها.

وأفادت أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، كان يتعاون مع مختلف الأطراف المعنية، وذلك على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي، بهدف تعزيز التنسيق في مجال جهود الوساطة.

وفي السياق، دعت ديكارلو جميع الأطراف المشاركة في النزاع إلى احترام كل من القانون الدولي وإعلان جدة، وضرورة حماية المدنيين. وقال ممثل الاتحاد الإفريقي محمد بن شمباس، إن الحرب أعادت السودان بالفعل لعدة عقود إلى الوراء. ونوه في حديثه  إلى الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي والقوانين التي تحكم سير الحرب.

أزمة الفاشر 

 حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي، من أن نحو (800) ألف شخص في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور معرضون لخطر كبير، وذلك في ظل التهديد بصراع قبلي ودموي في جميع أنحاء دارفور، بجانب العنف المتصاعد في المدينة. 

وبحسب رويترز، قالت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع وأفراد من قوات الدفاع الشعبي المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، تقترب من الفاشر عاصمة شمال دارفور.

وزادت بالقول: “القتال في الفاشر قد يطلق العنان لصراع قبلي دموي في جميع أنحاء دارفور”، مرددة تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي أطلقه في وقت سابق.

يشكل العنف خطرًا شديدًا وفوريًا على (800) ألف مدني مقيمين في مدينة الفاشر

وقالت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أديم وسورنو “يشكل العنف خطرًا شديدًا وفوريًا على (800) ألف مدني مقيمين في الفاشر”.

وزادت بالقول: “يهدد ذلك بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور، حيث يوجد أكثر من تسعة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.

 وبحسب تقارير أممية ما يقرب الـ(25) مليون نسمة أي نصف السكان تقريبًا، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فيما نزح داخليًا وخارجيًا ما يزيد عن الثمانية ملايين.