خرج مئات الآلاف من السودانيين اليوم الخميس، إلى شوارع العاصمة ومدن البلاد مطالبين بالسلطة المدنية، وذلك على خلفية المحاولة الانقلابية الأخيرة والأزمة بين المكون المدني والعسكري، حيث طالب المحتجون بتسليم السلطة إلى المدنيين ونددوا بالانقلابات العسكرية، وفق هتافات رصدتها "الترا سودان".
وبحسب تغطية "الترا سودان"، لمواكب الخرطوم فإن الحشود بدأت في التوافد إلى شارع رئيسي بالصحافة ثم انطلقت إلى شارع المطار وهي تردد هتافات مناوئة للمكون العسكري ومجموعة القصر.
عدد الحشود على مستوى البلاد تجاوز التوقعات
وتشير التقديرات إلى أن أعداد المحتجين اليوم الخميس في العاصمة ومدن البلاد بلغت مئات الآلاف، في رد فعل قد يرجح كفة المدنيين في الأزمة السياسية الحادة التي تمر بها البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: مترجم| فيسبوك يغلق مئات الحسابات المزيفة التي تتلاعب بالرأي العام في السودان
وخلت مواكب الخرطوم من الإجراءات الأمنية في ظل تقيد المحتجين بالمسارات التي حددتها لجان المقاومة، والتي تجنبت الاقتراب من وسط الخرطوم حيث يعتصم المئات جوار القصر الجمهوري منذ السبت الماضي.
وأنهى عشرات الآلاف من المحتجين المواكب التي بدأت ظهر اليوم في الفترة المسائية دون أي إجراءات أمنية، ولاحظ محرر "الترا سودان" عدم نشر دوريات من الشرطة في الشوارع التي سلكتها الحشود.
وردد المحتجون هتافات ضد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، والمجموعة السياسية التي تقود اعتصام القصر وطالبوا رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بعزلهم من الحكومة الانتقالية.
وقالت عائشة أحمد (40 عامًا) والتي شاركت في الاحتجاجات لـ"الترا سودان"، إن السودانيين مصممون على حماية التحول الديمقراطي وتشكيل المؤسسات الانتقالية. وقد لا تكون هذه الاحتجاجات -بحسب عائشة- بمثابة مطالبة بفض الشراكة مع المكون العسكري، ولكن إذا استمرت الأزمة فإن الطوفان البشري هو الحل.
بينما قال عبدالله إبراهيم -وهو موظف في القطاع العام- استطلعه "الترا سودان" أثناء مشاركته في الاحتجاجات، إن المكون العسكري يضع العراقيل أمام الحكومة سواء في الاقتصاد أو الملف الأمني، وقال إن المدنيين مطالبون برفع السقوفات حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ مهام الفترة الانتقالية.
اقرأ/ي أيضًا: ورقة جديدة للمركز العربي تناقش تحديات المرحلة الانتقالية في السودان
وسارت الحشود عشرات الكيلومترات من جنوب الخرطوم إلى شرقها وهي تردد الهتافات التي تطالب بالحكم المدني والمناوئة للانقلاب العسكري.
متظاهرة: المليونية رسالة للبرهان للتنحي فورًا دون شروط
وتعد هذه الحشود التي تقدر بمئات الآلاف بمثابة كروت جديدة قد تكون بحوزة المدنيين في الأزمة مع العسكريين، فيما أوضح المتحدث الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن في تصريحات، أن الحشود خرجت لانتزاع رئاسة مجلس السيادة للشق المدني وهيكلة الجيش وإنهاء المليشيات المسلحة.
لكن شهد كمال (34 عامًا)، والتي شاركت في المليونية، قالت لـ"الترا سودان"، إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ينبغي أن يفهم الرسالة جيدًا، هذه الحشود طلبت منه الرحيل عن السلطة الانتقالية. وتابعت: "يجب أن لا تقل المطالب عن سقف المطالبة برحيل البرهان".
اقرأ/ي أيضًا
مواقع التواصل.. أرض معركة التأثير على الرأي العام السوداني
الصحة الاتحادية تحدد مستشفيات لاستقبال إصابات قد تنتج من مليونية الخميس